محمد حمزة.. من سباق السيارات إلى العمليّات الانتحاريّة!

لم تكن مسيرة حياة محمد حمزة الحافلة بمحطات متقلبة على الصعد الاجتماعية والعقائدية، تعطي أي مؤشر لعارفيه بأن نهايته ستكون على هذا الشكل الدراماتيكي، بعد مقتله مع عدد من افراد عائلته خلال مواجهته عناصر الجيش في بلدة دير عمار ـ المنية، إثر قيامه بتفجير نفسه.
أمضى الشاب، المتحدر من بلدة عشاش في قضاء زغرتا، حياته في وادي النحلة في مدينة البداوي، حيث عمل في مهن متعددة لم يستقر في أي منها. وهذا ما انسحب على حياته التي شهدت عدة تقلبات، من شاب طائش يهوى سباق السيارات ورسم الوشوم على جسمه وممارسة حياته مع ابناء جيله المراهق لينتهي به المطاف في سجن رومية في العام 2008 بتهمة لا تمت بصلة الى السلاح أو الإرهاب.

 

محمد حمزة
وفي رومية، أمضى فترة عقوبته تحت كنف مقاتلي «فتح الإسلام» الذين ساهموا بإحداث تغيرات جوهرية في حياته بانت عليه لحظة خروجه من السجن، ليتحول الى شاب ملتزم يحرص على اخفاء الوشوم عن جسده وعلى اظهار صورة مغايرة للمقربين منه. وسارع الى قطع علاقته بمعظم أصدقائه بسبب التغيير الذي طرأ على نمط وسلوك حياته.

محمد حمزة
لدى خروج حمزة من السجن كانت طرابلس تشهد جولات العنف التقليدية بين التبانة وجبل محسن، حيث انضم الى صفوف المجموعات المسلحة في منطقته على محور المنكوبين وقاتل الى جانبهم وكان يبدي شراسة لافتة في القتال.
لكن هذا التحول لم يكن الوحيد في حياة ابن الـ31 عاماً. فقد بدأ أيضاً يتأثّر خلال تلك الفترة بـ «المجاهدين» في سوريا والعراق، ورغبته ان يكون من بين صفوف «الاستشهاديين»، وربما هذا ما قربه من اسامة منصور في التبانة. علما أنّه لم يكن على علاقة بالتنظيمات الاسلامية المعروفة على الساحة الطرابلسية أو حتّى شخصاً معروفاً في اوساط الإسلاميين.
وبعد انهاء الجيش اللبناني لمربع أسامة منصور في التبانة، اضطر حمزة لمغادرة المنطقة الى جهة مجهولة، قبل ان يعود ويظهر في بعض الاحيان في منطقة جبل البداوي، ويلتقي بعض عارفيه.
وكان يؤكّد حمزة لهؤلاء أنّه في حال جرت أيّ محاولة لتوقيفه، فإنه سوف يفجر نفسه ولن يسمح لاحد بتوقيفه «لان الموت اهون عليه من عذاب السجن»، ليعود ويختفي لمدة شهر بشكل نهائي قبل ان يعثر الجيش عليه في منزل شقيقته صفا في دير عمار التي كانت عادت اليه من السفر مع ابنتها قبل يومين من الحادثة واستضافت والدتها لتكون الى جانبها، خصوصا أن زوجها بقي خارج لبنان. وكان شقيقها الضيف الرابع والاخير الذي ساهم بفعل قرار مواجهته للجيش، في إنهاء حياة إبنتها الطفلة إسراء السيد التي شيعت أمس في مرياطة، إضافة الى والدته حسنة حمزة.

(السفير)

السابق
جريمة انتظار الذئاب
التالي
التحكم المروري: حركة المرور كثيفة على اوتوستراد نهر الكلب بعد تجمع أصحاب الشاحنات للاعتصام