هكذا تحيا إيران… ويموت أتباعها من الشيعة العرب…

رفع العقوبات عن ايران
فيما تحتفل إيران اليوم بتوقيع الرئيس الأميركي باراك أوباما لأمر رفع العقوبات عنها مع شهادة حقّ من "الشيطان الأكبر" أنّ طهران وفت بالتزاماتها لجهة تطبيق بنود الإتفاق النووي، فإنّه لا بدّ من الإعتراف أنّ هذا "الإنتصار" الذي أعلنه الشيخ حسن روحاني، لم يكن ليتم لو لم تبذل إيران كثيراً من الجهد الأمني والدهاء السياسي والتوظيف الديني على امتداد الوطن العربي، وكذلك لو لم يبذل آلاف من الشيعة العرب دماءهم رخيصة فداءً للمشروع الإستراتيجي الأم الذي تقوده الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

أعلن البيت الأبيض ليلَ أمس السبت، أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما وقّع أمراً تنفيذياً بإلغاء العقوبات المفروضة على إيران والمتعلقة ببرنامجها النووي بعد أن أوفت طهران بالتزاماتها بموجب الإتفاق النووي مع القوى العالمية الذي وقع في 14 تموز 2015.
وبناءً على هذا الإتفاق، فإنّ عشرات مليارات الدولارات سيكون بإمكان ايران الحصول عليها بعد رفع تلك العقوبات الدولية عنها، كما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنّ الولايات المتحدة ستسدد لإيران 400 مليون دولار كديون و1,3 مليار كفوائد تعود إلى حقبة الثورة الإسلامية.

إقرأ أيضاً: رفع العقوبات عن إيران مع بدء تطبيق الاتفاق النووي

وفي شهادة حسن سلوك، كتب أوباما في الأمر التنفيذي الذي أعلنه البيت الأبيض “أنّ تنفيذ إيران للاتفاق يمثل تحوّلاً جذرياً في الملابسات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني”.
في المقابل، أشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني ببداية تطبيق الإتفاق النووي، مهنئاً شعبه بـ “النصر المجيد” وذلك في تغريدة نشرها على موقعه الإلكتروني.

ورغم سوريالية المشهد الذي انعكس، لتصبح إيران الخميني التي قامت ثورتها على إيديولوجيا العداء لأميركا والتي كانت تكابر وتستهزئ بالعقوبات الدولية، غارقة فجأة في احتفال العودة إلى الحظيرة الدولية، ومنتصرة بتوقيع الرئيس الأميركي ومبتهجة بشهادة حسن السلوك منه، فإنّ هذا المشهد لا يبدو أنّه ينسحب على البلدان التي يقيم فيها أتباعهم في لبنان والعراق والبحرين واليمن وغيرهم.

إقرأ أيضاً: إيران تتصرف كما لو أنها وصية دولية على الشيعة

فقد دشنت طهران و واشنطن مرحلة التطبيع أمس بتبادل سجناء، إذ أطلقت السلطات الإيرانية أربعة معتقلين يحملون الجنسيتين الإيرانية والأميركية، هم مراسل صحيفة «واشنطن بوست» جيسون رضائيان والعنصر السابق في قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) أمير حكمتي، والقس سعيد عابديني ونصرة الله خسروي، الذي ظهر اسمه للمرة الأولى، إضافة إلى رجل الأعمال سياماك نمازي، في حين أفرجت الولايات المتحدة عن سبعة إيرانيين.

الاتفاق النووي الايراني
الاتفاق النووي الايراني

ولأن إيران وفية لمواطنيها فحسب، ودمّهم الأزرق هو الذي يعني حكومتها الإسلامية، فإنّ المدعي العام في طهران عباس جعفري، أعلن أنّ عملية التبادل تضمنت شرطاً يقضي بأن تتوقف واشنطن عن المطالبة بتسليم 14 إيرانياً متهمين بشراء أسلحة في الولايات المتحدة من أجل إرسالها إلى إيران، وذكر أنّ الرئيس باراك أوباما أصدر عفواً خاصاً عن الأميركيين.
وبينما أصبح هؤلاء الإيرانيين المحتجزين والمطاردين ينعمون بالحرية والأمان، وينعم مواطنو الجمهورية الإسلامية بإستقرار لامثيل له، فإنّ العراق وسوريا واليمن ساحات حرب وقتال، ولبنان بلا رئيس جمهورية وأمنه مهدد.

إقرأ أيضاً: مصدر رفيع بالخارجية الأميركية لـ«جنوبية» (1): لولا الاتفاق النووي لأكلتكم إيران
فالسلاح الإيراني ما زال يتدفق إلى التابعين والأنصار من الشيعة العرب، والموت اليومي هو السائد في بلادهم، الحشد الشعبي الشيعي في العراق، وحزب الله في لبنان الذي أصبح يقاتل بأمرٍ من ولي الفقيه في سوريا، والجيش الحوثي في اليمن، ينعمون كلهم بدفق السلاح الإيراني والمال الحلال، فيسقط منهم كلّ يوم عشرات من القتلى والجرحى في المعارك المجانية التي انخرطوا بها في بلادهم كُرمى للمصلحة الإستراتيجية” للأمّة الايرانية” وهو التعبير الذي يستخدمه ولي الفقيه علي خامنئي عندما يتحدث عن وطنه.
فهنيئاً لإيران سلامها مع أميركا وملياراتها القادمة من “الشيطان الاكبر”…وتعساً لنا نحن التابعين الذين اخترنا أن نحرق بلادنا فداءً للمشروع الكولوني الإيراني.

السابق
بالصورة: محمد بركات في عهدة الأمن العام اللبناني
التالي
اعترافات جديدة بالصوت والصورة لميشال سماحة!