حزب الله في مصر!

حزب الله في مصر
مصرُ التي هي في خاطري وفي دمي تستقبلُ وفداً من حزب الله، ليس عيباً ولا حراماً ولا ممنوع ولكن...

في ضوء ما يدور في المنطقة، وفي ضوء الغضب السعودي على لبنان.ليس بكليّته طبعاً، وفي ظل محاولة الدول اثبات نفوذها، وفي ظل اعادةِ فرز وتشكيل المنطقة الذي يتجلى في اوضح وافدح صوره في سوريا، لا بد من النظر الى زيارة وفد الحزب الى القاهرة للتعزية بالمخضرم الراحل محمد حسنين هيكل او اقله التدقيق في توقيت الزيارة خصوصاً وان الزيارة ليست فقط للتعزية، وكان على هامشها لقاءآت مع مسؤولين مصريين في الحكم للعسكر.

كلنا يعرف مصر الكبيرة جداً، وتزعمها للمنطقة على مدى عقود من ثورة الضباط الاحرار الى الوحدة مع سوريا ثم الانفصال، الى نفوذها في لبنان الذي الغتهُ القدرات السعودية بعد رحيل جمال عبد الناصر، ومصر العربية التي لا يمكن انكارُ وجودها على الرغم مما دار ويدور فيها بعد سقوط مبارك مروراً بمرسي وصولاً الى السيسي تبقى مصر الحاضرة العربية الاولى.

فإما أن حزب الله هو عربي كما يقول وليس ايرانياً كما يدعي خصومه، وإما أنه يبحث عن توازنٍ ما بعد المواجهة التي اصبحت علنية مع المملكة العربية السعودية، وهنا الكثير من الدلالات.

إذا كان حزب الله لا يحتاج على الاطلاق كما يوحي البعض لأي غطاء عربي وانه مسيطر على الامور في لبنان وانه متحرك بحرية في اليمن وانه سيحرر سوريا من التكفيريين الخ….فما حاجته في الذهاب الى القاهرة؟

الحزب الذي قام بتحرير احد قيادييه من السجون المصرية ابان الثورة وكان متهما بإنشاء وتسهيل عمل خلية للحزب هناك، والذي اكد احد اعضاء وفده ان الزيارة حتمية لما لهيكل من مواقف داعمة ومؤيدة للحزب، يرى محللون ان التقارب حتمي مع وحدة موقف الحزب والقاهرة من الحرب في سوريا، والحذر من دور التدخل السعودي التركي فيها، ومع مواقف شيخ الازهر الآخيرة التي اعتبر فيها ان الشيعة والسنة هما جناحا الاسلام.

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

الزيارة تضمنت لقاءآت امنية وسياسية ولم تقتصر على التعزية، فبأي اتجاه تأتي؟

وما الذي يميزها عن بقية الاتصالات والزيارات التي يجريها الحزب في اي مكان؟

وهل من تطمينات قدمها الحزب لمصر بأن الامور في لبنان لن تصل الى حد الانفجار سواء في ملفات داخلية او في جره الى تجربة تشابه الوضع في سوريا؟

هل كان للحدود مع فلسطين حصة من الزيارة خصوصا مع الكلام الكثير عن دور للحزب وحلفائه في قطاع غزة؟
الزيارة طابعها العام مراسيمي كما يرى مساعد وزير الخارجية المصرية الاسبق الدكتور عبد الله الأشعل، فـ”سماح السلطات المصرية للوفد بالزيارة له الكثير من الجوانب منها الانساني، ومن غير الواضح اذا ما كانت الزيارة تحتمل تفسيرات اخرى حتى الآن”.

إقرأ أيضاً: بعد تحذير رعاياها بمغادرة لبنان…التصعيد السعودي إلى أين؟

وبرأي الاشعل “فإنه من الصعب الان رغم اعتقاده ان الامر في الامر تحول كبير، الا انه لا يمكن التكهن ما اذا كانت الزيارة تشكل ازعاجا للمملكة العربية السعودية بشكل او بآخر، خصوصا وانه من معلوم ان جزءاً من المصريين يرى حزب الله حزبا مقاوما، فيما يرى البعض الآخر انه خرج من دائرة المقاومة جراء تدخله في سوريا، مع الاشارة ان مساعد وزير الخارجية المصرية الاسبق في حديثه معنا أشار الى ان مصر ليست بوارد وليس لها اي مصلحة بإزعاج المملكة، ولفت الى ان مصر في غمرة ما يحدث، تراجعت كما قال خطوتين الى الوراء بهدف رؤية الامور بشكل اوضح لكن إذا كانت الزيارة مقدمة لمرحلة ما فهذا رهن بالأيام المقبلة وعلى مصر كدولة بهذا الحجم ان تقرر مؤكداً على أن للزيارة دلالات”.

إقرأ أيضاً: بالأرقام والتواريخ(4): انفصام حزب الله… وشكراً قطر

وفد في القاهرة كما اكد “القيادي الشيعي…الطاهر الهاشمي”ربما ليس معتاداً ان نسمع في مصر توصيف القيادي الشيعي، ولكن ذلك لا يعني عدم وجوده…ومنذ زمن!

السابق
السفارة الكويتية في بيروت تطلب من رعاياها مغادرة لبنان
التالي
الحريري: حزب الله يعتبر أنّه أكبر من الدول