فرنجية كان نجم «طاولة الحوار» رغم تغييب ملف الرئاسة..

الحوار الوطني اللبناني
لا حديث في لبنان يطغى على حديث التسوية الرئاسية، ويبدو أنّ وصول زعيم تيارالمردة إلى سدّة الرئاسة أصبح طرحًا جدّيًا على الرغم مما حكي عن تفاهمات لم تصل لخواتيمها السعيدة في لقاء الحريري ـ فرنجية الطامح لشق طريقِه نحو بعبدا، وعن امتعاض ساد العديد من المسؤولين السياسيين سواءٌ في فريق 8 آذار أو في فريق 14 آذار.

طغى حبس الأنفاس الرئاسي وفق “المستقبل” جلياً على طاولة الحوار في جولته الحادية عشرة، لكن لم يحُل غياب نجم الرئاسة الأولى داخل قاعة الحوار الوطني دون سطوع اسم سليمان فرنجية نجماً رئاسياً خارجها في ظل تركيز الساحة الإعلامية عدساتها على ترصّد تحركاته ورصد تصريحاته ربطاً بالأنباء الصحفية التي تتحدث عن ارتفاع حظوظ تولّيه سدة الرئاسة الأولى.

ولم يترك فرنجيه المعروف وفق “النهار” بصراحته، المجال واسعاً امام التكهنات المتصلة “بترشيحه وترشحه”، فحوّل الجولة الحادية عشرة للحوار منصة أولوية للتلويح بجدية هذا الترشيح. بدا فرنجيه في جولة حوارية، “النجم المرشح” الذي أحيط بإغراق إعلامي، غير ان المفارقة كانت في تغييب الملف الرئاسي غياباً تاماً، فيما كانت الجولة المغلقة للحوار تشهد سلسلة خلوات “على الواقف” عكست المناخ السياسي “المضطرب” حيال كل معالم تداعيات “اللقاء السري” بين الرئيس سعد الحريري وفرنجيه الأسبوع الماضي في باريس، وما استتبعه من لقاءات أخرى للحريري مع شخصيات سياسية واتصالات أجريت بينه وبين شخصيات أخرى في بيروت.

ولفتت “النهار” إلى أنه بحذر وانتقائية طغيا على صراحته المألوفة قالها فرنجيه “إن طرح اسمي للرئاسة جدي لكنه غير رسمي حتى الآن”، على الرغم من انه أكد أن الكثير مما يصدر من انباء “غير صحيحة” على مستوى مقاربتها من زاوية “التسوية”:

– أوضح أنّ “هناك الكثير من الكلام غير الصحيح يتم التطرق له في الصحف ووسائل الإعلام عن أجواء تسوية بهذا المعنى”.

– دعا الاعلام الى تظهير “ايجابيات التقارب لا السلبيات”.

– دعا إلى “التطلع إلى كل تقارب بين فريقين (على الساحة الوطنية) بإيجابياته وليس بسلبياته من منطلق وضع مصالح الوطن والشعب اللبناني فوق كل المصالح”.

– أشار الى “انتظار طرح الفريق الآخر، وعندما يصبح ترشحي رسمياً نبني على الشيء مقتضاه” من غير ان يفوته القول “إننا نثق بالفريق الآخر”.

– أضاف: “نحن اليوم نعتبر أنّ كل طرح يأتينا هو جدّي ونحن نثق بالفريق الآخر وما يطرحه، ولكن ما أؤكده هو أن هذا الطرح هو جدّي ولكن غير رسمي، وعندما يأتي الطرح الرسمي نبني على الشيء مقتضاه”.

– كرر ان “مرشحنا الاول هو العماد ميشال عون، أما اذا أعطى الفريق الآخر طرحاً آخر فسنتعامل معه في وقته”.

سعد الحريري سليمان فرنجية

وعلمت “النهار” من مصادر وزارية نيابية شاركت في جولة الحوار في عين التينة أن عدم التطرق الى الحوار الذي جرى بين الحريري وفرنجيه في فرنسا كان بمثابة إشارة الى جدية الموضوع والى رغبة أطراف الحوار في عدم الخوض فيه، ما دام يمضي البحث فيه بعيداً من الأضواء.

ودلّت المواقف والمؤشرات وفق “الجمهورية” إلى أنّ التسوية جدّية جدّاً، ولكن هذا لا يعني عدم وجود عراقيل ومطبّات أمام تحقيقها وتخريجها، وبالتالي احتمالُ انفراطها يبقى قائماً تماماً كما احتمال نجاحها، ولذلك هناك حبسُ أنفاس حقيقي، ومتابعة حثيثة من كلّ الأطراف التي فضّلت الابتعاد عن التصريح، والعملَ وراء الكواليس إمّا لإجهاض التسوية أو إنضاجها.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ”الجمهورية” إنّ الاهتمام الذي يُعطى للقاء باريس لا يجد ترجمةً فعلية له على أرض الواقع، وكأنّه زوبعة في فنجان المعركة الرئاسية، بحيث يُرمى كلّ فترة باسم مرشّح ثمّ يُسحَب لاحقاً، وقد بدا هذا الانزعاج واضحاً بشدّة على وجه فرنجية أمس حين شدّد على وجوب عدم النظر الى التقارب الحاصل بسلبية. وبحسَب آخر المعلومات، فإنّ لقاء باريس لم يكن تصويتاً لمرشّح بمقدار ما كان رسائل إلى مرشحين آخرين، وخصوصاً إلى المرشّحين الأساسيين عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع اللذين اتّفقا على بعض الملفّات، إلّا أنّهما لم يتّفقا على الرئاسة. وتقول المعلومات إنّ الحريري كان يتمنّى أن يبادر عون وجعجع رئاسياً، وقد سمحَ استمرار الجمود الحاصل للقوى الأخرى بأن تأخذ المبادرة بنفسها. وتشير المعلومات الى أنّ لقاء الحريري ـ فرنجية يجد لغاية اليوم صعوبات في شقّ طريقِه سواءٌ في فريق 8 آذار أو في فريق 14 آذار.

السابق
المسيحي الرقم 4
التالي
بالفيديو: إذا شاهدت تصنيع «النقانق»…هل ستأكلها مجدّدا؟!