سخافة الدعوى المقامة بحق الصحافية كارول معلوف!

الصحافية والإعلامية اللبنانية كارول معلوف، عرفت واشتهرت في لبنان كصحافية جديرة وناشطة بعد تقريرها المصور لمقابلة أجرتها مع الأسيرين لـ"حزب الله" في سورية لدى "جبهة النصرة"، وذلك بعد عرضه وبشكل مجتزأ على محطة mtv اللبنانية عبر برنامج بـ"موضوعية"، غير ان معلوف لم ترضخ وأعادت عرضه كاملاً على اليوتيوب.

التقرير المصور للإعلامية معلوف الذي قابلت فيه أسيري حزب الله لدى جبهة النصرة، كان بمثابة سبق صحفي لها، خصوصاً بعدما تميزت في تلك المقابلة بالخبرة والموضوعية، واستطاعت أيضا أن تسلّط الضوء على أمور كانت مبهمة وغير ظاهرة لدى الرأي العام اللبناني، وتحديداً للبيئة الحاضنة لـ”حزب الله”، بعدما اثبتت الصحافية الحسناء كارول معلوف للرأي العام اللبناني، انها كصحافية وإعلامية لبنانية استطاعة بجرأة وشجاعة، أن تدخل إلى سورية وتنال ثقة التكفيريين الإسلاميين مثل “جبهة النصرة”، بعدما انغمست وتواجدت داخل مناطقهم وبؤرهم، مع العلم ان هؤلاء الإرهابيين الذين هم نسخة طبق الأصل عن النظام السوري، لهم تاريخ حافل في مصادرة حرية الصحافة وقتل الصحافيين.

بينما كنت اطالع بعض المواقع الإلكترونية قرأت خبر تتناقله وسائل الاعلام اللبنانية مفاده، أن الدكتور عباس مزهر مؤسس “علم الأنتروستراتيجيا الدولية” تقدم بدعوى قضائية لدى النيابة العامة التمييزية في بيروت، ضد كارول معلوف، وذلك على خلفية اجرائها للقاء مصور مع أسيرين لـ”حزب الله” لدى “جبهة النصرة” بتهمة إنتهاك القوانين الدولية والوطنية، والدخول الى الأراضي السورية خلسة، والمس بالسيادة الوطنية.

هذا الإتهام ضد الصحافية والإعلامية معلوف، يعد باطلاً ولا يدخل إلا من باب المتاجرة إعلامياً بقصد الشهرة كون رافع الدعوى غير مسموع به إعلامياً، والدعوى تلك  تدخل ضمن التزلف الاعلامي السياسي والنفاق والمتاجرة بالوطنية، وبكل إحترام لمقام ومركز الدكتور عباس مزهر، الذي لم أسمع به سابقاً، ولا حتى بمؤسسته المرموقة “علم الأنتروستراتيجيا الدولية”، هذا الإدعاء ضد الصحافية كارول معلوف هو بمثابة فقاعة هواء، والغريب في الأمر أن نقابة الصحافة اللبنانية او حتى وزارة الاعلام لم يدعيان على معلوف، ولم يذكر ان أحدا على هذا الكوكب الذي نعيش عليه قد ادعى باطلاً على صحفيين كانوا متواجدين داخل بلاد لا تنعم ولا تزدهر إلا بالحروب والقتل والإجرام وذلك من أجل ترتيب سبق صحفي ما وللإضاءة على أمور من أخبار وأحداث كانت مخفية عن الرأي العام كالتي تحصل تماماً في سوريا.

إقرأ أيضًا: مقابلة كارول معلوف مع اسرى حزب الله: هل خرقت معاهدة جنيف؟!

عباس مزهر الدكتور بـ”علم الأنتروستراتيجيا الدولية” صاحب الدعوى ضد معلوف، لطالما لديه هذه الغيرة الكبيرة على القوانين الدولية والإقليمية والوطنية، والمس بالسيادة، وانتهاك الدخول إلى الأراضي السورية خلسة، لماذا لم يتجرأ ويكون لديه الشجاعة الكافية، ليدافع عن السيادة اللبنانية ويتقدم بشكوى لدى النيابة العامة التميزية في بيروت ضد قيادة “حزب الله” لتدخلهم العسكري والعلني في سورية إلى جانب النظام هناك؟ ليس هذا فحسب، ما هو رأي “سيادة” الدكتور مزهر الغيور على المصلحة الوطنية بعد انكشاف “حزب الله” مشاركته بالحرب اليمنية إلى جانب الحوثيين، وانكشاف أحد مسؤولي الحزب الكبار في القطاعات العسكرية المتواجدة على الأرض اليمنية المدعو أبو صالح، وهو يحاضر بالحوثيين حول طريقة إستعمال المتفجرات وتفخيخها داخل العاصمة الرياض؟

ما هو رأي “سيادة” الدكتور مزهر صاحب منظومة “الدخول الى الأراضي السورية خلسة”، بخلية “حزب الله” داخل دولة الكويت بعدما تم اكتشافها بالعام الماضي من قبل السلطات والأجهزة الأمنية هناك، وبحوزتهم كنوزٌ من الأسلحة والمتفجرات.

ما رأيه بهذه الإنتهاكات الواضحة ضد القوانين الدولية والإقليمية والوطنية، والقفز فوق السيادة الوطنية اللبنانية، وقيادة الحزب غير آبهة بالمصلحة الوطنية اللبنانية ولا حتى بالقرارت الشرعية الدولية.

إقرأ أيضًا: إدعاء على كارول معلوف بقصة الأسيرين .. والحلبي يعلق: «إخبارٌ مضحك»

ثم عن أي سيادة وطنية يتكلم “سيادة” الدكتور عباس مزهر، عن سيادة المربعات الأمنية وأخذ القرارات المصيرية نيابة عن الشرعية اللبنانية، أوعن سيادة التبعية وتلقي الأوامر الخارجية من الجمهورية الإيرانية.

أخيراً ماهو رأي الممانع الدكتور عباس مزهر، صاحب إستراتيجية الدعوى المقامة ضد الصحافية الحسناء كارول معلوف، بكلام الدكتور بشار الجعفري الممثل الدائم لنظام الأسد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، “ان سورية لا يمكن أن تكون دولة فاشلة مثل لبنان”؟ أليس هذا أيضا إنتقاص بحق سيادة الوطن يا فخامة الدكتور عباس مزهر الغيور على السيادة السورية قبل السيادة اللبنانية.

 

السابق
صبرا:نطالب واشنطن بتطبيق الخطة ‘ب’
التالي
الجائزة…