هذا أبرز ما قاله أسيرا حزب الله لـ «كارول معلوف»

الإعلامية كارول معلوف تنشر مقابلة الأسرى
لم يسمح حزب الله لكارول معلوف بعرض المقابلة المصورة كاملة ضمن برنامج بموضوعية يوم الأربعاء وإنما أتاح لقناة الـMTV وللإعلامي وليد عبود عرض 7 دقائق فقط لا غير، اليوم قامت الإعلامية كارول معلوف بعرض المقابلة كاملة عبر قناتها "يوتيوب"، فماذا سيكون ارتداد ذلك على معلوف؟ وما الموقف الذي سيتخذه حزب الله بعد قرار العرض الذي تحدى كل ضغوطاته وتهديداته؟

قلنا سابقاً، أنّ خيفة حزب الله من هذه المقابلة تندرج تحت المضامين التي صرّح بها الأسيران والتي تكشف الكثير من اللبس والغموض واللغط حول حقيقة الحرب السورية، وكيفية تعبئة المقاتلين، وماذا يصوّر لهم الحزب وما هي الإغراءات المقدمة والضغوطات التي يتعرضون لها لينخرطوا في هذه المعركة إدارياً أو عسكرياً.

وفي قراءة لهذه المقابلة نستعرض أهم ما جاء بها على لسان الأسيرين، فأكثر ما شددا عليه أكثر من مرة هي المعاملة الحسنة التي تلقوها من عناصر جبهة النصرة مؤكدين على أنّ الإصابات التي تعرضوا لها هي لحظة الكمين، وممّا صرّحا به أنّ الخلفية التي صوّرت لهم لبنانياً عن جبهة النصرة أنّهم جماعة تكفيرية وإرهابية.

إقرأ أيضاً: كارول معلوف تنشر المقابلة الكاملة مع أسرى حزب الله لدى «النصرة»

وفي توضيح أكثر لواقعهم الشيعي والأفكار التي يتم إقناعهم بها، سردا “أنّ الشباب الشيعة يتم تحضيرهم ابتداء من عمر الست سنوات في الكشافة ثم يتدرجون أكثر ليتعمقون في الأمور الإسلامية الثقافية وتفاصيلهم والتي تختلف من مرحلة إلى أخرى، حيث يزيد الغوص في الأمور العقائدية عن الشيعة والأئمة وموضوع الخلافة التاريخي، وعن العبادات و واجب التعلق بأهل البيت.”
وتابعا أنه “بعد ذلك تبدأ مرحلة التعبئة والتي هي عبارة عن دورات ثقافية وعسكرية”، وأشارا إلى أنّ عام 2006 وحرب تموز قد شجعت العديد من الشباب الشيعي على الإنتساب إلى الحزب، وأنّ ولاء التبعية الشيعية في لبنان هو لحزب الله فالعقيدة قبل الوطن.
وأما عن ذهابهم إلى سوريا، فأكدا أنّهم لا يملكان الخيار فهناك “إمضاء” بالطاعة الكاملة وإن رفضا الأموار سوف يواجهان بالتالي العديد من المشاكل، مع توجيههما اللوم بشكل مباشر على القيادة التي أرسلتها إلى منطقة غير آمنة مما تسبب في عملية الأسر.

وفي سياق المقابلة، أكدا أنّهما بعد معايشة الواقع السوري رصدا العديد من المغالطات، وكان السؤال الموجه لحزب الله وللمنغمسين في الحرب السورية: “أين مراكز داعش والنصرة التي تدعي البيانات الصادر أنّ الطيران الروسي يقصفها؟”
ليردفا أنّه قد تمّ إقناع الشباب الشيعي أنّ توجههم لسوريا إنّما هو لإنقاذ الشعب السوري حيث أنّ معظم المقاتلين هم ليسوا بسوريين وإنما بسجناء الدول العربية الذين بعد سيطرتهم على المنطقة ستكون خطوتهم الثانية لبنان، لذا لا بد لحزب الله من خطوة استباقية تحمي الحدود والطن.
وأضافا “أنهم قد رسخّوا في المفاهيم أنّ تدخل الحزب هو حماية للمناطق الشيعية (ريف قصير مثلاً) من المجازر والسبي”، وأشارا إلى أنّ قراءتهما للواقع السوري ولتدخل حزب الله تغيرت بعدما توسع الحزب في معركته من القصير والقلمون إلى العمق السوري، يضاف إلى ذلك الأمر الأهم وهو ما تبين لهما عند الأسر أن من يقاتل في سوريا هو السوري ابن أرضه، وأنّ ما نقله حزب الله عن أنّ الهدف هو مساعدة الشعب السوري على مواجهة المحتلين والمرتزقة، ليس بالأمر الصحيح،وأكدا أنّ الأمور تحتاج لتوضيح وإعادة نظر، فالصورة الإعلامية هي مغالطة وغير صحيحة.

وكانت الإشارة ضمن الحوار إلى مفهوم “الدفاع المقدس” والذي تبين فيما بعد لهما غير واقعي فما يقوم به الحزب في سوريا هو أجندة سياسية، إذ ما علاقة التدخل العسكري في إدلب وحلب هذه المفهوم، كما صرّحا أن عديد الجيش النظامي في القتال قليل واستخدامه إعلامي بأغلبه أو كدليل في المناطق، بينما إدارة المعركة عند الإيراني الذي هو من يقسم المهام بين حزب الله وسرايا العراق والأفغان، في حين الطيران الروسي والتغطية النارية هي جزء أساسي في العمليات.
وعن وجود ضباط روس في الساحة السورية وعملية تنسيق، أوضح الأسيران أنّ لا علم لهما وأنّ هذا الأمر على مستوى القيادات وبالتالي إن تواجدوا فلن يكون أمامهما.

وأشارا أيضاً إلى الصورة التي كانت لديهما عن جبهة النصرة والتي اكتشفا نقيضها فيما بعد، فلحظة الأسر توقعا أن يتم ذبحهما، غير أنّ الجبهة قامت بمعالجتمها ونقلهما إلى مكان آمن ولم يسء أحد لهما في المعاملة.

وعمّا إن كان تصريحهم هذا تحت الضغط و بالتوقف عند ازداوجية تصريح البعض اثناء الأسر وبعده، استشهد الأسيران بالجندي اللبناني الذي أكد للإعلام مراراً وتكراراً بعد الإفراج عنه أنّ ورفاقه عوملوا بشكل جيد في فترة إقامتهم لدى الجهة.
وشدداً أنّ هناك صورة مشوهة بالمكانين عقائدياً، الأولى، وهي صورة سيئة وغير واقعية نقلها بعض الشيعة لجبهة النصرة والسنة، ومحورها أنّه لدى أبناء الطائفة الشيعية حقداً على السنة والصحابة، ومن هؤلاء الذين يساهمون بالتشويه بعض المشايخ الشيعة الذين يصدرون أشرطة فيديو يتوجهون بها بالسب للسنة وللصحابة في حين أن أغلب المراجع الشيعة تحرم هذا الفعل.
أما الصورة الثانية وهي التي تصل للشيعي ومحورها أنّ السنة والنصرة يكرهون الائمة ونسل الامام علي والشيعة ولديهم هوس بهذا الموضوع، وهي صورة مغالطة وغير حقيقة.

وعن موضوع حماية المقامات والذي تحجج به الحزب في حربه هذه على الرغم من أنّها موجودة وليست بوليدة اللحظة ولم يتعرض لها أحد من قبل، كانت الإجابة أنّ ذريعة الحزب في كونها محمية سابقاً تندرج تحت حجة أنّه لم يكن السنة في تلك المرحلة هم المسيطرون والحاكمون في هذه المناطق.

إقرأ أيضاً: كارول معلوف لجنوبية: نادمة على عرض مقابلة أسيري حزب الله في MTV

وأكد الأسيران في ختام المقابلة، أنّ حرب حزب الله على سوريا غير مبررة لا لهم ولأي أجنبي، معربين عند ندمهم لأن المعركة هي في الحقيقة معركة إقليمية تريد لهذا الوقع أن يستمر.
وأشارا أن التفكير السياسي والعقائدي لدى حزب الله كان يتجه نحو الدفاع عن نظام الأسد وبشار الذي كان يحمي ضهر المقاومة، إذ كان يصوّر أنّ الحرب ضد النظام هي حرباً اسرائيلية، مع التنويه أن أكثر ما يؤلمهم اليوم هو تذكير البعض لهما بما صنعه حافظ الأسد وبشار الأسد بهم وبالجنوب اثناء الوصاية.
واعتبرا أنهما ضحية المصالح وضحية التأثر بالشعارات والتعبئة الضخمة، محملين المسؤولية في أسرهما “لأنفسهما أولاً” ولحزب الله ثانياً الذي أتى بهما إلى سوريا ولم يؤمن لهما الحماية.

هذا هو مضمون المقابلة، وهذه أهم النقاط التي أوضحها الأسيران لكارول معلوف عن ذهابهما إلى سوريا، فكيف سيواجه الواقع الشيعي المنغمس بالحرب السورية هذه التفاصيل وكيف سيتعامل الحزب مع هذه التصريحات التي تمظهرت إعلامياً وبإعترافات أسيريه.
ليظل السؤال الأهم وأمام ما يتم تداوله عن عملية لمبادلة الأسرى، هل ستتغير هذه الأقوال عند الإفراج عن الأسيرين وعودتهما إلى الحاضنة الشيعية؟ أم سيتخذان نهج مخطوفي الجيش اللبناني والذين أغلبهم ظلّوا على الموقف الواحد قبل الأسر وبعده؟

السابق
بطرس حرب: يجب أن يتحول مجلس النواب إلى هيئة احتفالية فقط لا غير
التالي
الشيعة والأوطان