«التمييز الجنسي» يمنع النائبة الحسناء من دخول البرلمان الإيراني!

مينو خالقي
النائبة الإصلاحية الإيرانية مينو خالقي، ممنوعة من دخول مجلس النواب وحضور جلساته، بقرار من وزير الداخلية الأصولي عبد الرضا رحماني فضلي، والسبب كما يدعي منافسوها المتشددون أنها صافحت رجلا "أجنبيا" أثناء سفرها إلى الصين.

حدث منع النائبة الإيرانية مينو خالقي من دخول البرلمان على أهميته، لم يكن صادما بالنسبة للإيرانيين، الذين اعتادوا استباحة رجال الدين للمؤسسات الدستورية وخرق قوانيها، عندما تستدعي الضرورات الدينية.
مجلس النواب المنتخب حديثا، على أساس ديمقراطي، أتاح لفئات مهمشة من الشعب الإيراني الوصول إلى الندوة البرلمانية، إضافة إلى كتل حزبية كانت مستبعدة من قبل، مثل كتلة الإصلاحيين، إلا أن هذا “العرس الديمقراطي”، استفز السلطة الدينية المهيمنة، فقررت استهدافه والعمل على إفشاله، حيث ألغت قبل شروعه، ترشح عدد كبير من المعارضين، وهي تسعى اليوم إلى إبطال نتائج آخرين، من بينهم نائبة أصفهان مينو خالقي، في خطوة خطيرة تنبئ بمعركة سياسية قد تندلع بين المؤسسة التشريعية المتمثلة بالبرلمان الحديث العهد، ومجلس صيانة الدستور، الهيئة الدينية غير المنتخبة شعبيا، التي تفحص المترشحين إلى البرلمان وتملك حق الموافقة على ترشحهم أو رفضه، وهي من القوة بحيث يمكنها تسويغ إبطال أصوات منتخبين حتى بعد إقرارها بفوزهم.

إقرأ أيضاً: المرأة الإيرانية بدأت بتحرير نفسها… ولم تنتظر وعود الإصلاحيين
على بعد شهرين من انتهاء الانتخابات التشريعية، وجدت كتلة الفقهاء المتشددين، المعترضة على نتائج هذه الانتخابات ضمناً، في مصافحة خالقي رجلا “أجنبيا”، منصة مناسبة لتصوب سهامها على مواقع الإصلاحيين الداخلين بزخم كبير إلى الندوة البرلمانية، فأصدرت قرارا بمنعها من دخول البرلمان، ودعت إلى إبطال أصواتها وتسمية خلف لها.
الأمر ليس جديدا بالنسبة للشعب الإيراني، فالتسلط الممارس عليه باسم الدين والمترافق مع نسبة عالية من التخلف، أصبح من صلب حياته اليومية. فكيف إذا كان الهدف امراة، إمراة إصلاحية بالذات، أي الحلقة الأضعف في النسيج السياسي، الذي ولد فوز رموزه في الانتخابات التشريعية الأخيرة نقمة في نفوس رجال الدين المتشددين.

ناهيد شيد ومينو خالقي
ناهيد شيد ومينو خالقي

منذ عشرين عاما، ألغى رجال الدين المتشددون، عضوية نائبة طهران ناهيد شيد في البرلمان بسبب جمالها! كانت ناهيد شيد، صاحبة قوام رشيق ووجه أبيض مستدير وعينين واسعتين وفم ممتلئ وأنف دقيق. مواصفات الجمال المطبوعة على وجهها استفزت قبح سرائرهم فألغوا أصواتها.
يومها احتلت شيد المرتبة الثالثة في طهران، من حيث عدد الأصوات، لكن السلطة الدينية، اعتبرت نعمة الجمال التي حبا الله بها النائبة الشابة فتنة متحركة، خافوا على دينهم من جمالها، دينهم الغرائزي، فمنعوها من دخول البرلمان، وأمروا بإزالة صورها من شوراع طهران حفاظاً على مشاعر الشباب!

إقرأ أيضاً: المرأة الإيرانية بدأت بتحرير نفسها… ولم تنتظر وعود الإصلاحيين (4)
فائزة رفسنجاني، الابنة الصغرى لرجل الدين المثير للجدل علي أكبر هاشمي رفسنجاني، حلت أولى في الدورة الخامسة للانتخابات التشريعية عن دائرة طهران (1996) كان والدها في آخر عهده الرئاسي آنذاك، لكن كرسيه لم تشفع لابنته بالحفاظ على نسبة الأصوات التي حصلت عليها، زورت السلطة الدينية النتائج، وأحلّت رجل الدين علي أكبر ناطق نوري محلها. لم تكن فائزة رفسنجاني امرأة جميلة وفق معايير الجمال اللافتة، على الأقل ليست بجمال ناهيد شيد، لكن جمال عقلها، أخافهم، استفز بشاعة عقولهم المتحجرة، فحاربوها وتلاعبوا بأصواتها، لأنها طالبت بـ”تحليل” ركوب النساء الدراجة الهوائية في الأماكن العامة، وارتداء بنطلون جينز، اعتبروا طلبها هذا، جرما وانتهاكا للصرامة الاجتماعية وثنائية الحلال والحرام، التي يبنون عليها أصنامهم.

إقرأ أيضاً: مصدر إيراني لـ«جنوبية»: الحرس الثوري يناكف الإصلاحيين بـ«الأمهات»
قبل عشرين عاما وضعت السلطة الدينية حدا للحياة السياسية للنائبة الجميلة ناهيد شيد، حرمتها من أصواتها الانتخابية، وأبعدتها عن كل المراكز المتقدمة التي يمكن لامرأة أن تتبوأها.
فائزة رفسنجاني سجنت ستة أشهر ومنعت من ممارسة أي نشاط سياسي أو صحافي لمدة خمس سنوات بتهمة الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية.
مينو خالقي إصلاحية مثل فائزة رفسنجاني، وصبية جميلة مثل ناهيد شيد، جريمتها إذا، مضاعفة، لذلك قرروا استبعادها، خشية من “الفتنة” بشقيها الغرائزي والسياسي. وربما سينصبون مكانها امراة أخرى، امرأة قبيحة تشبههم، ليس شكلا إنما مضمونا، امرأة بقلب متحجر وعقل متحجر ومنطق متحجر، تشبه الشياطين المختبئة تحت عمائمهم.

السابق
حمود للوطنية :اعطيت الاشارة بختم تحقيق قضية الغوغل كاش وسيتم الادعاء على موقوفين
التالي
وزير الداخلية استقبل وفدا فلسطينياً رسمياً وبحث «البلدية» مع مخزومي