تفاصيل حلّ أزمة النفايات.. «طلعت ريحتكم» لا تزال على موعدها

النفايات لبنان
سَلك ملف النفايات الى الحل أخيراً، وسيكرّسه مجلس الوزراء في جلسة يعقدها اليوم، وذلك عبر العودة الى الخطة التي كان وضعها الوزير اكرم شهيّب على أمل أن يكون هذا الحل مقدمة الى حلول نهائية ودائمة للنفايات.

قالت “المستقبل” إنه وأخيراً، بعد أن عاثت شهوراً أمراضاً وأوبئة في بيروت ومناطق من ساحل جبل لبنان، يُفترض أن تُطمر أزمة النفايات في جلسة استثنائية للحكومة اليوم دعا إليها رئيسها تمام سلام الذي أبدى لـ”المستقبل” تفاؤله ببتّ الخطة المرحلية كاملة خلالها، بعد اجتماع اللجنة الوزارية المولجة بمعالجة هذه الأزمة أمس ووضع اللمسات (السياسية) الأخيرة على خطة الحلّ بانتظار مناقشة وإقرار الكلفة المالية والحوافز في مجلس الوزراء.

لكن “النهار” رأت بما أن الشيطان يكمن دومًا في التفاصيل، أنه لن يكون من الحكمة في شيء الجزم بان أزمة النفايات التي تمادت عملياً ثمانية أشهر قد وضعت أوزارها نهائياً، إلا بعد اجتياز حل المطامر الذي انجزته اللجنة الوزارية مساء أمس، اختباره الحاسم النهائي قبل ظهر اليوم في مجلس الوزراء. وقالت انه بطبيعة الحال ما تحقق أمس جاء مطابقاً لتوقعات الرئيس سعد الحريري الذي كان أكد قبل يومين ان أزمة النفايات ستنتهي في غضون يومين أو ثلاثة، كما جاء نتيجة اصرار غير مسبوق لسلام على ربط مصير الحكومة كلا بانهاء الأزمة تحت طائلة تهديده بالاستقالة. واذا كانت “النهاية السعيدة” لهذه الأزمة القاتمة لاحت للمرة الأولى بعد أشهر من المماحكات وتراكم جبال النفايات في بيروت وجبل لبنان خصوصاً فيبدو ان الحل استهدف أولاً هاتين المنطقتين من خلال اعتماد ثلاثة مطامر “مبدئياً” في الكوستابرافا وبرج حمود والاستعانة بمطمر الناعمة لفترة موقتة.

اقرأ أيضاً: النفايات: مذهبية المطامر هي الحلّ

وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” ان جلسة مجلس الوزراء اليوم ستتخذ قراراً في شأن خطة النفايات مع آلية تنفيذية حتى لو أضطرت الحكومة الى استخدام مواكبة أمنية. وأوضحت أن سلام رفض أي تأجيل لحل النفايات وربط هذا الحل ببقائه على رأس الحكومة، كما أن أطرافاً أساسيين في الحكومة في مقدمهم حزب الكتائب أبلغوا سلام أنهم سيعيدون النظر في مشاركتهم فيها ما لم تقرّ اليوم خطة النفايات وتالياً فإن اليوم سيكون إما إنطلاق عمر جديد للحكومة وإما نهاية عمرها. ودعت الى إبقاء هامش ولو ضئيلاً لامكان عرقلة الحل إنطلاقا من الجدل الذي رافق موقع الكوستابرافا في الخطة.

وكان الوزراء أكرم شهيب ونهاد المشنوق وحسين الحاج حسن وميشال فرعون ونبيل دو فريج اكدوا وفق “النهار” التوصل الى حل أزمة النفايات على أساس اعتماد المطامر تاركين الاقرار النهائي للخطة لجلسة مجلس الوزراء الاستثنائية التي دعا الرئيس سلام الى عقدها في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم. ويمكن تلخيص نتائج اجتماعات اللجنة في الأيام الماضية وفق “الأخبار” بما يلي:

– الاتفاق على نقل قسم من نفايات بيروت إلى معمل الفرز في صيدا.

– اعتماد مطمر في برج حمود.

– اعتماد مطمر في منطقة الكوستابرافا، والبدء ببناء سنسول بحري لإقامة حوض يسمح بطمر النفايات فيه بعد تجفيف المياه.

– الحديث عن إقامة مطمر في منطقة الجيّة لاستيعاب نفايات إقليم الخروب والشوف.

وعلمت “اللواء” و”المستقبل” أن كلفة الطن تكون 200 دولار، مع الإشارة إلى أن مجموع النفايات يساوي مليون طن سنوياً، فتكون الكلفة حسابياً حوالى 200 مليون دولار أميركي سنوياً، بالإضافة إلى الحوافز التي يتعيّن أن تُعطى للبلديات المعنية.

سوكلين

عودة “سوكلين”

إلى ذلك، رات “الأخبار” أنه مع أن آلية العمل ستستلزم إجراء مناقصات جديدة للشركات المعنية بالتجميع والفرز وطمر النفايات، إلّا أنه باعتماد المطامر مجدداً، تعود شركة سوكلين بصورة “شرعية” إلى الواجهة هذه المرّة، بعد تعثّر الحلول السابقة، بوصفها “أفضل الموجود والممكن”. وعلى ما تقول مصادر وزارية مشاركة في أعمال اللجنة، فإن “سوكلين ستستمر في عملها الآن لأنها الشركة الوحيدة التي تملك القدرة على جمع النفايات وفرزها وطمرها، إلى أن تُجرى مناقصات جديدة، وتُعتمَد شركات أخرى”.

تظاهرة

وتوقعت “النهار” ان ينعكس هذا التطور على الدعوة الى تظاهرة كبيرة بعد ظهر اليوم من الاشرفية الى ساحة رياض الصلح التي اطلقتها “حملة طلعت ريحتكم”، علماً ان الحملة اكدت ليلاً استمرارها في التظاهرة اليوم. كما ان رياح الاعتراض هبت مجدداً من الشويفات حيث أعلنت “خلية الازمة” انها ستنظم اعتصاماً عند مثلث خلدة غداً رفضاً لاقامة مطمر في المنطقة.

اقرأ أيضاً: «مذهبية» النفايات تطغى على مراوحة الملف الرئاسي

قال الوزير نهاد المشنوق لـ”الجمهورية”: “هذا حقهم في التظاهر ونحن سنواكبهم، المهم أن لا يحصل اعتداء على القوى الأمنية واحتلال للمراكز الرسمية”.

السابق
السيد محمد حسن الامين: فتاوى حسن الترابي للتجديد وتجاوز السائد‏
التالي
ممارسة اليوغا في أماكن لا يمكن أن تتوقعها