عون يتريّث ورياشي ينفي لـ «جنوبية » قرب زيارة جعجع للرياض

لا تزال قنوات الإتصال في قوى 8 و 14 أذار تتباحث في مبادرة الرئيس سعد الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.وبإنتظار إنقشاع الضباب السياسي، العمل جار خصوصًا على محوري الرئيس الحريري والدكتور سمير جعجع من جهة، وسليمان فرنجيه والعماد ميشال عون من جهة أخرى.

فيما لا تزال مبادرة الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية تواجه عددا من الصعوبات بسبب الموقف المسيحي الرافض والمتحفظ، خصوصا موقف رئيس حز ب القوات اللبنانية  سمير جعجع المعارض بقوة لوصول فرنجية إلى بعبدا. فمنذ أول الطرح رفضت القوات اللبنانية المضي بهذه التسوية بشكل قاطع إذ أعتبر إسم فرنجية “يمثل النظام السوري”.

إقرأ أيضاً: فرنجية من منزل جنبلاط مصعّدا: لن أقبل برفضي لمجرّد الرفض!

وفي هذا السياق،  توقعت الأوساط الصحفية أن رئيس حزب القوات اللبنانية  سمير جعجع  يستعد لكسر صمته في الأيام المقبلة، حيث يُتوقع ان يقول “كلاماً كبيراً” كما توقعت الأوساط ان يزور جعجع وقيادات في “تيار المستقبل” بالرياض في القريب العاجل.

وقد رأى مصدر مطلع خاص بـ “جنوبية”   أن موقف القوات انخفض سقفه عن السابق  إذ برز موقفان، الأوّل موقف نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان الذي أكّد أن القوات “ترفض أيّة تسوية تتعلق بأشخاص”، ونحن لا نقَيّم الأشخاص بل لمشروعهم وموقفَهم من القضايا”. وأضاف: “عندما نريد ان نحارب في سوريا فهذا يعني انّنا خارج القانون، ولا تنتظروا من “القوات” ان تدخل في أيّ تسوية تكون بعيدة عن الدستور والقانون”.

وتابع المصدر أن هذا الكلام هو بمثابة  تلميح من القوات أنه إذا كان لا بدّ من التسوية نوافق ولكن نريد ضمانات تتعلق بسلاح حزب الله والشأن السوري.

جعجع

فيما أكّد مصدرنا أن جعجع ينتظر لقاء أو اتصال من السعودية قبل أن يحدد موقفه الأخير.  وقال أنه في حال نجحت التسوية، فإن موافقة واحدة من فريق مسيحي كافية لتؤمن الغطاء المسيحي لإنتخاب فرنجية. وتابع، أمس كان فرنجية واضحًا في تصريحه بعد عشاء كليمنصو مع النائب وليد جبلاط  إذ قال “العرقلة فقط للعرقلة نرفضها”، مضيفاً: “المسيحيون إنْ كان لهم عذرٌ مسيحي لرفضي فأنا سأمشي معهم لكنْ لن أقبل رفضي لمجرّد الرفض”.

وأشار المصدر نفسه أن التكتل المسيحي موجود عمليًا بين القوات والتيار والكتائب لكن الإشكالية هي إلى متى سيصمد ومدى قوته للوقوف بوجه التسوية كما حدث في الـ  1989 وتم الإطاحة بالإتفاق الذي كان يقضي بترشيح سليمان الجد. لافتًا  إلى أنه هناك امكانية لحدوث ذلك  في حال لم يأخذوا ضمانات.

إقرأ أيضاً: عون يفاجىء الوسطاء: «لماذا الحريري هو من سيختار سليمان فرنجيه»؟ 

وأضاف المصدر أن المستقبل يلعب على نقتطين وهي الحصول على ضمانات من فرنجية حول سلاح حزب الله وموقفه من سوريا ولأن فرنجية لا يساوم بهذا الشق. يطلب المستقبل ضمانات كموقف ايجابي من المحكمة الدَولية.

وأكّد المصدر أن حزب الله يدعم فرنجيه في الوسطية،  وهو أكّد له أنه يؤيد وصوله إلى الرئاسة أكثر من عون لكن لا يريد الاصطدام مع الاخير حول ذلك،  لذلك لم يأخذ الحزب موقفا واضحا بعد. وقد أكّد حزب الله لفرنجية أنه ما أن يوافق عون سيبارك ترشيحه. كما أن  حزب الله عندما يتأكد أن المبادرة جديّة وليست مناورة سيتدخل ويقنع عون وفقًا لم يقوله الأخير أنه لا يريد الرئاسة لهدف شخصي بل حفاظًا على حقوق المسيحيين ولا يستطيع بالتالي الرفض لأن فرنجية من نفس الخط السياسي

هذا وأكّد مسؤول جهاز الاعلام في القوات اللبنانية ملحم رياشي لموقع “جنوبية”  أن “هناك موقفا كبيرا للدكتور جعجع ولكن ليس بالضرور أن يكون تصعيديّا، قائلاً “كل شيئ بوقته حلو”. وأشار رياشي إلى أنه “لا نرفض فرنجيه كشخص فهناك علاقة ودّ بيننا بل إنّ البحث في الرئاسة ينطلق من المشروع الذي على أساسه ترَشّح رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع “.

وعن زيارة جعجع إلى السعودية قال رياشي ” تداولت الصحف هذا الخبر لكنه غير صحيح التواصل قائم، ولم يتم بعد تحديد وقت لأية زيارة”. مشيراً إلى أن “التواصل لا يزال قائم مع المستقبل”.

ملحم رياشي

ولم تر الصحافية “رلى موفق” ليونة أو تراجعا في موقف القوات اللبنانية تجاه ترشيح فرنجيه، وأكدت لـ “جنوبية” أنه “من الصعب الجزم بما ستشهده المرحلة القادمة من مواقف، لكنّ الأكيد أن مرحلة ما بعد المبادرة ستشهد تصدّعات في خارطة التحالفات السياسية لدى 8 و 14 أذار سواء تمّ انتخاب فرنجية أم لم يتم” قد لا تصل بالضرورة الى حد الانهيار الكامل، ما دامت لم تتبلور بعد البدائل، واغلب الظن أن “لا خيارات كبيرة متاحة أمام جعجع بالخروج الكلّي من 14 أذار، والرهان على تحالف مسيحي قواتي – عوني ضمن مشروع سياسي هو امر مستبعد نظرا الى اختلاف الرؤية السياسية لكل منهما فموقف القوات المعترض مبدئيا على ترشيح فرنجية هو موقف سياسي يتعلق بالخط السياسي الذي يمثله الرجل” بعكس موقف عون الذي مرده الى ضياع فرصة تحقيق حلمه بالوصول الى قصر بعبدا. والكلام اليوم وفق ما يتسرب عن المحيطين بعون انتقل الى الشروط التي يمكن على أساسها ان يؤيد فرنجية، بمعنى ان البحث مع عون قد بدأ، او على طريق ان يبدأ في عملية الأثمان والمكاسب السياسية من ضمن عملية تقاسم الحصص في السلطة .

ولم تستبعد موفق “ان نشهد تكرارا لمرحلة سياسية شبيهة بمرحلة ما بعد اتفاق الطائف في زمن الوصاية السورية”. يومها قيل ان قطار التسوية وضع على السكة، ومن مصلحة الجميع الصعود اليه وحجز مقاعدهم كي لا يفوتهم”.

إقرأ أيضاً: حزب الله: فرنجية وقع بين أيدي الحريري!

وتختم موفق: “السؤال الذي لا املك بالطبع جوابا عليه هو ما اذا كانت القوات اللبنانية اليوم ستقرر المواجهة من موقع المعارضة وتبقى خارج السلطة كما فعلت قبل ٢٥ عاما، لاسيما ان التجارب السابقة أظهرت انه لا يمكن الركون لضمانات سبق ان أعطيت في مراحل عدة وتم الانقلاب عليها.

السابق
عسيري من بكفيا: السعودية لم تسم أحدا للرئاسة والمبادرة لبنانية
التالي
حرب بعد لقائه الحريري: قضية ترشيح رئيس ليست قضية أشخاص