الأسد في روسيا: تحجيم حزب الله والدور الإيراني

بشار الاسد فلاديمير بوتين
لم تحرز روسيا حتى الآن أي خرق جديد في جدار الحرب الدائرة في سوريا، ونفي روسيا خبر نزول قواتها البرية إلى الأرض السورية والإكتفاء فقط بتحليق طائراتها في سماء حلب وريف دمشق لمهاجمة مخابئ «الإرهابيين»، لهو دليل إضافي على عدم قدرة بوتين التمدّد عميقاً داخل النزاع متعدّد الأطراف دولياً.

لا يشعر بوتين بحجم المغامرة التي أولج نفسه بها، حتى غرق وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو بالتفاؤل من ما وصلت إليه ضربات بلاده على معاقل معارضي الأسد لا يبشر بالخير، وهذا في ظل تنبؤ نائب روسي أن الحملة العسكرية قد تمتد إلى سنة كاملة بعد ان كانت محددة بثلاثة أشهر.

اقرأ أيضاً: زيارة الأسد لروسيا: هل نحن أمام مرحلة انتقالية؟

في أعقاب فشل الجيش السوري من اقتحام ريف حلب وقيام الثوار بهجوم مضاد على الجيش السوري المتمركز في منطقة اللطامنة في ريف حماة، نجحت روسية بتأمين الحماية اللازمة لمدينة طرطوس كحجر زاوية لصمود نظام الأسد. وأمام كامل الزخم العسكري الموجود داخل سوريا مع إستمرار تخوف الكونغرس من خطة أوباما الجديدة لتسليح مقاتلي المعارضة السورية، وإصراره على تقديم ضمانات لمنع وقوع الأسلحة بيد المجموعات الإرهابية. إلا أن حزب الله وإيران وجدا أنفسهما محرجان بعد تصريح روسيا منذ أقل من أسبوعين عن تعاون يجمعها مع إسرائيل العدو اللدود لهما.

وعن تداعيات زيارة الأسد إلى سوريا أكد المحلل السياسي سعد محيو في إتصال مع «جنوبية» أن زيارة الأسد مفاجئة على كافة المستويات، فروسيا تدرك أنّها دخلت في معركة واسعة وهي الأولى من نوعها في تاريخها العسكري بالإضافة إلى تخوف الأسد على مصيره. وتساءل محيو بهذا الشأن: «إذا ما هو مبرر الأسد كي يقفز إلى روسيا بهذا الشكل؟».

روسيا وسوريا

وحول ما تبقى لإيران من دور في ظل دخول روسيا مؤخراً إلى الحرب السورية، أجاب محيو أن “لا تباين واضح بين الروس والإيرانيين، فهم لم يصلوا إلى حد التناقض والتضارب في المصالح”. وأضاف محيو أن “لكل حرب راقصين وعلى روسيا أن تجيد الرقص على إيقاع الولايات المتحدة الأميركية وأن يتجنب بوتين التمدد بشكل جنوني داخل سوريا، لأن هذا الأمر وإن حدث سوف يكون بداية لـ حرب باردة «روسية ـ أميركية» جديدة”.

ما يتجاهله البعض هو حجم التباين المبهم بين مساعي روسيا للإسحواذ على نفوذ إضافية تخرج عن نطاق قاعدة طرطوس البحرية من جهة، وإيران التي ستحاول جاهدة الحفاظ على وتيرة عالية للمعركة التي يخوضها مقاتليها براً إلى جانب الجيش النظامي وبمساندة حزب الله اللبناني في ريف حماة من جهة اخرى.

اقرأ أيضاً: التدخل الروسي عرّى حزب الله… وأسقط حججه

إنّ زيارة كهذه تريح بشار الأسد المعزول دولياً وتمنحه حقن إضافية للبقاء، خصوصاً أنّها جاءت بعد دعوة أميركا لعقد مؤتمر بمشاركة روسيا وبدون إيران، لتناول المرحلة الإنتقالية في سوريا. ولعل النظام السوري ضمنياً يسعى إلى تحجيم الدور الإيراني ولجم نفوذ حزب الله عبر رسائل غير مباشر يوردها الأسد إليهما مروراً بموسكو.

السابق
طوني خليفة إلى «الجديد» وماذا عن ريما كركي؟!
التالي
لافروف: مصر والأردن والإمارات وإيران وقطر يجب أن تشارك في أي مفاوضات خاصة بسوريا