معركة بلدية في النبطية: مستقلون ضد المحاصصة الحزبية‏

في النبطية، بعد أشهر من المعاناة من أزمة النفايات التي استفحلت اثر النزاع الحزبي حول تلزيمها، هل ستغير الانتخابات البلدية الموازين؟ خصوصا مع بروز ملامح تشكيل تحالف في وجه تحالف الثنائي الشيعي حزب الله - امل.

انطلقت عجلة التحضيرات للاستحقاق الانتخابي البلدي في مدينة النبطية مع اقتراب الموعد المحدد في 22 أيار المقبل. وعلى الرغم من أن الأجواء في المدينة توحي بأن النتيجة محسومة لصالح صيغة تحالف امل – حزب الله وتقاسم البلديات بين “الثنائية الشيعية” كما جرى في الدورة السابقة عام 2010. إلّا أن هذه الصيغة لم تقف حجر عثرة أمام فئة الشباب المؤمن بالتغيير وأمام فئة من المستقلين الذين تقدموا بطلبات الترشيح على الرغم من الضغوطات.

اقرأ أيضاً: اللمسات الأخيرة وضعت…والمعارك البلدية سياسية بامتياز‎

وبحسب مصادر مطلعة على أجواء الانتخابات في النبطية فان المشهد بدأ يتبلور تدريجيا، ومعه خيوط التحالفات تنضج نوعا ما، فالتحالف الثنائي “حزب الله_حركة امل” ثابت وسيخوض المعركة بشكل موحد. وقد سرب حزب الله بعض أسماء مرشحيه فأبقى على رئاسة البلدية لأحمد كحيل و وكذلك ابقى على بعض الأعضاء، وعن الأسماء الجدد التي رشحها وحصلت عليها “جنوبية” هي، الدكتور علي صباح، محمد عماد جابر وخضر قديح. أما لجهة حركة أمل فأشارت المصادر إلا أنه لم تنضج بعد طبخة التفاهم على أسماء المرشحين في أجنحة امل بالاشارة إلى أن المخاض متعثر”.

الانتخابات البلدية

لكن، في المقلب الآخر ومع العلم أنه في الدورة السابقة التي فازت فيها لائحة تحالف “حزب الله – أمل”، فان 18% فقط من الناخبين شاركوا بعملية الاقتراع، أي 3960 مقترع من اصل 22 الف ناخب وكانت هذه الأرقام بمثابة فضيحة بالنسبة للتحالف لجهة أن يحصدوا بكل قواهم هذه الأصوات. كما حصد أنذاك المستقلون أصوات شكلت صدمة لهم مثل جواد شاهين وعباس صباغ.. ومن هنا تحدثت المصادر لـ “جنوبية” عن احتمالية احداث المستقلين لخرق في هذه الدورة ولو كان الخرق باثنين أو ثلاث مقاعد في البلدية. ولفت المصدر إلى أن توجه أبناء المدينة السائد هو نحو عدم الاقتراع أو انه في حال تم، يكون الاقتراع أشبه بعملية انتقائية من المستقلين ومن التحالف. وذلك نظرا للتسليم بنتائج الانتخابات. مضيفا أن ما يرجح كفة الحزب والحركة هم أصوات المنظمين فيها من خلال التكليف والإلتزام.
كذلك، علمت “جنوبية” إلى أنه “هناك توجه جدي إلى تشكيل تحالف ضد تحالف الثنائي الشيعي ستتألف من نخب أبناء مدينة النبطية وستضم مهندسين وأطباء من أبناء العائلات. وأوضح المصدر إلى أن هذا التوجه العام في المدينة هو بهدف العمل على أن يكون القرار في النبطية بيد أبنائها”.

وفي سياق متصل، كان الناشط الاجتماعي علي أحمد نقر اول مرشح بشكل رسمي للانتخابات البلدية في مدينة النبطية عنعلي نقر فئة المستقلين تحت شعار :” الشباب يشارك بالقول والفعل”. وصرّح لـ “جنوبية” أن المشاركة في العمل البلدي يعني أن نضع أنفسنا في خدمة أهلنا وإن خرجنا منها بعد السنين بغير ما دخلنا عليه كنا من الظالمين”.

واضاف موضحا “الى أن صوت الشباب الواعي هو حجر اساس في بناء المجتمعات وبالتالي بناء الوطن.. تطوير ثقافة العمل البلدي هو مسؤولية تقع على عاتق الشباب وعليهم أن يدركوا أهمية دورهم في عملية المشاركة”.

وعن برنامجه الانتخابي، قال انه يتضمن “حلا واضحا و عصريا لمشكلة النفايات والكهرباء وأحوال الطرقات وخلق فرص عمل محلية عبر تفعيل دور الشباب في المشاركة الفعّالة. وجعل النبطية مدينة عصرية: إنمائياً وخدماتياً”. موضحا أن “ترشيحه ليس من منطلق المنافسة بقدر ما هو من منظلق المشاركة”.

محمد سلوم
محمد سلوم

كما كان لـ “جنوبية” حديث مع احد المرشحين المستقلين البارزين لعضوية المجلس البلدي لمدينة النبطية “الحاج محمد سلوم”، وقد عرف عن نفسه أنه “مرشح مستقل منفرد غير مدعوم من أي جهة وهو يعتمد على علاقاته مع أبناء مدينته وأقرانه”.

وعن برنامجه الانتخابي قال سلوم إنه ” سيضع خطة سير وسيعمل على تأمين مقبرة للفلسطينيين المجنسين كما سيهتم بملف الكهرباء والنفايات”.

لم تمض أيام قليلة على فتح باب الترشح للانتخابات البلدية حتى انقلبت معادلة اللعبة الانتخابية، وفرط عقد “حلم” التزكية في القرى الـ29 في منطقة النبطية، إذ يبدو أن التخبطات والمشاكل التي عانت منها المدينة مؤخرا مع نشوء أزمة النفايات وكشف النقاب عن أداء وممارسات الأحزاب المستأثرة بالقرار وما أنتجته من إغراق المدينة وقرى النبطية بالمكبات العشوائية، ستشكل دافعا قويا أمام الشباب الواعي والمستقل للمشاركة بالمعركة البلدية على قاعدة التغيير وافساح المجال للكافاءات بدلا عن المحاصصات الحزبية.

اقرأ أيضاً: انتخابات صيدا… حضور سياسي وغياب تنموي

ويبقى السؤال هل ستتغير موازين الانتخابات ويتحرر الاستحقاق البلدي من الحزبية السياسية؟

وحدها صناديق الاقتراع ستحكم…

السابق
لقاء الصوت المدني: مرفأ طرابلس بين الحاضر والغد
التالي
#حلب_تحترق … هل بدأت عملية محو حلب عن الخارطة؟