ذكرى محمد شطح: 14 آذار تبحث عن عودة!

قوى 14 اذار
بعد التصدّع الذي أصاب قوى 14 أذار مؤخراً، جاءت الذكرى الثانية لاغتيال الوزير محمد شطح فرصة لإعادة لملمة صفوف هذه القوى. فهل نجحت محاولات المستقبل والقوات بإعادة اللحمة بين الأفرقاء؟

بعدما خلطت المبادرة الحدث التي أطلقها الرئيس سعد الحريري،  الأوراق السياسية وهددت طرفي الصراع العمودي الحاد، لا سيما بين معراب وبيت الوسط، وبنشعي والرابية، وفي غمرة الانشغال في ترميم العلاقة ما بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية، جددت قوى “14 آذار” أمس،  في الذكرى الثانية لاغتيال الوزير محمد شطح التزامها القضية الوطنية وعدم التراجع عن الأهداف التي سقط الشهداء من الرئيس رفيق الحريري الى محمد شطح ومن سبقهما في سبيلها.
تجلّى ذلك في كلمة الرئيس فؤاد السنيورة. إذ، ردّ على المشككين في استمرارية تحالف 14 أذار، وطمأن أن “14 آذار باقية مهما تعاظمت المصاعب”. وشدّد على أن “المسؤولية يجب أن يتحمَّلها كل من ناضل من أجل مشروع هذه القوى لأن سقوطه يقضي على الأمل بقيام الوطن”. كما توجه إلى رجالات القوى السيادية بالقول: “لبنان يمر خلال هذه الفترة بمرحلة حرجة جداً فإمّا أن نظلَّ غارقين في ممارسات الحسابات الصغيرة ونتسبّب بضياع البلد وتدمير المستقبل الوطني، أو أن نغتنم الفرص المتاحة”.

اقرأ أيضًا: ذكرى استشهاد شطح: تثبيت وحدة 14 أذار واستمرارها

لكن الأبرز من هذا الكلام، كان حضور رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الإحتفال، ليصب كذلك في إطار تعزيز وتأكيد المحافظة على  الثوابت التي جمعت بين أقطاب التحالف الآذاري رغم الاختلافات في وجهات النظر.

فهل نجحت محاولات المستقبل والقوات بإعادة لحمة قوى 14 أذار؟ وهل فعلاً تخطت ارتدادات التسوية خاصة؟

اقرأ أيضًا: فرنجية رغم «الإعتراض المسيحي».. ما زال المرشح الوحيد للرئاسة

يقول الكاتب والمحلل السياسي، شارل جبور لـ”جنوبية” بـ”أنه لا شك، هناك محاولة جدية لترميم صفوف 14 أذار وهذا أوّل ما بدأ فيه الرئيس السنيورة ومن ثم أثنى عليه الدكتور جعجع إذ أكّدا على أهمية 14 أذار واستمراريتها وبالتالي السعي لترميم الإنقسام الذي أنتجته التسوية”.

وأضاف أن “14 أذار تجاوزت الإنقسام حيال الخلافات السابقة المتسمة بالحوار والحكومة. واليوم، هناك محاولة لتجاوز موضوع التسوية على قاعدة تنظيم الخلاف”.

كما أشار جبور إلى أن “ترميم التحالف الآذاري  بدأ عندما دخلت التسوية الرئاسية مرحلة الموت السريري وينجح بالتالي عند  تحويلها إلى موت فعلي. وأكّد إلى أنه “رغم، الخلاف بين القوات والمستقبل. التيار يعلم أن حليفه الأساسي هو فقط القوات حتّى ولو تحالف مع فرنجية”. مضيفًا “هذا لا يعني غض النظر عن التنازل الجوهري عن ترشيح فرنجية لفتح المجال لترميم 14 آذار على قاعدة الإتفاق مجدداً”.
وقد شكّك جبور بإمكانية ترميم العلاقة، في حال أصر المستقبل على إستكمال مبادرته قائلاً “عندها سنذهب لخيارات متناقضة وسيضطر جعجع لترشيح العماد ميشال عون”.

ورأى أن “إعادة لحمة 14 أذار ترتبط بموت المبادرة. وما قاله الرئيس السنيورة في ذكرى اغتيال شطح هو خطاب 14 أذار وهو أصر على الثوابت ولم يأتِ على ذكر التسوية”. مشيراً إلى أن “خطابه الموجّه ضد حزب الله فيه شيئ من التناقض متسائلاً كيف يتم ترشيح فرنجية وبالمقابل الهجوم على الحزب علمًا أن هذا الترشيح يخدم لحزب الله”.

وخلص جبور إلى أن “خيار 14 آذارالرئاسي ليس فرنجية وفي حال المضي في هذه التسوية سيلزم جعجع الذهاب لخيار ترشيح عون باعتبار أنه أقل سوءا وأقل ارتباطًا بالنظام السوري وحزب الله”. لكنه في المقابل يقول:” إنه لا يمكن للقوات إلى  أن ” انتخاب عون بخطابه الحالي وطالما لا يزال في صفوف 8 أذار”.

اقرأ أيضًا: هل دخلت البلاد تحت معادلة (س . س) الحريري وفرنجية؟!
من جهته، يعتبر الصحافي  سمير منصور أن “الرئيس السنيورة عبّر عن مواقف معروفة عنه وعن 14 أذار. ويمكن، القول أن كلامه جاء في سياق اعادة تجديد لمواقف 14 آذار”. كما رأى ” أن هذه المناسبة جاءت لتعيد شيئاً من التماسك للقوى بعد التطورات الأخيرة التي نجمت عن التسوية والتي كان لها ارتدادات في 8 و 14 آذار”. مضيفًا في حديثة لـ “جنوبية” أن ” مواقف السنيورة انسجمت مع مواقف قديمة عبرت عنه وعن موقف هذا الفريق”.

ورأى منصور أن “عدم تناول السنيورة للتسوية الرئاسية، ووجود جعجع  أعطى حجة اضافية لتجنب الدخول في التفاصيل”. معتبراً أن “عدم التكلم عن التسوية يعني أن المبادرة ما زالت قائمة ولكنها جمدت ولم تنتهِ”. كذلك، أشار إلى أنه “ليس سراً أن الاصطفاف السياسي في 8 و 14 آذار ليس بأفضل حال”.

وفي الختام، قال منصور إن هذه “المناسبة أعادت التأكيد على الثوابت إضافة إلى توجيه رسالة أن الخلاف على بند معين لا يعني انتهاء التحالف الآذاري.. في حين، إعادة التسوية على الطاولة ستعيد حتمًا التناقضات التي لم تتغير وستعيد بالتالي خلط الأوراق خاصة مع تلويح جعجع بترشيح عون للرئاسة”. متسائلاً “هل يستطيع تجرع هذا الكأس من دون اشتراط احداث تغير في مواقف عون؟ ”

وعليه، تبقى التسوية في حال من المراوحة، بإنتظار ما ستأتي به الإشارة الإقليمية، وكذلك ستبقى العلاقة في فريق ١٤ آذار عموماً وبين المستقبل والقوات خصوصاً، في حالة انتظار الى ما ستؤول اليه التسوية في النهاية، لأن نجاحها يعني احداث تغييرات على صعيد الاصطفافات، وفشلها سيحتاج فيما بعد الى الكثير من المساعي لتبديد هواجس الحلفاء، بعد جفاء غير معلن.

السابق
«حزب الله» ورئاسة الجمهورية باقيان في الميدان السوري
التالي
قوى الامن : توقيف 374 شخصاً لإرتكابهم أفعالاً جرمية