حزب الله يقول لا لعون بلسان برّي!!

ميشال عون ونبيه بري
في وقت أقدم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الخصم اللّدود لميشال عون على ترشيح الأخير لرئاسة الجمهورية يلتزم حزب الله الصمت حيال المبادرة تاركا السجال بين حلفائه مفتوحًا على مصراعيه. وقد جاء كلام برّي الأخير لقلب الوقائع متناسيا أنه لطالما كان عون المرشح الأوحد لفريقه. فهل أصبح الآن المطلوب من جعجع أن يضع مسدّساً أو بندقية أو صاروخاً في رأس 8 أذار لانتخاب عون رئيس؟

على وقع معمعة الرئاسة، وفي ظلّ استمرار غموض موقف حزب الله من إعلان معراب إلى حين نضوج سلة التسوية الإقليمية والدَولية تتوجه الأنظار نحو جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقرّرة في 8 شباط المقبل التي من المرجّح كما تقول مصادر مطلعة أن العماد ميشال عون لن يحضرها.
في ظلّ هذه الأجواء، برز موقف لافت لرئيس مجلس النواب نبيه بري نقله عنه زواره أمس “أنّ “جلسة 8 شباط لن تختلفَ عن سابقاتها، من حيث آليتِها مستبعدا انتخاب رئيس فيها.”

وتعليقًا، على قول رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إنّ “الكرة باتت في ملعب حزب الله وإنّ الحزب قادر، إذا كان صادقاً في ترشيح عون، وعلى إلزام حلفائه بالنزول إلى المجلس النيابي والتصويت له”، قال: “ما المطلوب مِن حزب الله أن يفعله؟ هل يريدونه أن يضع مسدّساً أو بندقية أو صاروخاً في رأس سعد الحريري ووليد جنبلاط وسليمان فرنجية ونبيه بري، لينتخبوا مرشّحاً بعينه؟ القصّة ليست هكذا. والعلاقة بيننا كحلفاء ليست على هذا النحو”.

اقرأ أيضاً: لماذا تأخر السيد حسن عن اعلان تأييده لترشيح الجنرال؟

فالواضح إذاً، أن ما لا يقوله حزب الله يقوله برّي: لا استحقاق رئاسي في المدى المنظور ولا حتى عون سيصل إلى قصر بعبدا. مصادر “جنوبية” تؤكد أن الحزب غير جاهز في الوقت الراهن على انجاز أي تسوية رئاسية حتى لو دفع حليفه الجنرال الثمن. وبالتالي، هذا مؤشر إلى ترك باب التأزيم الداخلي بالشأن الرئاسي مفتوحا على مصراعيه.

نبيه بري

وفي هذا السياق، أكّد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النيابية النائب قاسم هاشم لـ “جنوبية” أن “موقف برّي لا يحتمل التأويل أوهاشم قاسم الإلتباس في ظل هذه المواقف والتشنج الحاصل والترشيحات والدعم من هنا وهناك”.

وبانتظار تبلور المواقف قال هاشم إن “الرئيس برّي كان واضحا أنه آخر من يعلن موقفه فيما يتعلّق بالرئاسة كونه رئيس المجلس النيابي. وسيبنى على الأمر مقتضاه عندما ترسم الخارطة النهائية للمواقف”.

اقرأ أيضاً: ولكن أين أصبح الوفاء لـ«عون»؟!

وخلص، إلى أن “كل فريق سياسي يتخذ الموقف الذي يعبر عن قناعاته وكل فريق أو حزب له أراؤه. وبالتالي، له الجرأة أن يتخذ الموقف الذي يراه مناسب. موضحًا أن “المسألة مسألة قناعات وليست عملية فرض“.

ورأى عضو كتلة “المستقبل” النائب عمار حوري انه “بالنسبة لحزب الله  في حال أراد تسهيل انجاز أي تسوية داخلية لن يعطي هذه الأوراق إلى الأطراف اللبنانية بل سيستثمرها في الخارج وأي تسهيل محتمل ستستثمرها إيران إقليميا“.

وأشار حوري في حديثه  لـ”جنوبية” ” أن موقف كتلة المستقبل لا يزال على حاله بالنسبة لترشيح النائب فرنجية”. مؤكدًا “مشاركة الكتلة في جلسة 8 شباط”. قائلاً “سنعمل جاهدين  لإنهاء الشغور وصناديق الإقتراع هي التي ستحكم والتي ستحدد من سيكون الرئيس“.

وعلّق عضو “تكتل التغيير والاصلاح”  النائب فادي الأعور على كلام الرئيس برّي قائلا “لا شك، أن بري متميّز بمواقفه ولم يبدِ أيّة حماسة حيال ترشيح عون. والأكيد، أن حزب الله لا يعتمد سياسية الفرض على أحد من حلفائه”. لافتًا إلى أنه “عندما تتبلور الأمور يبنى على الشيء مقتضاه لكن المباحثات ستظل مستمرة إلى حين أن تصبح الظروف مؤاتية لانجاز الاستحقاق“.

كما أشار إلى أن الملف الرئاسي يرتبط بالظروف والمعطيات الإقليمية وما قاله الدكتور جعجع حول الدور الافتراضي لحزب الله هو كلام من باب السياسة. وحزب الله لديه مجموعة من الحلفاء والشركاء على الساحة اللبنانية وسيناقش الأمر معهم بعد اتضاح الأمور“.

كذلك، شدّد الأعور على أن ” العلاقة بين التيار الوطني وحزب الله على أعلى درجات التنسيق وموقف حزب الله واضح وجلي حيال رئاسة الجمهورية في أنه إلى جانب العماد عون وعندما تصبح الأمور جاهزة ستبتّ المسألة“، وأنه “سيكون لحزب الله دور إيجابي في الوقت المناسب وذلك بعد نضوج المعطيات الإقليمية”.

 وفي الختام، أكّد النائب فادي الأعور انه حتى لو لم تسنح الظروف قريبا لحزب الله ليسير بإنهاء الشغور الرئاسي فإن ” ترشيح عون سيظل مستمرا والتيار الوطني سينتظر لحين نضوج الأجندا الإقليمية”.

إذا، يمكن الاستنتاج ان ملف الاستحقاق الرئاسي ما زال مفتوحا على مصراعيه وعلى كل الاحتمالات الى حين انقشاع الرؤية الاقليمية والدولية.

السابق
في المعاملتين: ليالي الجنس الـ«سينييه»
التالي
«تالاسا»: عاصفة في الجبال… ونسمات باردة على السواحل!