غزل بين بري والأميركيين تحت مظلة «الإعتدال الشيعي»

شهدت الأسابيع الأخيرة سوابق لا مثيل لها بين رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري والإدارة الاميركية. قنوات مفتوحة وزيارات لثلاثة وجوه مقربة من بري الى واشنطن، هي وزير المال علي حسن خليل وقبله النائب ياسين جابر من حركة "أمل" وعلي حمدان مستشار الرئيس بري.

رصد توقيت وفحوى الزيارات من جهات أميركية ولبنانية مطلعة، وهنا الخطوط العريضة التي تحيط توقيتها وبعدها السياسي :

1-زيارات المقربين من بري ينظر اليها الأميركيون من باب الانفتاح على “الاعتدال الشيعي” في لبنان، والتعاطي مع بري كمحور نافذ في السياسة اللبنانية والى حد ما الاقليمية.

إقرأ ايضًا: أزمة التشريع تزيد التوتر بين بري وعون!

2-الأميركيون يضعون ايضا الزيارات في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي الإيراني، وانتهاء حقبة العزلة الديبلوماسية بين واشنطن وطهران. هذا يعني جلوس ايران على الطاولة في المفاوضات حول سوريا، ومصافحات وجلسات طويلة بين جون كيري وجواد ظريف، وايضا ابتسامات أعرض لممثلي بري واوساط اقليمية مقربة من ايران وليست على لائحة الارهاب .

3- رئيس مجلس النواب اللبناني لا يرى ضررا في الانفتاح على الولايات المتحدة. لا بل فإن جابر وبعد الزيارة اقترح لجنة صداقة لبنانية-أميركية في البرلمان اللبناني. اما الوزير خليل فدعا من واشنطن الى حوار سعودي-إيراني. هذا يعكس التقارب بين بري والأميركيين في التلاقي حول الاتفاق النووي الإيراني واستيعاب طهران اقليميا. وكان الرئيس باراك اوباما دعا السعودية الى “مشاركة المنطقة مع ايران سلميا” في حواره مع “أتلانتيك”.

4- يقول مصدر لبناني مطلع ان مشاكل “حزب الله” المالية والسياسية هي ايضا وراء تحركات بري، اذ تتيح هذه الأجواء لبري تقوية موقعه دوليا ولبنانيا وشيعيا من دون أن يعني ذلك بالضرورة الافتراق عن “حزب الله”. وما دام الايرانيون يجتمعون على العلن مع الاميركيين فالصفحة طويت بالكامل على مرحلة “الشيطان الأكبر”.

إقرأ أيضًا: خيبات غير معلنة لجمهور حزب الله

الغزل الاميركي مع بري يفيد الجانبين. فهو يمنح واشنطن نافذة وعلاقة مع أعرق السياسيين اللبنانيين، ويعطي بري مرونة داخلية اكبر في أي حكومة مقبلة، ووساطة اقليمية غير مستبعدة في ظل الأزمات المتكررة بين اقطاب النزاعات في اليمن وسوريا ومع “حزب الله”.

(لبنان 24)

السابق
إيران ترسل مستثمريها لشراء الأملاك والعقارات السورية..
التالي
كفانا ثقافة موت و «سلاح»..