ماذا ينتظر «حزب الله» ليأتي بعون رئيساً؟

كتب اسعد بشارة في “الجمهورية”: ماذا ينتظر “حزب الله” ليأتي بعون رئيساً؟

ينقَل عن بعض قياديي “التيار الوطني الحر” استغرابهم موقفَ حزب الله الذي لم يبادر الى دعم عون كما يجب. وهذا الاستغراب مردّه الى التساؤل عن طبيعة موقف الحزب الحقيقي ممّا جرى في معراب، وتحديداً عن فتور الحزب تجاه هذا الإجماع المسيحي الذي حققته المصالحة، في وقتٍ كان الحزب كما غيره من القوى يجاهر بأنه فور اتفاق المسيحيين ستظهر الترجماتُ العملية لما اتفقوا عليه، هذا يعني باللغة العونية، أنّ قُطَباً مخفية لا تزال تتحكم بموقف بعض هذه الاطراف، لكنّ الفارق في ما بينها أنّ تيار “المستقبل” على سبيل المثال، جاهر برفض نتائج هذا الإجماع، فيما حزب الله بارك شكلاً، وامتنع عن القيام بما يُفترض القيام به، تجاه هذه المصالحة. تمتدّ التساؤلات الى أكثر من ذلك وتصل الى حدِّ التشكيك برغبة حزب الله الوقوف الى جانب القوى المسيحية، وتفضيله البقاءَ على تفاهم مع مثلث القوى التقليدية القادرة على إنتاج السلطة القديمة ـ الجديدة (تيار”المستقبل”، حركة “أمل”، الحزب التقدمي الاشتراكي) واقتصاره على استعمال التوافق المسيحي غطاءً لمشروعه، من دون أن يقدّم لهذا الغطاء الثمن الذي يستحقه. أسئلة كثيرة باتت تُطرح في أروقة “التيار الوطني”، أولها سؤال يختصر كلّ الأسئلة: هل يريد حزب الله حقاً عون رئيساً أم لا؟ سؤالٌ يصرّ التيار على أنْ لا تطول الإجابة عنه، وأن يُحسم قبل الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس، ولا يُتوقع أن يغيّب عون موقفه من هذا السؤال في ما سيقوله في 14 آذار، كونه المعني الأوّل بوفاء حلفائه والتزاماتهم الأخلاقية والسياسية، وذلك قبل موعد الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس، التي يبدو أنها لن تختلف عن سابقاتها، فالمرشِحون مستمرون، ومرشحوهم مستمرون بترشيحهم، فيما الطرف المعطّل، يقف خلفَ اللاعبين، حاجباً مسؤوليته عن الفراغ، وتاركاً اللعبة تسير وفق إيقاع استمرار الأزمة، حتى نضوج التوقيت المناسب.

السابق
أي أثر للأزمة مع الخليج على الرئاسة؟
التالي
الرئيس التونسي: «حزب الله» ليس ارهابيا