هل عاد جميل السيد لواءً للأسد في لبنان؟!

جميل السيد
إطلالة المدير السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد عبر برنامج "الأسبوع في ساعة" الذي يقدمه الإعلامي جورج صليبي عبر قناة "الجديد"، تحمل العديد من الإنفصامات في شكلها وفي مضمونها.

في أرشيف “الجديد” والبرنامج نفسه منذ 5 سنوات، لافتة غير مشجعة بين اللواء وبين جورج صليبي ومعدي البرنامج بشكل عام، حيث أوردت القناة حينها أنّ السيد تلفظ بعبارات نابية بحق صليبي، ولفتت إلى أنّ اللواء قد أقدم على عملية كانت أقرب إلى الطرد من منزله معتبرة أنّه لم يحترم واجب الضيافة ومؤكدة أنّ «هذه الحلقة كانت الأولى وستكون الأخيرة معه.

اقرأ أيضاً: قناة الجديد تكمل إنعطافتها: بشار الأسد قتل رفيق الحريري

ولكن مع سياسة الجديد المتقلبة حسب بوصلة المصلحة السياسية، حلّ يوم أمس اللواء “الضيف الحبيب” والمرحب على قناة الجديد، بكثير من الثناء والإحترام، والتبجيل من قبل صليبي نفسه والقيمين.

جميل السيد، حنين الى الزمن الاسود هذا بالنسبة للإنفصام الأوّل أما الثاني، فهو يتمحور حول اللواء السيد نفسه، والذي ما زال يحسب أنّه في ذات السلطة التي استحصلها من النظام السوري ومن تبعيته له والالتزام بتطبيق الأوامر الأسدية في لبنان أيام الوصاية، وما زال يملك الصلاحيات التي تمكنه من تغيير أحجار الشطرنج السياسية والبت في ملف التعيينات.

اقرأ أيضاً: «الجديد» بأعنف هجوم على برّي: رئيس السمسرات والصفقات بلا حسيب

السيد لم يطل يوم أمس كمدير سابق للأمن العام، بل كلواء الأسد في لبنان، ليطرح في إطلالته هذه كافة المواضيع العالقة مظهراً دوره المفصلي بها، فعلى سبيل المثال حين طرح عليه سؤال عن الشرخ في 8 آذار كانت الإجابة الواثقة “منحلها”.

اللواء الركن لم يكن الناطق الرسمي فقط بما سيقول حزب الله كرد على اغتيال القنطار، وإنّما كان الباحث في الملف الرئاسي من خلال الحوار الذي أظهر دوره الريادي، والذي تواضع به السيد ليصنف نفسه من المتابعين والمطلعين والمتدخلين. ومع “نفي” السيد “المشكور عليه” لدوره في لعبة التسوية، إلا أنّ الخفايا التي كشفها عن ما جرى تداوله في أروقة السياسة من تحفظ على عون كونه ليس ابن مدرسة الطائف، والتوجّه لترشيح فرنجية، هذه التسوية والتي أظهرت حسبما قال اللواء عن تقاطع أميركي – سعودي – فرنسي،كشفت العكس.

جميل السيد

هذا واعتبر السيد من موقعه الخبير والمقرب من جميع الأطياف أنّ التسوية ما زالت بحاجة لوقت، إذ أنّه حتى أيام الوصاية (التي يستشهد بها اللواء) كانت الرئاسة والحكومة تستلزم وقتاً طويلاً لتأمين التوافق، واصفاً الطريقة التي طرح بها الحريري التسوية كانت صبيانية وغير ناضجة، ولافتاً إلى أنّ ما تشهده الساحة السياسية اللبنانية اليوم من تمديد وخلل وانقسام وغياب السلّة المتكاملة لم يحصل أيام الحكم السوري.

إطلالة اللواء السيد، أظهرت أنّ الأسد حاضراً به لبنانياً وأنّ الحكم السوري بالنسبة إليه هو الأقوى والأكثر ديناميكية، ففي حين أنّ كل المعطيات الدولية تتجه نحو البحث عن المصير الذي سيؤول إليه بشار الأسد في بلاده، ما زال السيد يتحدث بلسان سوريا في لبنان، ليشير إلى التزعزع الذي أصاب سياستنا بعد الإنسحاب.

هذه الحضور “العنجهي”، الذي أطل به السيد كمطلع بكافة الملفات اللبنانية، وكنائب عن كافة أطراف 8 آذار ومقرّب من الوسطية، إضافة إلى ما تمّ التلميح إليه عن دوره في الرئاسة وتوقعاته وإجاباته الحاسمة، يضعنا أمام سؤال لا بد منه: هل هناك غاية من حلفاء الأسد بإعادة موضعته لبنانياً بينما هو ينتهي سورياً؟ وما الغاية من جعل اللواء السيد هو الناطق الرسمي بهذا الملف، وهو كان سابقاً وما زال من التابعين للنظام السوري والذين يولون الطاعة لبشار الأسد؟

اقرأ أيضاً: قناة الجديد تقصف حزب الله: عماد مغنية قتل رفيق الحريري

لهجة السيد وإن عكست الانفصام في تعاطيه مع المرحلة السياسية الإقليمية والدولية ومع التسوية و التي يفرض أنّها “لبنانية”، إلا أنّها أظهرت محاولات للإيحاء منه أنّ ورقة الرئاسة اللبنانية ما زالت في قصر المهاجرين وهذا ما لا يمّت إلى الواقع بصلّة.

 

السابق
مراسم تشييع الشهيد القنطار في الضاحية الجنوبية
التالي
بالفيديو.. كيف كانت ردة فعل ملكة جمال كولومبيا بعد انتزاع اللقب منها