«فالنتاين» الحب اللبناني في زمن الكمامات!‎

فالنتاين
وقع بين يدي اليوم رواية "الحب في زمن الكوليرا" للكاتب الروائي الكولومبي غابرييل ماركيس، وليس صدفة أن أستقر عند هذه الرواية ونحن على مقربة من 14 شباط- فالنتاين، من "يوم الحب" .

في زمن الكوليرا انتصر الحب، وبحجة “الكوليرا” أنزل بطل رواية ماركيس المسافرين عن المركب ليمضيَ به وحيداً هو والمعشوقة التي انتظرها، حتى “تقدما في السن”.

هذا في النسخة الكولومبية، فماذا عن اللبنانية؟

للحب في هذه المرحلة “لبنانياً” أزمنة وبائية لا نهاية لها، فتكثر العناوين ويكثر الاسترسال بها، “حب في زمن السياسة”، “حب في زمن النفايات” ، “حب في زمن التمديد والتبعية والوصاية والميلشيات” وقبل كل ذلك “حب في زمن الملاريا وزيكا وانلفونزا الخنازير”.

في النسخة اللبنانية، يتحضّر الحبيبان لعيد الحب قبل شهر أو اثنين “فالجيبة عيبة”، وهدية الفالنتاين بالنسبة للّبناني “بتكسر الضهر”، هذا الحب الذي قد يفدى بدبدوب أحمر أو باقة ورد ، أو بقارورة عطر متواضعة بعيدةً عن عالم الماركات، أو ربما بكوب “يناسب الميزانية” يجمع صور العشاق.

النفايات تطفو في شوارع بيروت

“الحب في زمن الفقر والبطالة والهجرة”، هو الحب اللبناني الذي يواجه كل مشهدية الزبالة المتراكمة فحتى تظاهرات “ليسقط حكم الأزعر” شهدت علاقات استثنائية، وهو الحب الذي لم تتملكه الطائفية، فبإمكان السيد والشيخ أن يختلفا كما شاءا سلطة، لأنّه وفي الواقع “علي بحب عائشة وما بيتركا”.

إقرأ أيضاً: مواقع التواصل: فايروس قاتل يفتك بالناس والدولة لا تبالي!

هو الحب نفسه الذي لا يميّز كنيسةً ومسجداً في لبنان على رغم المحاصصة المسيحية وما تشيعه بعض وسائل الإعلام عن الغبن الذي يعانيه المسيحيون وأنّ الرئيس “حق طائفي” لا وطني”، هذا الحب الذي لا يمنع جورج وفاطمة من أن يسخرا من سياسة وشاشات تلفزة تلعب على وتر التعبئة الطائفية.

هو الحب الذي يلتقي لبنانياً “بالشهادة”، فيقرأ العشاق وغير العشاق الفاتحة لشهيد الوطن “رفيق الحريري.”

هو الحب الذي تعارض معه قرار وزير الصحة فبدلاً من حلّ علمي – طبي كانت الوقاية “بتخفيف التبويس”، فما عاد بإمكان العاشقين إلا تبادل القبل ” من خلف الكمامة”.

وسط بيروت

هو الحب الذي لا يتوّقف عند “داون تاون” أو زيتونة باي” أو حتى “أبو رخوصة”،إذ أنّ “قعدة عشط البحر وببلاش” تكفي لتسجّل لحظات في ذاكرة العاشق.

هذا هو الحب الذي يترجمه كل لحظة اللبناني “المنتوف” وهو قبل كل شيء حب الوطن، ففي حين يمارس الساسة الرذيلة الوطنية وفعل الخيانة مع مومس الغرب والشرق، يظلّ اللبناني “المواطن – المتواضع” وفياً لهذه الهوية، ويظلّ يدافع عنها وعن عفتها رافضاً بأن تتحوّل أرضه لفعل البغاء السياسي.

إقرأ أيضاً: وزارة الصحة تحذر من الانفلونزا: الوقاية والعلاج

هذا الحب … الذي ما زال بفعله اللبناني حتى اليوم “يبستم”، “يعشق”، “يتظاهر”، “يعترض”، “يكتب”، “ينتقد”.

فلا الكوليرا ولا الملاريا، ولا كل السرطانات السياسية والطائفية، ستمنع في 14 شباط أن نجدد عهد العشق للوطن، وأن يلتقي كلّ عاشقين تحت قديس الحب الأوّل “وهو لبنان.

السابق
«#عذرا_معالي_الوزير» هاشتاغ يحمل رسائل من اللبنانيين إلى الوزراء
التالي
بالفيديو: ممرضات متوحشات!