التطاول على العلم اللبناني كذبة نيسان

قبل أيام، نشرت صحيفة الشرق الأوسط رسم لكاريكاتير علم لبناني تحت عنوان "لبنان كذبة نيسان" مع عبارة "دولة لبنان" داخل الأرزة، ما سبب لمكاتب الصحيفة الموجودة في منطقة الأشرفية في بيروت إعتداء عليها من قبل مجموعة صغيرة من اشخاص مثيرين للجدل مدفوعين أصلاً ليقوموا بهكذا عمل بقصد البلبلة فقط، وذلك بعد إقدامهم على بعثرة بعض الأوراق والملفات داخل مكاتب الصحيفة.

الإعتداء الذي حصل لصحيفة الشرق الأوسط مرفوض كلياً وغير مقبول خصوصا داخل بلد مثل لبنان، حيث يتمتع وبشكل عام بحرية التعبير والفكر الحر؛ لكن أن يكون الإعتداء من قبل مجموعة شبان مثيرين للجدل وللشغب يدّعون الوطنية والغيرة على العلم اللبناني وعلى رأسهم بيار الحشاش والثاني عباس زهري، “يعني بالعامية معليش سمحولنا فيها”، لان لا العلم اللبناني ولا لبنان ينتظران من أشخاص مثل بيار الحشاش المعروف عنه أصلاً بوطنجيته في تشويه صورة الحراك المدني- “بدنا نحاسب”، الموّتور أصلاً بتصرفاته غير العقلانية الذي يترجمها من خلال أفلام للفيديو يقوم بتصويرها هو بنفسه، لتدل على ركاكة عقل الحشاش وعدم الإتزان بتصرفاته ولا حتى بنوعية كلامه الذي ينم عن سخرية سمجة، كما انه اهان العلم اللبناني سابقا عندما استبدل الأرزة بكيس من نفايات.

إقرأ أيضًا: الشرق الأوسط: كذبة أوّل نيسان.. حقيقة

أما “الوطنجي” الثاني المشهور بالشتائم عبر السوشيل الميديا المقاوم والممانع حديثاً، صاحب الهاشتغات المسيئة للآخرين والمحرض على قتل أهالي بلدة مضايا السورية المدعو عباس زهري المطرود أصلا من دولة الإمارات، بسبب آراءه السياسية والفكرية المتطرفة المناهضة لدول الخليج، أراد هو الآخر أن يلفت إنتباه الآخرين له وذلك من خلال مشاركته أيضاً في إقتحام مكاتب صحيفة الشرق الأوسط بعدما وجدها فرصة سانحة له لكسب الشهرة، وذلك ضمن الكذب والنفاق بالوطنية احتجاجاً على الرسم الكاريكاتير المسيء للعلم اللبناني، حيث لم نرَ هذا “الوطنجي المكاوم” سابقاً يحتج أو يعترض ومن خلال التواصل الاجتماعي على الأقل، عندما تم استبدال العلم اللبناني خلال النضال داخل كرنفال الإعتصام بوسط بيروت عام 2007، بعد رميه وبطريقة مسيئة على الأرض واستبداله بعلم آخر، حتى هناك مناسبات عدة يتم تهميش العلم اللبناني ومن دون إعتراض من هؤلاء المنافقين.

إقرأ أيضًا: الاعتداء على مكاتب الشرق الأوسط يؤكد صواب الكاريكاتور وصحته

والشرق الأوسط صحيفة تتمتع بمصداقية عالية لها جمهور من القراء بشكل كبير وواسع داخل لبنان والعالم العربي، كما تمتاز أيضا بمصداقية في نقل الخبر، حتى كتّابها أصحاب فكر وثقافة عالية، لذلك ساء اللبنانيون ان ترتكب هذا الخطأ، سواء عن قصد أو عن غير قصد، فهذا يعتبر نقطة سوداء داخل بياض سجل صحيفة الشرق الأوسط، لأن الإستهزاء بعلم بلد أو وطن مثل لبنان غير مقبول بتاتاً، صحيح أن لبنان وشعب لبنان الآن يعانيان من أزمة سياسية وفراغ للدستور وسوء إدارة حكم من قبل حكومة مشلولة لا حول ولا قوة لها ولأسباب أصبحت معروفة، فليس بالضرورة أن نزيد على الأزمة في لبنان أزمة أخرى أو حتى أي إساءة أو إنتقاص بـ علم لبنان أو بسيادته، فيكفي لبنان مآس، ولنكن صريحين ونقول بكل شفافية،ان صحيفة الشرق الأوسط لو مارست حريتها الصحافية وتحديداً بـ 1 نيسان تماما كما فعلت في لبنان وبالعلم اللبناني، داخل أي دولة عربية او حتى في الولايات المتحدة الأميركية بلد الحرية، لتم إقفال الصحيفة بعد الإدعاء عليها أمام المحاكم المختصة وختمها بالشمع الأحمر.

السابق
غليك: اقتحام الأقصى بات مألوفًا لدى المسلمين
التالي
مسؤول لبناني يكشف كيف يتلقى «حزب الله» الأموال من إيران؟