الغبيري: تجاوزات أدّت لتشكيل لائحة قوية ضدّ لائحة حزب الله

الغبيري
أيام معدودات تفصلنا عن موعد الانتخابات البلدية والاختيارية في بلدة الغبيري قضاء بعبدا، الحركة الانتخابية في البلدة تسير بشكل ديناميكي، وتبشّر بمعركة محتدمة بين لائحيتين الأولى مدعومة من الثنائي حزب الله وحركة أمل، والثانية تحت عنوان «الغبيري للجميع» تضمّ مستقلين من أبناء البلدة قرروا عدم الاستسلام للامر الواقع والسعي لإصلاح «ما أفسده الدهر… والمفسدون منذ 18 عامًا من قبل الممسكين بالشأن البلدي».

الغبيري المكتظة سكانيًا تتألف بلديتها من 22 عضوًا وعدد الناخبين فيها يصل إلى 27 ألفًا، وبعد فشل البلدية التي يسيطر عليها حزب الله في انجاز مشاريع انمائية، قررّ عدد من أبنائها خوض المعركة الانتخابية للمرة الثانية، وقد عرّف بعض من مرشحيها عن نفسهم لـ «جنوبية» «نحن أبناء المقاومة، وجزء من الناس نعيش معهم معاناتهم، ومعروفون من قبل أهالينا نظرًا لخدمتنا في الشأن العام، حلمنا أن نحول الغبيري إلى بلدة أنظف وأجمل».

اقرأ أيضاً: انتخابات البلديات وأُمنيات التغيير

وفي جولة صغيرة في شوارع الغبيري تضح صورة معاناة أبناء هذه المنطقة الذين يتوقون إلى التغيير بعد ثمانية عشر عامًا من الوجوه نفسها المدعومة من حزب الله وحركة أمل، الغبيري المتاخمة لمدينة بيروت والتي تعتبر ثاني أغنى بلدية في لبنان تصل ميزانيتها إلى ملايين الدولارات تفتفتر إلى التنظيم العمراني، فالمخالفات العمرانية منتشرة بشكل كثيف خصوصًا بعدما أصبحت مقصدًا للوافدين من قرى الجنوب والبقاع. الأرصفة التي يجب أن تكون ملكًا للمارة هي محتلة اليوم من قبل سيارات «الإكسبرس» المنتشرة بشكل ملحوظ، وأصحاب المحلات الذين يعرضون بضائعهم على الأرصفة، إضافة إلى البسطات وكلّ ذلك على عين البلدية، بحسب أحد أبناء الغبيري.

وقد أضاف في حديث لـ«جنوبية» أنّ «المعاناة لا تقتصر على المارة، بل إنّ زحمة السير باتت أزمة تخنق أبناء الغبيري، فبعد 18 عامًا من الامساك في البلدية لا تزال وجهات السير غير محددة على الرغم من انفاق البلدية حوالي 100 مليون ليرة على دراسات لتحديد وجهات السير، وبالفعل تمّ تركيب اشارات السير ولكن تحديد الوجهات لم يتمّ حتى الساعة».

ويتحدث مواطن آخر من أبناء الغبيري لـ«جنوبية» عن «مشكلة مولدات الكهرباء المنتشرة بشكل عشوائي في الغبيري وبين المباني السكنية، مما يولّد ضجيجًا وتلوثُا، أمّا البلدية فلا تحرك ساكنًا ولم تتحرك على الرغم من المطالب بالفرض على أصحاب المولدات تعرفة شهرية موحدة و تركيب فيلترات لوقف التلوث». وتابع «هذا عدا عن الانقطاع المستمر للمياه، والسلاح المتفلت وسوء الخدمات والرقابة التي يجب أن تفرضها البلدية، والاستكبار التي تتعامل فيه البلدية من رئيسها إلى أعضائها مع أبناء الغبيري، وهناك أكثر من حادثة طرد سجّلت من قبل رئيس البلدية لأبناء الغبيري الذين قصدوا بلديتهم لحلّ بعض المشاكل. أمّا التوظيفات في البلدية فهي خاضعة للمحسوبيات وهي حكر على المنتمين لحزب الله وحركة أمل ونسبة كبيرة من الموظفين هم من خارج الغبيري، أمّا أبناء الغبيري الاصليين لا يعرفون متى تطلب البلدية موظفين وكيف توظف».

«هذه المشاكل وسواها التي دفعت الناس إلى “القرف” من الوضع الحالي شجّعت مجموعة من المستقلين إلى تشكيل لائحة للمرة الثانية لمواجهة تحالف حزب الله وحركة أمل الذي سيطر على البلدية منذ عام 1998 دون أن يحقق مشاريعا إنمائية لأبناء البلدة وسكانها»، بحسب أحد المرشحين في لائحة «الغبيري للجميع»، وأضاف في حديث لـ«جنوبية» «خلال 18 عامًا قدمت البلدية 18 مشروعا فقط أنجز منهم 15 و3 مشاريع لا تزال مجسمات، أي أنّ المشاريع المنجزة بمعدل أقل من مشروع سنويًا في أغنى بلديات لبنان، أغلب المشاريع هي بدعم من الصندوق الكويتي للتنمية، وهبات من دولة الكويت وغيرها..هذا عدا عن عدم الاهتمام بالقطاع التربوي والصحي..».

بلدية الغبيري

وتحدث المرشح عن «تغاضي البلدية عن قضية شركة أليسار التي تصادر العديد من عقارات أبناء الغبيري، أليسار التي أنشئت بموجب قانون لتحسين وتطوير مدخل بيروت، منذ حوالي ال 20 عامًا لم تبدأ بتنفيذ مشروعها حتى الآن وذلك بسبب الاختلاف على المصالح بين الأحزاب الممثلة في مجلس ادارتها وأبرزهم حركة أمل وحزب الله. والمؤسف أنّ أبناء الغبيري الذين يملكون عقارات ضمن نطاق أليسار “الأوزاعي” وتم الحجر عليها استنادًا الى بند الاستملاك، ممنوعون من التصرف بعقاراتهم لا بيعًا ولا استثمارًا ولا حتى بناءًا، مقابل انتشار المباني العشوائية من قبل المستملكين في هذه المنطقة من دون أن تحرك البلدية ساكنًا لتحرر أراضي أهاليها وتوقف التعدي عليها».

ختم المرشح «نأمل أن تكون الانتخابات البلدية القادمة نزيهة وديمقراطية، فأملنا بالنجاح كبير، وما حصل في انتخابات 2010 خير دليل على شعبيتنا، فعند الساعة الثانية عشر ظهرًا افتعل عناصر حزب الله وحركة أمل اشكالاً أمام مركز الاقتراع استمر حتى الخامسة، وتمّ تعطيل مركز اقتراع مهم، ورغم ذلك حصلنا على 30% من الأصوات ولو استمرت الانتخابات بشكل طبيعي ربما كانت النتائج مختلفة».

الخنسا
رئيس بلدية الغبيري منذ 18 عاماً

وإضافة إلى تحالف حزب الله حركة أمل، ولائحة الغبيري للجميع، حصلت «جنوبية» على معلومات خاصّة أكّدت أنّ «هناك لائحة ثالثة مصغرة مؤلفة من 7 مرشحين فقط سيتم الإعلان عنها في الأيام المقبلة مدعومة من رئيس بلدية الغبيري محمد الخنسا الذي تمّ استبعاده من قبل حزب الله من الانتخابات الحالية»، وفي معلومات من مصادر أخرى أشارت أنّ «هذه اللائحة هدفها استبعاد مرشحي حركة أمل السبعة من لائحة التحالف ليكون جميع أعضاء البلدية محسوبين على حزب الله».

اقرأ أيضاً: خدعة «المقاومة» لم تعد تخفي الكارثة الانمائية والأمنية في بعلبك

والجدير ذكره أن حزب الله يهيمن على بلدية الغبيري منذ 18 عاما، وفي الانتخابات الاخيرة عام 2010 فازت اللائحة التوافقية المؤلفة من 14 عضوا من حزب الله و7 أعضاء من حركة أمل، وكان يرأس مجلس بلدية الغبيرة طيلة تلك الأعوام الحاج محمد سعيد الخنسا عضو المكتب السياسي في حزب الله، ولكن حاليا يتردد إسم “معن الخليل” كرئيس بلدية جديد مرشح من قبل حزب الله، وذلك فيما يبدو أنه سعي من حزب الله لتغيير شكلي وامتصاص نقمة الأهالي من تجاوزات البلدية الحالية.

السابق
فيسبوك يحجب صفحة الاسد والميادين
التالي
هذه هي المعاشات الخيالية لكبار المسؤولين والموظفين في لبنان!