الأكراد سيستمرون في إزعاج أردوغان

الأكراد
عندما تتحدث إلى الأكراد ستجد أن لديهم الكثير كي يقولونه عن معاناتهم وعن تاريخهم وكيف شاءت الصدف أن يتبعثروا بين حدود العراق وإيران وتركية وسورية. إنهم يتحدثون عن هذه الأرض كملك من ممتلكاتهم الخاصة، وهي حقاً لهم. وحيث أن العقاب معروف لدى كل كردي من أكراد تلك الدول في حال طالب بحقه في حياة كريمة وأكثر إنسانية. فمن الواجب عليه أن ينسى ولادته من أب وأم كرديان وأن لغته الأم كردية.

إن الرئيس التركي اردوغان حمل على عاتقه خوض الحرب بوجه الأكراد وحيداً. ومن عادة زعماء الشرق الأوسط ان يعدوا مناصريهم بالنصر وهو ما فعله أيضاً أردوغان، متهماً الأكراد بالأعمال الإرهابية ونشر الفوضى وتهديد أمن المدن التركية والتحدث عبر الإعلام التركي عن الحزم في قرارات الأمن التركي لإنهاء ما فرضه الأكراد من حالة فوضى. بينما يتوعد الأكراد بالدفاع عن أنفسهم وعن كردستان تركيا بالدم والتسلح ويفهم أردوغان معنى ذلك جيداً.

اقرأ أيضاً: تركيا تحلم: رحيل الأسد… وترحيل الأكراد!

يمكن للتاريخ الكردي أن يتحول إلى عائق للحكومة التركية. أفهم جيداً ما كانت تعنيه إمرأة من ديار بكر التي ظهرت في فيديو إنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي وهي تقول: لن نترك أرضنا. لقد رددت عبارتها مرتين وكان لكل مرة فيها نبض خاص. المرة الأولى: عدم الخوف أما المرة الثانية: القدرة على المحاربة والصمود اذا قرر الجيش التركي الدخول إلى ديار بكر مركز ثقل الأكراد في تركيا.

لقد أكد قائد الجيش التركي أن المجموعات الارهابية ستطمر في الخنادق التي حفرتها. إن الأكراد يحفرون خنادقهم بأعماق أرضٍ ينتمون إليها. حيث تمتد جذورهم وصِلتهم بالحياة والمعنى العظيم الذي يدفعهم للموت في سبيل هدفهم.

الاكراد

وفي نفس الليلة التي حصل فيها الإنفجار الذي إستهدف مركزاً للشرطة التركية، إتهمت الحكومة حزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء التفجير. من الواضح أن الأكراد سينتقمون إلا أنهم ليسوا أغبياء بالقدر الذي يحاول أردوغان الترويج له. وسواء كان للأكراد الحق في الرد على الإعتقالات التعسفية وعلى القصف المدفعي للجيش التركي فثمة أفعال مشينة حصلت وتحصل بإستمرار بين الأكراد وتركيا. لقد منعوا الأكراد من التداول بلغتهم عام ١٩٢٠ وعادت الحكومة التركية كي تتنازل عن قرارها عام ١٩٩٠ شرط أن لا يتم إستخدامها في الشؤون السياسية وإلا تحولوا إلى أرهابيين.

الإرهاب، الإرهاب. المصطلح الأكثر تداولاً حين يطالب أي شعب في الشرق الأوسط بحقوقه. وهو المصطلح نفسه الذي يدين به اردوغان استخدام بشار الأسد العنف تجاه السوريين والذي يمارس عبره الجيش التركي الإطاحة بطلب الأكراد في حكم ذاتي أو تحصيل حقوقهم في منطقة يريد الاتراك ادارتها بالقوة واخضاع الخصم وطمس هويته.

لا يعني كثيرا البحث عن أصل الأكراد والسؤال من أين جاؤوا أو كيف استوطنوا ارضا ينسبون أنفسهم إليها. هذه اللغة المحببة والمطلوبة دائما من قبل اعدائهم وتمتاز بها الصحافة التركية.
 إن محاولة تشبيه القضية الكردية بإسرائيل هو قفز عشوائي فوق ما يقوله التاريخ. لم يأتوا من براغ أو النمسا ولا كانوا متطوعين سابقين بالجيش البريطاني ابان الحرب العالمية الثانية، لقد جاؤوا من ديار بكر وعين عرب والحسكة وحلبجة. على الأتراك تمرين أنفسهم على تقبل الحقيقة وإلى جانبهم العرب والفرس.
السابق
«ليلى علوي» في ذمّة الله… فمن تكون؟
التالي
شرقنا المحاصر بقلة الإنسانية