ترشيح اليونسكو وفضيحة الطبقة السياسية اللبنانية

غسان سلامة
يتجه لبنان الى ترشيح السيدة فيرا خوري لمنصب المديرة العامة التنفيذية لمنظمة اليونسكو، مهملا دعما مفترضا للدكتور غسان سلامة. لماذا قدمت الحكومة اللبنانية، عبر وزيري الخارجية والثقافة حتى الآن، السيدة خوري على الدكتور سلامة؟

الجواب لا يتوافر الا في العلاقة اللصيقة التي تربط خوري بالملياردير جيلبير شاغوري.
هذه العلاقة هي الصفة الوحيدة التي تتمتع بها خوري، فهي ليست معروفة، أبدا، في آفاق عالم الثقافة والدبلوماسية والسياسة والفكر.
وبالمقارنة مع غسان سلامة، يندر ان تجد مثقفا لبنانيا او عربيا او فرنسيا او الى أي جنسية انتمى ، يجهله، وإذا ما كان يجهله، فهو قادر بلمحة بصر ان يحصل على لمحة وافية عن تاريخه وحاضره، سواء في السياسة اللبنانية او في الاستشارات العربية او في الجامعات الفرنسية والانكليزية والاميركية او في الدبلوماسية الاممية او في عالم الكتب او في رحاب الاعلام.
كيف يمكن للحكومة اللبنانية ان تجرؤ على تفضيل فيرا خوري على غسان سلامة، لتطلق ترشيحا عالميا يحسب على لبنان ومستواه في منظمة بحجم اليونسكو؟
ماذا سيقول اللبنانيون لأهل الاختصاص في العالم، وهم يطلبون دعم مرشحته؟
أي سيرة ذاتية سيقدمون من أجل إقناع العالم بانتخاب مرشحته؟
كيف سيجيبون الكثيرين، عندما سيسأل هؤلاء: لماذا فيرا خوري وليس غسان سلامة؟

إقرأ أيضاً: حزب الله واستحالة تحوّله إلى «سلطة»

نحن اللبنانيون نملك الجواب: أصحاب القرار في بلادنا حفنة من الأميين. يقيمون اعتبارا لمصالحهم السياسية والمالية والتجارية على حساب أي اعتبار ثقافي وحضاري واشعاعي. لا يناضلون من أجل سمعة بلادهم بتقديم أفضل أبنائهم، وليس أدل على ذلك سوى نتاج هذه الطبقة السياسية في كل ما يعنى بشؤون الدولة اللبنانية.
ونحن اللبنانيون، ندرك جيدا ان الطبقة السياسية لا ترتاح للمثقفين، فهم ان تكلموا فهي لا تفهم، وان نصحوا فهي غير قادرة على التطبيق، وان كتبوا فهي لا تقرأ، وان تحركوا بان عجزها.
الطبقة السياسية يمكنها ان تعين السيدة خوري مديرة عامة لأي وزارة تريد بدءا بالتربية مرورا بالثقافة وصولا الى الخارجية، ولكنها يستحيل، بلا كم كبير من وقاحة السخفاء، ان تجرؤ على رمي ترشيح غسان سلامة، في سلة الاهمال لحساب السيدة فيرا خوري.

إقرأ أيضاً: «السفير» قُتلت…عن اركان الجريمة والمرتكبين!
اليونسكو لن تتأثر سلبا بترشيح لبنان، لأن فيرا خوري، ومهما حشد لها جيلبير شاغوري، لن تنجح الا في حصد تأييد دول أفريقية صغيرة يشترى تمثيلها بالمال والعلاقات، في حين ان غسان سلامة بما يملك من علاقات ومن سمعة عطرة،يمكنه أن ينجح.
وبهذا المعنى فلبنان يرشح من سوف يرسب ويبتعد عمن يمكن ان ينجح.
والادهى، يرشح من يمكن ان يجر عليه السخرية ويبتعد عمن يمكن ان يحوطه بالاحترام.
قبل هذا الترشيح اللبناني لمنظمة اليونسكو كان يمكن للبعض الحديث عن حظ لبنان السيء، اما الان، وبعد هذا الترشيح بات يمكننا، وبالدليل، التأكيد ان مصيبة لبنان ليست في انعدام الحظ بل في انعدام العقل لدى طبقته السياسية .

السابق
إبعاد لبنانيين من الكويت!
التالي
هذه اسباب تخلّف باسيل عن استقبال «بان كي مون»