الأجواء المتناقضة تلفّ التسوية الرئاسية، بين مَن يؤكد أنها قطعت شوطاً مهماً، وبين مَن يتحدث عن عقبات عدة وعراقيل مهمة تعترض سبيلها.واعتبرت أوساط مطلعة على مجريات الإتصالات أن الأمور معقّدة أكثر مما يتصوّره البعض، وأن الدفع السياسي – الإعلامي للتسوية يتناقض مع الأجواء الفعلية على الأرض، إلّا أنّ الاتصالات مستمرّة لإيجاد مخرج للمأزق القائم..
إقرأ أيضاً: فرنجية رغم «الإعتراض المسيحي».. ما زال المرشح الوحيد للرئاسة
“حزب الله” على صمته بإنتظار الحريري
بقي “حزب الله” على صمته العلني في ما خص الموقف من ترشيح فرنجية، وإن كان تحركاً حصل مع الرابية بعيداً عن الأنظار، وحتى مع زغرتا، لعدم التفريط بوحدة جبهة “8 آذار”.
وكان رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط قد تبلّغ من “حزب الله”، في اجتماع جمع رئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا بوزير الصحة وائل أبو فاعور، استمرار الحزب في موقفه “بعدم التعليق على المستجدات الأخيرة لحين يصبح الحديث عن ترشيح المستقبل لفرنجية رسمياً”.
فرنجية يردّ وينبّه من مغبة تعطيل ترشيحه
طفا على ضفة الأحداث السياسية أمس بيان إعلامي لافت للانتباه صادر عن فرنجية كسر فيه حاجز الصمت “الرئاسي” إزاء التسريبات الإعلامية والاشتراطات السياسية، فوجّه رسائل تنبيهية إلى الرابية و”الأقطاب” من مغبة تعطيل ترشيحه على قاعدة “ليش أنت مش أنا”:
– ردّ على بعض التسريبات الصحافية حول لقائه في البترون الوزير جبران باسيل.
– أشار إلى أنّه أكد خلال اللقاء منح ترشيح عون “مزيداً من الوقت إذا كان هناك من نية فعلية للتوافق حوله، أما إذا استمر الترشيح فقط لتعطيل ترشيح فرنجية (للرئاسة) فهذا موضوع آخر”.
– أبدى استعداده لمناقشة “رفض الأقطاب” لترشيحه “إذا كان هناك عذر مسيحي أو وطني”.
– نبّه إلى أنّ الأمر سيكون “مختلفاً تماماً وغير مقبول” إذا كان هذا الرفض على قاعدة “ليش أنت مش أنا”.
– أوضح رداً على التسريبات المتعلقة بقانون الانتخابات النيابية أنّ “الرئيس سعد الحريري طالب بقانون انتخابي لا يضرب تمثيل طائفة من دون تحديد شكل القانون وقد تم التوافق حول رفض أي قانون يضرب كيان أي طائفة”.
إقرأ أيضاً: تريّث لتذليل عقبة اعتراض الكتل المسيحية على «ترئيس» فرنجية
عون: المنصف ان نختار الرئيس ويختارون رئيس الحكومة
في اول تعليق له على مستجدات الملف الرئاسي، وترشيح رئيس تيار “المردة”، اكد رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون في مقابلة متلفزة مسجلة مع قناة “روسيا اليوم”، ليل امس، أنه لم يتبلغ رسمياً بالاتفاق بين الرئيس سعد الحريري وفرنجية، سائلاً: “ما هو أساس هذا الاتفاق؟”:
– اعتبر أن “رئاسة الحكومة لـ 14 آذار ورئاسة الجمهورية لـ 8 آذار، هو حل منصف، لكن بشرط أن يقوم كل فريق باختيار رئيسه”.
– سأل: “ما هو أساس هذا الاتفاق؟”.
– سأل: “لماذا سعد الحريري هو من سيختار سليمان فرنجيه؟”.
– قال: “موقفي من ترشيح فرنجية إما يعقِّد او يحلحل الوضع”.
– أضاف “موقفي سأعلنه قبل الانتخابات”.
– اعتبر أن “قانون الانتخابات لن يقرّ لأن هناك فئة محتكرة منذ 1990، وفي كل مرة يكون لديها الأكثرية تقر قانوناً يعطي الأغلبية لها”.
– شدّد على أن “النسبية هي أفضل قانون للانتخابات”.
وأوضحت أوساط عونية لـ”السفير” أن موقف عون هو سابق للقاء الذي عُقد، أمس الأول، بين فرنجية ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في منزل الأخير في البترون، اذ إن زعيم “المردة” أبلغ باسيل رسمياً بمضمون لقاء باريس بينه وبين الرئيس سعد الحريري وبكل المعطيات التي تخللته، وأبرزها تأييد زعيم “المستقبل” وصوله إلى رئاسة الجمهورية.
إقرأ أيضاً:النائب أحمد فتفت لـ«جنوبية»: فرنجيّة سيصبح مرشّحنا إذا تحوّل الى مرشّح توافقيّ
هل يعقد لقاء فرنجية – عون
ويغيب الموقف الرسمي للتكتل اليوم بعد إلغاء الاجتماع بسبب المشاركة في تقبل التعازي بشقيق النائب عون روبير في الرابية، وربما تكون هذه فرصة ليلتقي فرنجية النائب عون. وقالت أوساط مطلعة على مجريات الإتصالات إن هناك من دعا فرنجية صراحة إلى فتح باب الحوار مباشرة مع عون لتذليل العقبات التي تعترض ترجمة التسوية الرئاسية، وعدم الإكتفاء بلقاء باسيل.
