قطع شريان حزب الله – سورية الأسد

للمرة الأولى والآن يرتفع صوت دار الفتوى ليهدد بقطع طريق المصنع-سورية الأسد. ويرتفع صوت شيعي تزامناً، عبر "إعلان مضايا".للمرة الأولى تتشكل قوة ثالثة هي ترفض حركة الأسير وتتخطاها. ترفض منطق داعش وتتخطّاها. ويمكن أن تحوّل هذه القوة ترسانة حزب الله إلى خردة حديد للبيع إذا استمر بنهجه في محاصرة أهل مضايا والزبداني. كيف؟.ولماذا؟.

سؤآل مطروح بإلحاح واستهجان: لماذا يستعدي حزب الله شيعته وسنته.!!!!.. قد يقال إن إثارة  هذا السؤآل بحد ذاته هو تحريض. لكن ألا يلاحظ حزب الله أن شيئاً ما يتشكل كقوة ثالثة. وهي تجمع بقوة وقناعة بين قوى اعتدالية وهي تتنامى بفاعلية  وتجمع بين التسنن والتشيع. وهي تتشكل من أصوات وازنة ومتوازنة كلما أوغل الحزب الإلهي في حربه السورية المفتوحة؟!.

إقرأ أيضاً:  لماذا يذكّر حزب الله اللبنانيين بمشروع «الدولة الاسلامية»؟
ليس مصادفة أن يأتي “إعلان مضايا” بتوجّه شيعي واضح ورافض لدور الحزب في سوريا. ويلتقي مع صوت وازن من داخل مؤسسة دار الفتوى الإسلامية. فتضطر الى التهديد علناً بقطع طريق المصنع أمام عبور مقاتلي حزب الله خلال 24 ساعة إذا ما استمر الدعم الحزبللاهي للنظام. والدور الحزبللاهي في حصار قرى مضايا وجوارها وتجويعها حتى الموت. وإذا ما أضفنا هذا الدور والدعم إلى التهديد غير المباشر للرئيس سعد الحريري.
وبذلك تكتمل حلقة تحويل الإعتدال المتسنن والإتزان المتشيّع. ليتحول تدريجاً إلى ما يشبه حركة اعتدالية ومتوازنة رافضة لدور حزب الله المذهبي المتورّط في حروب التطرف المذهبي المعاكس بحجة قتل الناس وتجويعهم لأن بينهم “إرهابيين” وهو منطق ممجوج ومطابق لمنطق  الإحتلال الإسرائيلي.

إقرأ أيضاً:هكذا تشوه صورة «المقاومة»

 

إن هذا المنطق سيؤدي إلى حركات مناهضة ورافضة بقوة للمنطق الحزبللاهي. وهذا ما بدأ يشكّل قوة ثالثة لحركة على الأرض في البقاع الغربي والمصنع تحديداً لا تشبه حركة أحمد الأسير وهي ترفض الداعشية أسلوباً ومنهجاً ولكنها تتعداهما من حيث القوة والتأثير والضغط الداخلي اللبناني. وذلك بسبب أحقية هذا الإعتراض أولاً وبسبب وجود  هذه القوة داخل لبنان لاعتبارها من المكوّنات اللبنانية الأساس التي يدّعي حزب الله أنه معها. وأنه حريص عليها في وجه “التكفير”.ولكن الذي حصل هو أن هذه المكونات المعتدلة من  الشيعة والسنة “كفرت” بمقولة شمّاعة التكفير. وقد بدت هذه الشّماعة سمجة وقاتلة وتحاصر الناس حتى الموت جوعاً. وباتت مملة و غير مقنعة. والأخطر أنها تشقّ طريقها إلى سوريا عبر أقارب وجيران وأنسباء أهالي مضايا والزهراني والقلمون. من المصنع تحديداً. وبذلك تصل أكثر إساءةً وأكثر فتكاً في حروب بلا فائدة سياسية. فكان التهديد بقطع هذه الطريق من البيئة الحاضنة للعمل المقاوم من شيعة وسُنة.

إقرأ أيضاً: «إعلان مضايا» الشيعي: ليس بإسمنا يا حزب الله

هذه البيئة  هي المظلة الحديدية والصلبة لهذه الترسانة وإن قطع الطريق أمام ميليشيا الجناح العسكري للحزب والمسمّى : المقاومة الإسلامية في لبنان  سيعني تحويل هذه الترسانة إلى خردة من حديد. وسيجعل الحزب المتخذ الإسلام غطاء ضد التكفير في موقع المحاصر من بيئته الإسلامية المكونة للتعايش التاريخي المشترك.  ولن يكون حزب الله قادر على توجيه البارودة هذه المرة ضد مكونات العيش المشترك. لأنه بذلك يشعل حرباً أهلية مفتوحة لن يستطيع إنهائها إن هو أشعلها.
كثيرون يظنون أن حزب الله قد يرتدّ على الداخل اللبناني إذا لمس “قب باط” لقوة سورية الأسد. لكن الحسابات هذه المرة مختلفة في الداخل الشيعي. وفي الداخل السني والبيئة المتسننة-المتشيّعة لاعتبارها من مكوّنات لبنان النهائي لكل أبنائه. وحزب الله يستوعب النصيحة هذه المرة. والتناصح في أساس المقاصد الإسلامية العليا.

إقرأ أيضاً: هل ينجح «حزب الله» في «عرسلة» مجدل عنجر؟!

السابق
عون لمطلقي شائعة وفاته: ستموتون وسأدفنكم!
التالي
باب الحارة يعيد أمواته إلى الحياة:من أبوعصام إلى أبو شهاب الذي هو بطل الجزء السابع منه!