حفلات رأس السنة بلا سوّاح… ونجوم الغناء الى الخارج…‏

سهرة راس السنة
مع بداية موسم الأعياد وحلول الشهر الأخير من العام، ينهمك اللبنانيون في شهر كانون الأول بالتحضير لهذه المناسبات من شراء الهدايا والألبسة إلى انتقاء الحجوزات لأماكن السهر. فكيف حال العجلة الإقتصادية في لبنان؟ وماذا عن بورصة حجوزات الفنادق وتذاكر الحفلات والسهرات؟

في كل عام، يشكل شهر الأخير من السنة، فرصة لتنشيط العجلة الإقتصادية. إذ ينتظر التجار وأصحاب المحال، والمطاعم والفنادق، والملاهي الليلية هذه المناسبة لكسر ركود طيلة العام.

اقرأ أيضاً: لبنان بلا نجوم ليلة رأس السنة!!

فبينما يختار محبو السهر والحفلات المكان الأنسب للاحتفال، ويعتكف آخرون عن السهر ليحتفلوا مع محبيهم وأصدقائهم في المنزل، ثمة من الميسورين من يفضل السفر الى بلدان مجاورة قريبة بدل من دفع تكلفة كبيرة على السهر في لبنان، لتبقى آفة الغلاء الفاحش والأسعار الخيالية لشهر الأعياد كل عام ، ففي وقت تبلغ قيمة الحجز في بعض المطاعم 300 دولار أميركي، تبلغ في بعض الفنادق 1000 دولار قابلة للإرتفاع حسب شهرة النجم الذي يحيي السهرة أو فخامة المكان وغيرها من معايير.

هذه الأسعار لا تطال فقط حجوزات السّهر التي يضعها أصحاب المقاهي والملاهي ومتعهدو الحفلات، بل أيضًا تنسحب هذه الأسعار على سوق الخضار والمأكولات والألبسة.. ولكن، مع كل هذا لا ينفك اللبناني المعروف بحبه للسهر وللحياة رغم ضيق أحواله المادية عن الاحتفال في هذه المناسبة. إذ، تغصّ الأسواق وتزدحم الطرقات خلال هذا الشهر بالمواطنين ولو قابلوا الغلاء بالتذمر والتأفؤف!

خالد نزهة
خالد نزهة

في هذا السياق، يقول نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم، الحانات، النوادي الليلية والحلويات في لبنان خالد نزهة لموقع “جنوبية” “هناك حضور لبناني كثيف من الخارج قادم من الدول العربية وافريقيا. وهناك اتصالات للاستفسار عن الحفلات والسهرات وأسعارها لكن، الحجوزات ما زالت خجولة، وبمقارنة بسيطة مع السنوات الفائتة كان ضغظ الحجوزات يبدأ من 15 كانون الأول من نهاية العام”.

وعن ارتفاع أسعار حجوزات حفلات رأس السنة، أشار نزهة إلى أن “الأسعار متفاوتة وتختلف بحسب التقديمات والعروضات فالسعر يختلف بحال وجود فرقة موسيقية أو نجم”. واعتبر أن “الموسيقيين وأصحاب المطاعم والفنادق يحاولون الإستفادة من هذه الليلة وهذا حقهم. لكن، هذا لا ينفي تفاوت الأسعار بشكل يناسب جميع الطبقات”.

كما لفت إلى أن “الأوضاع الاقتصادية تتردى وكل عام أسوء من العام الذي يسبقه”. معتبراً أن ” عدم الإستقرر السياسي والأمني في لبنان والمنطقة المحيطة ينعكس سلبًا على عائدات قطاع السياحة في لبنان مع غياب السائح العربي والأجنبي بسبب ضعف المرافق العامة ووسوء حال الطرق والمواصلات المختلفة، إضافة إلى الكثافة السكانية مع وجود اللاجئين السوريين”.

وفي الختام، تمنى نزهة “عودة الإستقرار وأن يعم السلام في المنطقة. كذلك عودة لبنان كما كان في السابق مقصداً للسياح لأنه بلد يعيش ويرتكز اقتصاده على قطاع السياحة والخدمات “.

محمد شقير
محمد شقير

كذلك، أشار رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان ورئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير في حديثه لموقع “جنوبية” أن “الحركة التجارية في أسواق بيروت والمناطق الأخرى غير مشجعة، رغم الحديث مؤخراً عن انهاء الشغور الرئاسي وما يتبع ذلك من استحقاقات سياسية التي من شأنها أن تؤثر ايجابيًا على أوضاع البلد إلّا أنها عادت وخفتت الأصداء الإيجابية لتنعكس سلبًا على الوضع الإقتصادي”.

ولفت إلى أن “هناك زحمة في الطرقات والأسواق إلّا أنها زحمة من دون حركة تجارية فعلية. فتردّي الأوضاع قائم منذ عام الـ2011 نتيجة التعثر السياسي والفراغ الرئاسي والتوترات الأمنية”. مضيفًا “هذا ما أثر على ثقة المستهلك مما أدّى بالتالي تقليص نفقات العائلات اللبنانية. والتي تأثرت كذلك بإرتفاع معدلات الفقر والبطالة وانعكس بالتالي على القدرة الشرائية”. ورأى شقير أنه بالإضافة إلى “تراجع نشاط المستهلك، فان الحركة السياحية تراجعت من 15% إلى 20% “.

مطاعم لبنان

ولفت إلى أن “للمرة الأولى في لبنان تلجأ المحال إلى إجراء تخفيضات في هذ الموسم للتشجيع المستهلكين إلّا أن تبقى الحركة الاقتصادية دون المتستوى”. وبالتالي أكّد ” نتائج التدهور الأمني أصبحت كارثية إذ تتجه العديد من الفنادق ومطاعم نحو الإقفال”.

وخلص شقير إلى أن “لا شيء ينهض ببلدنا سوى انتخاب رئيس وأفق سياسي يريح المواطنين”. متمنيًا أن يعم الإستقرار السياسي والأمني لأجل إعادة لبنان ليمشي على سكّة النهوض”.

اقرأ أيضاً: 7 أماكن ساحرة وخلّابة… لسهرة رأس السنة

وفي ملاحظة لا بد من تسجيلها هذا العام، تشير أوساطاً فنية ان بيروت لن تشهد روزنامة حفلات كثيفة لرأس السنة كالسابق. وذلك مع توجّه معظم نجوم الصف الأول في الدول العربية مع عروض أكثر إغراء. وقد تكون الحفلات التي يقيمها كل من وائل كفوري وعاصي الحلاني ونوال الزغبي، هي الوحيدة التي يحييها نجوم لبنانيون كبار، بعدما لوحظ نشاط لافت للمغنّين من الصفين الثاني والثالث على حساب باقي نجوم الصف الاوّل، الذين سافروا في مناسبة الاعياد هذه لإحياء حفلاتهم في الخارج.

السابق
الشياطين أمرته بقتل ابنه… وهكذا كان عقابه!‏
التالي
إيران تنفي تخفيض قواتها بسوريا… ومصير سليماني ما زال غامضا!