«السفير» تهرب من «حزب الله»

طلال سلمان
المقارنة بين أزمة "النهار" من جهة وأزمة "السفير" من جهة اخرى، تدفعنا، في حال اعتمدنا المعيار المالي، الى التأكيد، بأن "النهار" لها الاولوية بالإقفال، ومع ذلك فهي قررت أن تقاوم وتصبر.

استنادا الى الحلول التي تعتمدها الصحف المتعثرة ماليا في العالم، فإن الانتقال من الورقي الى الالكتروني، هو السائد، وليس إقفالا عاما للمنبر الإعلامي كما هو اتجاه صحيفة ” السفير”.
وإذا اعتمدنا ما يحكى عن ان “السفير” وصاحبها وكبار المساهمين فيها، يملكون أموالا كافية لإبقائها على قيد الحياة، فإن السؤال يفترض أن يتمحور حول القطبة المخفية التي جعلت صحيفة بعراقة ” السفير” تتجه، وبقرار مفاجئ، الى اقفال ورقي والكتروني.
ثمة من يجزم بأن قرار إقفال “السفير” هو أول نتاج القانون الأميركي والقرار الخليجي بمطاردة ومعاقبة “حزب الله” ومموليه والداعمين له.
وبهذا المعنى، فإن مشكلة “السفير” تكمن في هذا الزواج بين حقيقتين: الملاءة المالية لصاحبها وللمساهمين فيها، من جهة وولاء الصحيفة المطلق لحزب الله، من جهة أخرى.
وهذا يعني أن صاحب “السفير” طلال سلمان والمساهمين فيها ومن بينهم الأميركي – السوري جمال دانيال والرئيس نجيب ميقاتي، يخشون من الخط السياسي لهذه الصحيفة على ثروتهم.

إقرأ أيضاً: هكذا تخلّى حزب الله عن جريدة السفير.. لصالح «الأخبار»
وهذا الخوف على الثروة الشخصية الطائلة، وحده يفسر ان تلجأ الصحيفة، الأقل تعثرا ماليا، الى إشهار موتها الورقي والإلكتروني معا.
والى هذا السبب المركزي في اعتقادنا، تضاف أسباب كثيرة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، عدم قدرة طلال سلمان على تحمل الاعباء النفسية لإدخاله في منافسة مع ابراهيم الأمين المدعوم كليا من “حزب الله” والمعتمد منه.
وبناء عليه، فإن سبب اقفال “السفير” بهذا الشكل الكامل سببه عدم رغبة مموليها أن يدفعوا ثمن ولاء لا بد منه لحزب الله المعلن إرهابه أميركيا وخليجيا

السابق
ما معنى وشم «سوريا» على عنق من قالت «بشار الأسد ما بيأذي نملة»
التالي
تفاصيل الكارثة التي لم تتم في بلجيكا