تناغم بين «حزب الله» والإعلام العبري

لا ينبئ المناخ السياسي بالخير، فتداعيات التطورات الأخيرة فرضت ثقلها على المنطقة عموماً وعلى لبنان خصوصاً، حزب الله الغائب عن الأحداث إعلامياً في هذا الملف، وأمينه العام الذي يعتكف الآن في غرفته يصلي ويستخير الله في الخطوة القادمة متسائلا عن المبررات التي سيطرحها أمام قاعدته الشعبية.

لا شكّ أن أوساط حزب الله تأثرت بالإنسحاب الروسي ولا شكّ أيضاً أنّ بعض المقربين منه سألوا السيد حسن نصر الله “ليش الروس لينسحبوا وليش نحن بعدنا”..

فعلاً، لماذا على الجنوب أن يتكبد 2000 قتيلاً من شبابه لأجل نظام بشار، ولماذا على قيادات الحزب أن تحضر كل يوم احتفالاً تأبينياً عابر للمناطق الشيعية بدلاً من حفل تخرج أو أفراح!

إقرأ أيضاً: اللبنانيون متفاجئون باخبار تورط حزب الله بهجمات 11 أيلول

دماء الجنوبيين التي هدرت سوريًا، يحق لها أن تحاسب، فها هي روسيا قد سحبت اليد من سوريا، وإيران قد تراجعت خطوطها بعد الإتفاق النووي، ومن المتوقع أنّها إن أرادت إرضاء الشيطان الأكبر “سابقاً” والتقرب من النفط السعودي الذي تحتاجه لتحسين اقتصادها في السوق العالمية، لذلك فإنّها وبحسب خبراء قد تقدم “الأسد” قرباناً.

حزب الله وحده من يدافع عن النظام السوري ومن يقاتل الشعب الذي يهتف لأرضه ولشرعيته، ليتحوّل الحزب الغريق بهذا المستنقع من مقاوم إلى إرهابيّ بالتصنيف الدولي والعربي وحتى المحلي، حزب الله الذي سقطت كل حججه من المقامات للتكليف الشرعي لحماية لبنان من الإرهاب، الآن أصبح وحيداً هو وبشار يعدّون الساعات التي ينضج بها الإتفاق المعد دولياً وعربياً والذي يقضي بنهاية عهد الأسد.

لنتفق أولاً على فرضية لا بدّ منها وهي أنّ بشار الأسد لا مستقبل له، ولكن ماذا عن مصير حزب الله وماذا عن مصير لبنان؟

العقوبات الخليجية على حزب الله في تصاعد وبحسب ما أوردت صحف اليوم فقد أفادت مصادر دبلوماسية عربية أنه سيتم طرد وزراء “حزب الله” الأعضاء في الحكومة اللبنانية، وأنهم ممنوعون من المشاركة بأية إجتماعات أو مؤتمرات عربية .

وزراء حزب الله

هذا القرار لن يشمل حزب الله وحده، وكما العقوبات السابقة شملت كل الداعمين للحزب فإنّ هذا الطرد سيشمل الحلفاء الذي يتبنون خط الحزب والإيديولوجيا الإيرانية وأقصد بهذا وزير الخارجية جبران باسيل، وربما يمتد لحجب لبنان عن كل تمثيل عربي، نظراً لأن الدولة تغطي حزب الله وتعتبره شريكاً في الوطن.

حزب الله أمام خيارات عدة، وعلى الأمين العام لحزب الله وهو جالس في غرفته الجانبية يستطلع الصحف الإسرائيلية “التي يعتبرها مصدر و وحي قراراته” أن يقرأ بعض الصحف العربية، والتي ترصد غضب الشعوب، وعليه أن يكون واعياً للخطوة المقبلة التي ستحدد مصيره لبنانياً وعربياً وهويته الحزبية.

ونلتمس هنا تساؤلاً قد يبدو نوعاً ما متسرعا ومستهجنًا،هل سوف يكون ختام انغماس الحزب في الحرب السورية تبديل قياداته، وأولهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وهنا لا ننسى أنّ الفكر الداخلي في صفوف حزب الله هو تبعي أكثر منه عن قناعة، وأنّ معلومات شاعت في مرحلة سابقة أنّ اغتيال عماد مغنية كان من صنع النظام السوري.

إقرأ أيضاً:  علاقة إيران – حزب الله أرباب عمل وعمال

من جهة ثانية، وفي سياق الصحف الإسرائيلية، أصبحنا نرصد ونلحظ أنّه في كل أزمة يعانيها الحزب وأمينه تنشر هذه الصحف ما يخدم حزب الله ويعيده لبوصلة المقاومة، فها هو موقع المنار ينقل اليوم عن صحيفة معاريف الإسرائيلية: “أن جيش الاحتلال يخطط لعملية إجلاء واسعة في المستوطنات الشمالية في حال اندلاع حرب مع حزب الله مع التسليم بأن الحزب سيدخل الى منطقة الجليل، فضلاً عن امتلاك الحزب كميات كبيرة من الصواريخ التي تحدث دماراً واسعاً.”

هذا النقل في هذه المرحلة ناهيك عن استشهاد الأمين العام لحزب الله سابقاً بالأقلام والتقارير الإسرائيلية يتيح المجال لسوء الظن، فهل هذا تناغم، أم ان حزب الله يجيّش بعض الأقلام العبرية لخدمته؟!

السابق
مفاجأة «بوتين» وعلامات الإستفهام الأوروبية
التالي
اختطاف ستة ضباط برتب عالية مع أحد عشر عنصراً قرب «الفرع 211» بحي «برزة» في دمشق