مهزلة تكريم ليال عبود: ما علاقة وزارة الثقافة بالعري والاثارة ؟!

"ما قدرت أشرب قهوة الفنجان تركتو ولا شفّي... ولا قدرت قوم وصبّح الجيران أو طلّ على الشرفة"، هو مطلع أغنية من أغاني الفنانة "المتألّقة" ليال عبّود. صاحبة هذه الأغنية والتي تحمل في رصيدها الفني المتواضع غيرها من الأغاني الهابطة والركيكة لحنا وكلماتٍ. وهي في وطننا لبنان بلد المقاييس المقلوبة أصبحت فجأة وجها من الوجوه الثقافية! فقد كرمت في قصر الأونيسكو الأسبوع الماضي برعاية وزارة الثقافة.

لمحة بسيطة من أغاني الفنانة ليال عبود كفيلة أن تعطي صورة واضحة عن نوعية الفن الذي تقدمه . الصورة يمكن اختصارها بأغنية الجسد والإبتذال والإثارة والعري شأنها شأن العديد من فنانات “الصورة”.

لكن، المفاجأة المذهلة التي لا يمكن ان تحدث الا في لبنان، هو ما نشر في الاعلام، أنه وبرعاية وزارة الثقافة، كرمت جمعية الأصيل لإحياء التراث الثقافي” الأسبوع الماضي، الفنانة ليال عبود خلال حفل أقيم في قصر الـ “أونيسكو”، حيث تم تكريم مجموعة من المبدعين، في بيروت بحضور حشد من الإعلاميين والفنانين والوجوه الإجتماعية والسياسية يتقدمهم نقيب المحررين في لبنان الاستاذ الياس عون.

إقرأ أيضًا: إعلام «المؤخرات» …دائمًا في المؤخرة!‏

وطبعا وزير الثقافة روني عريجي، كوزير “موجّب” ويمتثل للأصول لم يشأ أن يمرّ تكريم فنانة بحجم وبعطاء عبود الفني دون أن يرسل ممثلا عنه لحضور التكريم وهو مدير قصر الأونيسكو سليمان خوري.
اما الجائزة والتكريم فكانا نتيجة الحضور المميز لعبود الذي حققته ومازالت تسعى إلى تعزيزه تحت الأضواء.

مع الإشارة أنّه وفي عملية بحث بسيطة على الإنترنت نلاحظ أنّه وبكل حفل تكريمي تحييه جمعية الأصيل يكون للفنانة القديرة “قرص” بإحياء الحفل غنائيًا إلى حد ارتأت الجمعية “أخيرًا” بتكريمها شخصيًا لجهودها العظيمة وبرعاية وزارة الثقافة.

اليونسكو تكرم ليال عبود
اليونسكو تكرم ليال عبود

ليال عاشت اللحظة لدرجة صدقت نفسها أنها من أعمدة الثقافة اللبنانية، وأثناء تسلّمها جائزتها ووعدت أنها “لن تتأخر عن بذل الجهد المطلوب في سبيل تطوير مسيرتها الفنية”.

ليال التي سطع نجمها بفضل صورها الفاضحة والمبتذلة، حلّت الأسبوع الفائت كنجمة على غلاف مجلة “نادين” في العدد الأخير حيث عمدت المجلّة إلى إبراز تفاصيل صدرها، وكُتب في المانشيت: “ليال عبود: في أكبر من هيدا الصدر؟”.
هذا ما أثار موجة انتقاد واسعة من المتابعين الذين وجهوا سهام انتقاداتهم ليس فقط للفنانة اللبنانية . بل أيضًا للمجلّة بسبب الانحدار لهذا المستوى. وقد عادت ليال وأوضحت بعد البلبلة أن قصدها شريف “وهي تعني أن صدرها الكبير يتسع لحب الناس وحب الفن.” وهذه ليست المرّة الأولى بل أيضًا حلت ليال نجمة غلاف المجلة نفسها “ترافقت مع عبارة “ليال عبود لم أكبر مؤخرتي..”

تكريم ليال عبود
تكريم ليال عبود

هكذا أصبح قصر “الاونيسكو” وهو المكان المركزي لاستضافة الأنشطة الثقافية المختلفة الراقية. فتحول لمكان من اجل تكريم فنانات الصورة والابتذال دون الالتفات لتكريم «النساء الرائدات« المثقفات والأكاديميات وكبار الكاتبات والصحافيات والمحاميات.

في هذا السياق، اعتبرت ممثلة «التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني» المحامية منال زعيتر في حديث لـ”جنوبية” “ما حصل من شأنه تكريس الصورة النمطية عن النساء وعن المرأة اللبنانية خصوصا لجهة ما أنتجته الوسائل الإعلامية والإعلانية من تسليع لجسد الفتاة اللبنانية وامتهان صورتها الإنساني. ”
كما ووجهت انتقادها لوزارة الثقافة “التي لم تتطرق يوما الى التزامتها تجاه النساء على مستوى رفع تمثيلهم في البرلمان اللبناني. وفي قضايا كثير تتعلق بالمرأة”.ورأت أن ” هذا تقصير في حق المرأة فمن المعيب ان تكرم هكذا فنانة بغض النظر عنها. في وقت يوجد الكثير من النساء الفاعلات والرائدات اللواتي لا يتسلط الضوء عليهن”.

وأضافت زعيتر “القضية ليست قضية تكريم، بل هي أبعد من ذلك”. وقالت “كان الأجدر بهم العمل على قضايا النساء المحقة وفي حال أرادوا تكريم أحدهن على الأقل يختاروا من تكون قدوة لغيرها”.

ولفتت إلى أنه ” في 2016، معالم ثقافية بحجم دار النهار وجريدة السفير مهددة بالاغلاق”. وحملت الوزارة المسؤولية بالقول” بعد أن كان لبنان منارة ورمزا للثقافة على الوزارة أن تتحرك لمثل هذه القضايا لان هذه المعالم أصبحت ملك عام”.
وخلصت زعيتر إلى أنه “إذا أصبح هذا هو دور وزارة الثقافة فإن الأفضل الغاؤها بعد أن وصلت لهذا المستوى”.

إقرأ أيضًا: المرأة أمام المحاكم الدينية: تمييز وانتهاك حقوق
إذا، هي سقطة معيبة أن تكرم “فنانة” بهذا المستوى برعاية وحضور ممثل عن وزارة الثقافة التي يقع عليها المسؤولية قبل أي جهة بعدم المساهمة في الترويج لصورة المرأة اللبنانية كسلعة مثيرة فقط لا غير.

رحم الله من مات من شعراء وادباء وفنانون كبار لم تسمع بهم وزارة الثقافة ولم ترثهم ببيان…والسؤال هو هل سنشهد تكريم رولا يموت منافسة ليال عبود في الاثارة وفي الاسعار…اسعار الحفلات الفنية وغير الفنية؟!

السابق
حملة الممانعة تتجدد لـ«شيطنة» طرابلس وعرسال
التالي
«حزب الله» وأعاجيب القدر