عندما انقذ المشنوق الحوار وانتج الحلول… من خلال التصعيد

نهاد المشنوق
قبل موعد كلّ جلسة للحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله تعلو الأصوات المناهضة لحوار حكم عليه سلفًا بالفشل، وعدم القدرة على انجاز أي ملف أمني أو إنمائي..ولكن يبدو أنّ الجلسة 20 خرقت كل التوقعات فجاءت بنتائج إيجابية وتوافق لحلّ الأزمات العالقة.

في بداية الحوار رُسمت الخطوط العريضة والأهداف المرجو تحقيقها من قبل المتحاورين وأهمّها تنفيس الاحتقان المذهبي، وإرساء الاستقرار وتطبيق الخطة الأمنية، كما أكّد الطرفان الابتعاد عن الملفات الخلافية أبرزها سلاح حزب الله والتدخل في الحرب السورية.

وبناء على ذلك، ولدعم الإسقرار وبسط الأمن، اتفق على تطبيق خطة أمنية تشمل الضاحية الجنوبية وطرابلس والبقاع، ولكن ما حصل في الأسابيع الماضية وبعد 19 جلسة متتالية للحوار بين المستقبل وحزب الله، الخطة الأمنية في البقاع فشلت، الحكومة معطلة ومعها مجلس النواب، النفايات في الطرقات ولا جواب على مطمر البقاع…والخطر البيئي يتفاقم، فما كان من ممثل تيار المستقبل في الحوار وزير الداخلية نهاد المشنوق إلاّ أن رفع سقف الخطاب السياسي في الذكرى الثالثة لاغتيال اللواء وسام الحسن، فهدّد «بالانسحاب من الحكومة وطاولة الحوار إذا استمر التعطيل».
تصعيد المشنوق لاقاه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بتصعيد أكبر فقال «إن تيار المستقبل يتحدث عن الحوار وكأنهم متفضلون على اللبنانيين بهذه المهمة.. وإذا كنتم تشعرون بالإحراج من البقاء في الحكومة فالله معكم».

السيد حسن نصر اللههذا التصعيد تحوّل الى تهدئة في ذكرى العاشر من محرم، حيث فاجأ نصرالله فيها اللبنانيين بانقلاب ايجابي في خطابه السياسي، فدعا إلى «عدم انتظار تطورات المنطقة، اذ يجب أن تبادر جميع القوى السياسية الى التفاهم والتعامل وايجاد الحلول لازمات البلد، بعيدا عن المكابرة والتعاطي بجدية مع الحوار القائم بمجلس النواب، حيث لا يوجد اليوم أي بديل عن طاولة الحوار».

وقابله الرئيس سعد الحريري بإصدار بيان قبل الموعد المحدد للحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل، ليجدد «الالتزام بالحوار على الرغم من المحاولات الجارية لإغراقه بالجدل العقيم والبنود الطارئة وخطاب التهويل على اللبنانيين باستحقاقات إقليمية من هنا وانتصارات موهومة من هناك»، قائلا: «نحن بكل بساطة ووضوح، نريد للحوار أن يستمر في نطاق المصلحة الوطنية اللبنانية دون سواها».
وبالفعل ذهب الطرفان يوم الثلاثاء الماضي إلى الحوار وجلسا أربع ساعات و 40 دقيقة ليخرجا ببيان يرسم حلحلة قريبة للقضايا العالقة، وأهمّها تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع وبحسب جريدة «الحياة» أنّ «الوضع في البقاع الشمالي احتل حيزاً رئيساً من نقاش جلسة حوار حزب الله والمستقبل» وعلمت «اللواء» أن «المتحاورين اتفقوا على زيارة اليرزة بصحبة الوزير خليل للقاء قائد الجيش العماد جان قهوجي، ونقل رغبتهم بتطبيق الخطة الأمنية في البقاع».

كذلك كانت أزمة النفايات حاضرة بقوة على طاولة الحوار، خصوصًا لجهة تأمين مطمر في البقاع الشمالي، وفي هذا السياق أكدّ ممثلا حركة أمل وحزب الله أنّهما يواصلان اجتماعاتها لتأمين مطمر، وبالفعل يبدو أنّ الأمور تسير في طريقها الصحيح فقد أعلن صباح أمس الوزير أكرؤم شهيب أنّه خلال 48 ساعة قد نصل إلى حل على قاعدة الشراكة، «وحزب الله وحركة أمل قاما بواجبهما».

إقرأ أيضاً: بعد حلحلة المطمر الشيعي.. هل تتعقّد مع المطمر المسيحي؟

كذلك شدّد البيان الصادر عن الجلسة 20 «على تهيئة الاجواء لتفعيل عمل المؤسسات الدستورية حكومة ومجلسا نيابيا لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والحياتية».

إذًا من الممكن اعتبار أنّ هذه الجلسة كانت من أنجح الجلسات إنتاجاً، وإقرارًا للحلول، لذلك فإنّ التصعيد والتهديد الذي انتهجه وزير الداخلية نهاد المشنوق كان بمحلّه، فلولاه لكنّا بقينا أمام حكومة معطلة ومجلس نيابي غير منتج واستمرار لأزمة النفايات.

وما خرجت عنه جلسة الحوار يحسب لتيار المستقبل، ويؤكّد أنّ التصعيد والتهديد هي اللغة التي يجب أن يواجه بها حزب الله، فهي ليست «عنتيريات وصبينات»، بل هذا ما كان يحتاجه حزب الله للكف عن اللعب بمصير لبنان، والضغط على حليفه العوني الذي قرّر تعطيل عمل مجلس الوزراء من أجل مآرب شخصية غير آبه بمصلحة البلد.

إقرأ أيضاً: أزمة التعطيل تطال رواتب العسكريين

السابق
كيري: متفائلون في إمكان المضي قدماً بالمحادثات في شأن سوريا، لكن «الأمر يبقى صعباً جداً»
التالي
الطقس غدا: غائم جزئيا وارتفاع في الحرارة