72 ساعة للتشريع: هل من مخرج يفاجئ الجميع؟

كل الأنظار تتجه الى الجلسة التشريعية المقبلة بعد أن انتقل الخلاف السياسي اليها من بوابة اختلاط الاوراق، والذي بات يهدد التحالفات السياسية على ضفتي 8 و 14 اذار، ويصيب بشظاياه الميثاقية الحياة الوطنية، مع قرار الكتل المسيحية مقاطعة جلسة يصر الرئيس نبيه بري على عقدها، لمواجهة التهديد الذي يطول لبنان على الصعيد المالي بما يجعل التشريع ملحاً.

على بُعد اثنتين وسبعين ساعة من “خميس التشريع”، وانطلاقاً من قاعدة الضرورات التي تبيح المحظورات في زمن الشغور الرئاسي، تتسارع الاتصالات وتتكثف الجهود في سباق محموم بين الضرورة والأولويات لبلوغ أرضية توافقية حول الجدول التشريعي بين مختلف الأفرقاء قبل صباح الخميس.

فضاقت هوامش المناورة وفق “السفير” أمام معسكرَي تشريع الضرورة، مع اقتراب موعد التئام الجلسة ـ المحك التي توحي كل المؤشرات حتى الآن أن جولتها الأولى ستُعقد الخميس المقبل بما تَيَسَّر من ميثاقية وحضور مسيحي، وسط إصرار العماد ميشال عون وسمير جعجع على اشتراط ضم قانون الانتخاب إلى جدول الأعمال لحضورها، ورفض حزب الكتائب المشاركة فيها من الأساس.

إقرأ أيضاً:  الجلسة التشريعية الى حائط مسدود و«جنبلاط»: هذا انتحار!

تذليل العقبات

في هذه الاجواء، قالت مصادر عاملة على خط تذليل العقبات أمام الجلسة التشريعية التي ستعقد الخميس والجمعة المقبلين، لـ”الجمهورية”، انّ المساعي جارية على قدم وساق لتذليل العقبات التي تحمل بعض المكوّنات الاساسية على الغياب عن الجلسة. وقالت “ما في مزح بَقا” فكلّ لبناني سيُصاب مباشرة، وتسونامي كبير مُقبل على الاقتصاد اللبناني وحياة اللبنانيين ومستقبلهم اذا لم تنعقد الجلسة التشريعية.

“14 آذار” تسعى إلى “مخارج” توافقية قبل الخميس

وفي هذا السياق، اندرج اجتماع ممثلي أحزاب ومستقلي قوى “14 آذار” أمس الأول، وفق ما أوضحت مصادر قيادية في 14 آذار لـ”المستقبل”، مؤكدةً أنّ الاجتماع تخللته “نقاشات جدية وصريحة ومحاولات لطرح مخرج توافقي يُؤمل التوصل إليه قبل موعد انعقاد الجلسة التشريعية”.

وتسعى قيادة “القوات” وفق “النهار” إلى إقناع “المستقبل” بعدم المشاركة إذا كانت لا تتوافر فيها الميثاقية، متعهدة في الوقت نفسه تمرير القوانين الستة المتعلقة بالمالية قبل انتهاء المهلة، حتى لو اقتضى الأمر عقد جلسات في عطلة نهاية الأسبوع وما بعدها.

إقرأ أيضاً: برّي يلعب على شفير الهاوية المسيحية..

“الحلف الثلاثي” يصعِّد

وحتى ساعات هبوط الليل الأولى، كانت كتلتا “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” قد توصلتا مع بكركي إلى تشكيل حلف ثلاثي جديد، بحسب تعبير المصادر العونية لـ”اللواء”، رفض رئيس تيّار “المردة” النائب سليمان فرنجية الإنضمام إليه، ويرفع هذا الحلف راية عدم المشاركة في الجلسة التشريعية الخميس المقبل، ما لم يتفق على تمرير قانون استعادة الجنسية بالشكل الذي تطالب به الكتل المسيحية وعدم الاكتفاء بمجرد إدراجه على جدول أعمال الجلسة، ونفس الأمر يسري على قانون الانتخاب، مع انتزاع تعهّد بإقراره في جلسة لاحقة، على أن يكون هذا الإقرار متزامناً مع إتفاق سياسي على إجراء الإنتخابات النيابية قبل انتخاب رئيس الجمهورية.

مؤتمر صحافي لجعجع اليوم

ويعقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ظهر اليوم مؤتمراً صحافياً في معراب يتناول فيه موقف “القوات” من الجلسة التشريعية، فيما أشارت “النهار” إلى أن جعجع سيعلن موقفاً تصعيدياً لأن “لا شيء يتقدّم حالياً على معركة التصدّي لسابقة إسقاط الميثاقية، والاستنسابية باعتمادها، وخطورة ذلك بضرب العيش المشترك. أما الحلول فهناك متسع من الوقت للبحث فيها”.

وعون غداً

ميشال عونأما بالنسبة للمؤتمر الصحفي للنائب عون بعد اجتماع تكتل التغيير غداً، فهو سيتضمّن بحسب “اللواء” حملة سياسية وتحميل جهات عربية ومحلية مسؤولية تعطيل قانون الانتخاب، وإضعاف ما تصفه المصادر العونية المرجعيات التمثيلية للمسيحيين، إلى جانب الغمز من قناة الرئيس برّي في ضوء إصراره على عدم التراجع عن موعد الجلسة، رغم أنه بات يميل إلى وضع جدول أعمال آخر إذا كان هناك من جديد، حسب ما نقل عنه زواره مساءً، مع التشديد على أن جدول الأعمال طُبع ووزّع على النواب.

بري: الميثاقية هي حضور مكونات من كل الطوائف

لكن الرئيس نبيه بري يرى ان الميثاقية هي حضور مكونات من كل الطوائف وهذا متوافر للجلسة. وقال لزواره إنه مصر على عقدها اذا توافر لها نصاب الـ65 نائباً، فموعد الجلسة مثل ساعة “بيغ بن”:

– أضاف: “لقد اساؤوا فهمي بالميثاقية”.

– تابع: “اعطيت وقتاً طويلا للوصول الى تفاهم، وخصوصا مع العماد ميشال عون”.

– ختم: “الآن سأطبق الدستور حرفياً”.

وبرغم الكلام حول استمرار المحاولات لابتكار ممرات جانبية أو خلفية، للخروج من المأزق قبل فوات الأوان، إلا أن أجواء الرئيس نبيه بري لا تؤشر إلى إمكانية تعديل توقيت الجلسة وجدول أعمالها، وبالتالي فإن أي مخرج محتمل بات يرتبط بالجلسة المقبلة، ما لم تطرأ مفاجأة من العيار الثقيل في اللحظة الأخيرة، تدفع أحد الطرفين إلى إعادة النظر في موقفه المعروف.

إقرأ أيضاً: لماذا الابتهاج والفرح لأردوغان في لبنان؟!

السابق
بشار الأسد أصل الأزمة السورية
التالي
«عربسات» توقف البث وتنتقل إلى عمّان بدءاً من 19 الجاري