جنيف ٣: روسيا تريد حوار النظام مع نفسه

جنيف
قبل بدء الحوار المرتقب بين المعارضة والنظام السوري، برزت العوائق التي من شأنها أن تبشّر بأنّ الأزمة السورية ستطول وأنّ لا حلول قريبة تلوح بالأفق، هذه العقبات التي ينتظر تذليلها بدأت من موسكو التي اعترضت على وفد المعارضة الذي يضم محمد علوش ممثلاً عن "جيش الاسلام".

يبدو أنّ العقبات التي بدأت تظهر مع الاقتراب من يوم 25 كانون الثاني موعد المفاوضات السورية – السورية المقرّرة في جنيف، ستؤدي حتمًا إلى تأجيل الحوار ولو لبضعة أيام، بحسب ما أعلن المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي قال: «كان لافروف وكيري محقين في قولهما إن الـ 25 من يناير ليس موعدا مقدسا، لكننا مازلنا نتطلع إلى نهاية كانون الثاني»، وأضاف «سأرسل الدعوات حين أشعر أن الوقت حان».

اقرأ أيضاً: الحرب في سوريا على الطريقة الروسية .. حزب الله هو الخاسر

إمكانية التأجيل تأتي على وقع تهديد موسكو بدعم وفد بديل من المعارضة السورية يتألف من صالح مسلم من الاتحاد الديموقراطي الكردي والناشطين هيثم مناع وقدري جميل ورندة قسيس، للتفاوض مع الحكومة في محادثات السلام في جنيف، إذا لم يعدل فريق المعارضة الحالي الذي تشكّل بناء على مؤتمر الرياض الأخير، وضم فصائل مسلحة ومدنيين اتفقوا جميعاً على الحل السياسي للأزمة السورية. أو إذا قرّر الوفد مقاطعة المحادثات.

فالوفد المعارض أعلنت عنه الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماع الرياض الشهر الماضي، الذي ضم محمد علوش، المسؤول السياسي في «جيش الإسلام»، الفصيل الذي تعتبره كل من دمشق وموسكو إرهابيا. وعين علوش كبيرا للمفاوضين، بينما سيرأس الوفد العميد أسعد الزعبي، وسمي جورج صبرة «رئيس المجلس الوطني السوري المعارض» نائبا له.

وفي هذا السياق ردّ المتحدث الرسمي بإسم «جيش الإسلام» النقيب اسلام علوش في حديث لـ«جنوبية» على الرفضاسلام علوش الروسي لتمثيلهم المعارضة في جنيف، فقال«جيش الإسلام مُصر على إنهاء شلال الدم في سورية والسعي لحصول الشعب السوري على حريته وكرامته، ودولة يسود فيها القانون والعدل، ولأجله حمل السلاح وقاتل ذوداً عن أبناء بلده، ومن أجل ذلك سيسلك كل الطرق الممكنة، عسكرياً كان أو سياسياً».

وأضاف علوش «نحن في جيش الإسلام في سورية مؤسسة عسكرية تشكلت من أبناء سورية وحملت السلاح لتقاتل أعداء هذا الشعب وهما النظام السوري وداعش، ونعتقد وحسب رؤيتنا للساحة أن الروس لا يناسبهم ذلك، فهي دخلت لتقوي النظام السوري وداعش على حد سواء، وهذا ما تظهره الدراسات والاحصاءات لنسب استهداف الروس لداعش مقارنة باستهداف قوى الثورة السورية، نجد أن الأغلبية الساحقة كانت متوجهة لقوى الثورة، وأيضا سجلت للروس هجمات على الثوار على جبهات القتال مع داعش، وباعتقادنا لو استطاع الروس عدم استهداف داعش لفعلوا، فهذه النسبة الضئيلة من عمليات القصف المحدودة التي تطالهم هي فقط لتزيين صورة الروس أمام المجتمع الدولي».

ورأى علوش أنّه «على الرغم من أن المعارضة تتعرض للكثير من الضغوط ولكن نحن ملتزمون بمبادئ ثورتنا، أيضا لا ننسى أن هناك دول شقيقة تدعمنا وتساعدنا في تجاوز هذه الضغوط لا سيما السعودية وتركيا وقطر».

وفي المقابل لفت مصدر مواكب للمفاوضات الى إنّ «معارضة روسيا لوفد المعارضة الذي شكّلته السعودية من صقور الثورة السورية يهدف إلى إضعافه، ولكي تستطيع روسيا أن تفرض شروطها على طاولة الحوار لما يضمن مستقبل بشار الأسد في سوريا، خصوصًا أنّ وفد المعارضة المنبثق عن مؤتمر الرياض غير مستعد للتنازل عن مواقفه».

2جنيف

وتابع المصدر «موقف السعودية وفرنسا كان جيّداً لجهة إعلانهما أنّه من غير المسموح التدخل في تركيبة الوفد، إضافة إلى الموقف التركي، لذلك يبدو أنّ محاولات روسيا ستبوء بالفشل، خصوصًا مع التصعيد الأميركي في المنطقة والتراجع الروسي في الميدان السوري، فالمعارضة السورية استطاعت أن تصدّ تقدم قوات النظام المدعومة من روسيا في ريف اللاذقية، وحلب وشيخ مسكين في درعا، إضافةً إلى انهيار الروبل الروسي مقابل الدولار وهو ما انهك الإقتصاد الروسي».

وختم المصدر «المضمور الأميركي هو إرهاق وإغراق روسيا أكثر في المنطقة، لذلك فإنّ الولايات المتحدة ليست على عجلة من أمرها في إجراء المفاوضات بين المعارضة والنظام».

وقد كشف ديبلوماسي روسي في غضون ذلك عن تشكيل الحكومة السورية وفدها الى المفاوضات في جنيف وعلى رأسه ممثل سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، وفق ما أفادت صحيفة “الوطن” الخميس.

اقرأ أيضاً: توافق روسي إيراني: «سوريا المفيدة» مفيدة لإسرائيل أيضا

ونقلت الصحيفة أن دمشق «سلمت أسماء وفدها المفاوض إلى لقاء جنيف على أن يرأسه الممثل الدائم لسوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، ويشرف عليه فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين، وبعضوية عدد من كبار المحامين وكبار موظفي وزارة الخارجية».

 

السابق
سعيد: حزب الله مخيف وعون يخاف
التالي
بالصورة.. «مارسيل غانم» يعتذر ويوّضح