على طريقة 6 و6 مكرر، اشاع الوزير المكلف ملف النفايات اكرم شهيب، أجواء تؤشر على أن خارطة الطريق قيد الإنجاز بعد أن كادت ستعود خطة شهيب الى المربع الاول بفعل نشوء “عقدة مسيحية” بعد “العقدة الشيعية” نتيجة رفض انشاء مطامر في مناطق كسروان والمتن. ذلك ان حصيلة الاجتماعات المتعاقبة لم تفض الى تذليل العقد المتبقية أمام تنفيذ الخطة التي طرأت عليها تعديلات اللحظة الاخيرة.
وبناء على ذلك، أعطِيت الاتصالات والمساعي الجارية لهذه الغاية مهلة إضافية حتى غد، بعد الاجتماع المسائي في السراي الحكومي الذي انعقد برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام وحضور وزراء الزراعة أكرم شهيّب والمال علي حسن خليل والصحة وائل ابو فاعور، ونادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري.
وقد لاحَ من السرايا الحكومية مساء بصيص حلّ يفترض إذا ما أخذ طريقه إلى التنفيذ أن يضع أزمة النفايات على سكّة الطمر، ويقضي هذا الحلّ بتوزيع النفايات ضمن نطاق عمل “سوكلين”، بما في ذلك في كسروان والمتن الشمالي، بين مكبّ سرار في عكار والكفور في الجنوب.
وأكّد مصدر وزاري لـ”اللواء” ان طي هذه الصفحة، في ضوء حركة الاتصالات المكثفة، والتي لم توفّر كتلة من الكتل الوازنة في المجلس النيابي الا وشملتها. ووفقاً للوزير شهيب التالي:
– يفتح مطمر سرار أبوابه امام النفايات بالتزامن مع توفير مطامر في المحافظات الأخرى المعنية.
– يتولى جنبلاط إيجاد حل لنفايات الشوف وعاليه، عبر التعاون مع النائب نعمة طعمة، أو في الوسائل المتاحة من خلال البلديات.
– إعادة فتح مطمر الناعمة لمدة أسبوع على الأكثر، على ان يعلن اغلاقه نهائياً بعد مضي هذه الفترة.
-المشاورات بين “امل” و”حزب الله” استقرت على نقل فكرة استحداث مكب في السلسلة الشرقية أو مطمر هناك إلى الجنوب لنقل نفايات الضاحية الجنوبية إليه. وعلم ان المطمر يجري استخدامه حالياً على نطاق محدود في وادي الكفور غربي مدينة النبطية.
– اما بالنسبة لمطمر برج حمود في المتن الشمالي، فإن الاتصالات قطعت شوطاً مع النواب الأرمن، ولا سيما حزب الطاشناق، بحيث تستعاد تجربة “النورماندي” لجهة ردم البحر، فالارض التي ستنشأ ستكون بتصرف بلدية برج حمود وهي تقدر بـ550 ألف متر مربع.
اقرأ ايضًا: في مجلسي النواب والوزراء: إلى الوراء يا نساء لبنان
ومن جهة، “حزب الله” وحركة “أمل” أبلغا سلام وشهيب قرارهما باختيار موقع للطمر في الجنوب بدلاً من البقاع تجنّباً لاعتراضات شعبية في البقاع. جاء ذلك وفق “المستقبل” بعد اعتراض رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل وعضو تكتّل “التغيير والإصلاح” الوزير الياس بوصعب على صيغة “لا مركزية” النفايات التي كانت اقترحت مساء أول من أمس. وهما أبلغا هذا الاعتراض إلى وزير الزراعة أكرم شهيب الذي نقل إليهما هذا الاقتراح أمس متمنياً عليهما إيجاد مطمر في كسروان أو المتن، خصوصاً بعد أن تبلّغ من النائب ميشال المرّ أنّ الموقع الذي سبق ووعد بإيجاده في المتن يحتاج إلى ستة شهور ليكون جاهزاً.
وشرحت مصادر وزارية بعض وقائع الاتصالات على هذا الصعيد وفيها أن عدم التأكد من إمكان إنشاء مطمر ثالث في البقاع الشمالي كما تعهّد “حزب الله” دفع المعنيين الى العودة الى خطة وزير البيئة التي تتضمن اقامة مطمر في كل قضاء أو قضاءين بدعم من رئيس بري وهذا يعني في الدرجة الاولى منطقتيّ كسروان والمتن. وهذا ما دعا الى قيام الوزير شهيّب بزيارة الجميّل وإنضمام بوصعب الى إجتماع السرايا مساء أمس. وأوضحت المصادر أن الكتائب إعترضت على تحميل كسروان والمتن المسؤولية الان بعدما تحمّل مطمر برج حمود طوال 30 سنة نفايات كل لبنان، وتالياً فإن على مناطق أخرى أن تتحمل المسؤولية ولو لسنة واحدة ريثما يتم التوصل الى حل نهائي، في المقابل جاءت مشاركة الوزير بوصعب باسم “التيار الوطني الحر” إمتداداً لجهد بدأ في ضهور الشوير وجوارها للمساهمة في حل قضية النفايات هناك.
وإزاء عقدة نفايات المتن وكسروان، اتّصل نادر الحريري وفق “الجمهورية” بالرئيس سعد الحريري، كما اتّصل بوزير الداخلية نهاد المشنوق الموجود في البحرين سائلاً إذا كان هذا الأمر ممكناً، وكيف يستطيع المساعدة من أجل تسهيله. فتمّ الاتفاق على إعطاء جواب لشهيّب خلال ساعات، على أن يحمل شهيّب هذا الجواب الى سلام، فإذا كان الجواب إيجابياً يدعو سلام مجلس الوزراء إلى الانعقاد فوراً.
كما أعلن شهيب في مقابلة تلفزيونية عبر برنامج “كلام الناس” في المؤسسة اللبنانية للإرسال أنّ سلام سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء في الساعات المقبلة لإقرار الحل “وبذلك نكون خطونا الخطوة الأقرب للشروع في تنفيذ الخطة”. أضاف أنّ نفايات كسروان والمتن ستوزّع بين مطمرَي الجنوب وعكار وأنّ ثمّة مشروعاً “يجري درسه مع النائب نعمة طعمة يُعنى بنفايات الشوف وعاليه”.
وقالت مصادر سلام لـ”الجمهورية” إنّه سيعطي مهلة إضافية طلبَها شهيّب حتى ظهرِ غدٍ السبت، وهو لن يوفّر أيّ جهد في سبيل الوصول الى حلّ مُرضٍ لهذه “الكارثة الوطنية المعيبة”. وأكدَت أن “الأمور مرهونة بخواتيمها”، مشيرة الى انّ سلام سيتّخذ في ضوئها “الموقف المناسب”. وتردد وفق “السفير” أن الحريري أعطى ليل أمس جوابا مبدئيا فتح الأبواب أمام إمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء في الساعات المقبلة، على أن يقدم الوزير شهيب خطته بنسختها الأخيرة المعدلة صباح اليوم إلى رئيس الحكومة وأعضاء اللجنة.
