القنبلة الكردية الشيعية تنفجر بالعراق…فهل يغتنمها داعش ويتمدّد؟

في حدث عراقي خطير يخشى أن يتطوّر ليأخذ شكل نزاع عرقي طائفي، اندلعت اشتباكات فجر الاحد بين عناصر البيشمركة الكردية والحشد الشعبي الشيعي في قضاء طوزخورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين ويقطنه عرب وأكراد وتركمان من الشيعة والسنة، ولم يوقف تلك الاشتباكات الا تدخّل مباشر لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي أمر بارسال تعزيزات من الجيش النظامي الى القضاء للاشراف على وقف فوري لاطلاق النار.

أكدت مصادر امنية عراقية ان قتالا تفجر صباح اليوم الأحد في قضاء طوزخرماتو الذي يبعد 90 كيلومترا جنوب مدينة كركوك بشمال شرق البلاد بين مجموعات مسلحة تابعة لقوات البيشمركة ومجموعات من الحشد الشعبي استخدمت فيه اسلحة خفيفة وقذائف الهاون ما ادى ايضا إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين وقطع للطريق الرابط بين بغداد وكركوك التي تقع 255 كم شمالها. واوضحت ان القضاء يشهد حاليا اوضاعا متوترة فيما تسمع اصوات انفجارات واطلاقات نارية واصوات قذائف الهاون. وقالت مصادر اعلامية مستقلة ان مواطنان كرديان قد قتلا في الاشتباكات فيما لا تزال خسائر الحشد الشعبي غير معلومة.

ولم تتوضح بعد الأسباب التي أدت الى اندلاع القتال بين الجانبين، بيد أن قضاء طوز خورماتو، غالبا ما يشهد توترات بين الجماعات الكردية والتركمانية المسلحة التي تقاتل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، منذ طرد المسلحين التابعين للتنظيم من البلدات والقرى التي سيطروا عليها في المنطقة عام 2014.

وتسبب شجار وقع في نقطة تفتيش، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في وقوع قتال واشتباكات امتدت إلى داخل مدينة طوزخرماتو بين المقاتلين التركمان وعناصر قوات البيشمركة الكردية.

إقرأ أيضًا: لا «داعش» ولا الأسد!

ونجم عن القتال إحراق العديد من المنازل وانقسام المدينة عرقيا إلى مناطق تركمانية وأخرى كردية، ونزوح السكان بينها بحسب هذا التقسيم الإثني.

وسبق أن وقعت فصائل الحشد الشعبي أربع اتفاقات أمنية وعسكرية مع البيشمركة لضمان عدم حدوث مواجهات بين الطرفين.

الاكراد

وقبل ذلك وبالتزامن مع ارسال تعزيزات عكرية عاجلة إلى قضاء طوزخرماتو فقد وجه القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي قيادة العمليات المشتركة باتخاذ الاجراءات العسكرية اللازمة للسيطرة على الموقف في القضاء وايقاف تداعيات الاحداث المؤسفة التي ادت إلى وقوع عدد من الضحايا. وأشار المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة في بيان صحافي ان العبادي قد اتصل ايضا بجميع القيادات “لنزع فتيل الازمة وتركيز الجهود ضد العدو الارهابي المشترك المتمثل بعصابات داعش الارهابية.

إقرأ أيضًا: الاكراد يحررون القسم الشرقي من مدينة عين العرب

وكان الأكراد والشيعة شكلوا في القضاء العام الماضي تحالفا هشا لمحاربة تنظيم داعش بعد طرد التنظيم من عدة مدن وقرى في المنطقة بغارات جوية لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لكن جهود مواجهة التنظيم تعقدت بسبب الخلافات الطائفية والعرقية والنزاعات على الأراضي حيث تؤكد الحكومة المركزية في بغداد تابعية القضاء لمحافظة صلاح الدين (172 كم شمال شرق بغداد) لكن الأكراد يعتبرونه من المناطق المتنازع عليها ويسعون لضمه إلى اقليمهم الشمالي الذي يحكمونه منذ عام 1991.

ويخشى مراقبون أن تكون تلك الاشتباكات بداية لمناوشات طائفية عرقية طويلة الأمد يمكن أن يستفيد منها تنظيم داعش الارهابي ليعاود التمدّد، خصوصا انه ما زال يتمركز في مناطق تبعد كيلومترات قليلة عن طوزخورماتو.

السابق
بالأسماء والصفات والكفاءة: هؤلاء هم مرشحو لائحة «بيروت مدينتي»
التالي
أميركا تعاقب حزب الله وتكافىء الشركات الايرانية