إذا «ربيت عالعصا» مش ضروري تربي ابنك عالعصا..

هو العنف المتطرف، الذي لا يعرف لا هوية ولا مناطقية وينتمي للأسف لكل شبر في لبنان، هي العقلية "عقلية الثمانينات وما قبلها" التي ما زالت متوارثة حتى اللحظة وتظنّ أنّه بالضرب تربى الأجيال.

ربما سابقًا، كان العنف مباح ومبرر، فالجهل وغياب الحقوقيات والأهالي البعيدين كل البعد عن الثقافة والحضارة لم يكونوا بواقع الإدراك لا للأثر السلبي والنفسي للتعنيف.

إقرأ ايضًا: بالصور: #ضد_الطبيعة … رماه أبناؤه على قارعة الطريق
ولكن ما كان “حلال” في عصر الآباء والأجداد، هو حرام ومرفوض دينياً وقانونياً وانسانيًا في عصرنا، فالطفل ليس ملك “أهله” ليضربونه بوحشية ويتسببون له بالأذى، وإنّما هو أمانة مودعة لديهم وعليهم بالتالي أن يعتنوا بها وأن يقدموا لها ما يلزم من بيئة سليمة ومن مناخ ايجابي.

ما شاهدناه في فيديو اليوم، لا يمت للإنسانية بصلة وإنّما هو أقرب لممارسات تترفع عنها البيئة الحيوانية، فحتى هذه البيئة لديها من غريزة الأمومة والأبوّة ما يجعلها تأوي صغارها وتخاف عليهم.

قد أتفهم أن يغضب الوالد في لحظة من ابنه وأن يفقد أعصابه، ولكن أن يتحول لكائن متوحش لا يبصر إلا التعنيف ولا يرحم الجسد الهش أمامه فهذا ما لا يمكن لعقل بشري أن يستوعبه، فما حصل في دقائق الفيديو لم يقتصر على العنف وممارسته وإنّما على التلذذ به.
“صوروني وأنا عم بضرب”، هذه الصيغة التي يندرج بها ما شاهدناه، فضلاً عن صوت المعنّف المتنشي بما تقترفه يداه من همجية لا مبرر لها ولن يحضر لها المبرر.

إقرأ أيضًا: تشريع الضرورة أم تشريع العنف

هذا الشريط المصور، هو جريمة تستحق أن يسقط بمرتكبها أقسى العقوبات، وليس فقط من كان يحمل “النبريج” ويضرب هو مذنب بل أيضًا من كان يصوّر، ودون أيّ تبرير أو اعطاء التماس لأي جهة كانت ما شاهدناه هو جرم بالأدلة القاطعة، والمجرم سواء كان الأب أم لم يكن مكانه في السجن.

https://www.youtube.com/watch?v=WzBCUjv7Xn8

السابق
الوزير نهاد المشنوق يتابع قضية الطفل المعنف
التالي
عضو في الحكومة التركية تتمنى موت الجرحى الاسرائيليين وأنقرة تقرر عزلها من منصبها