التحرّش الجنسي «تابو» تحرسُه المخدرات وكسرُهُ بالتربية الجنسية في المناهج

في العدد رقم 155 الذي صدر عن مجلة "شؤون جنوبية" بعنوان "المرأة حقها علينا"، إضاءة على تعرّض المرأة للتحرش الجنسي، وفي مقابلة أجرتها "شؤون جنوبية" مع منسّقة برنامج مناهضة العنف ضد المرأة في النجدة الاجتماعية بثينة سعد تحدّثت عن دور الجمعية، والدراسة التي أدّت إلى اكشاف نسبة النساء اللواتي تعرضن للتحرش الجنسي.

التحرّش الجنسي هو شكل من أشكال العنف ويمكن أن يكون مرحلة ابتدائية من مراحل التعديات الجنسية ويبدو أن النساء والأطفال هم الأكثر تعرضاً ما يزيد في عدم الأمان والخوف من التعديات الجنسية وبالتالي يشكل تراكماً يضاف إلى مجمل التحديات التي يواجهها حالياً المجتمع وخصوصاً المجتمع الفلسطيني اللاجئ في لبنان.

اقرأ أيضاً: «كفى»: تجربة مضيئة في التنسيق مع قوى الأمن

تقول منسقة برنامج مناهضة العنف ضد المرأة في جمعية النجدة الاجتماعية بثينة سعد: “أن موضوع التحرّش الجنسي هو من المواضيع الحساسة وهو موضوع تابو (محرم) لكن جرى طرحه في مراكز الاستماع من خلال نساء معنفات. الموضوع ليس جديداً، الجديد أنه بدأ تسليط الضوء عليه وهذا ما دفع الجمعية إلى إجراء دراسة استكشافية في مخيم برج البراجنة والتي أظهرت نتائج متقاربة للنتائج التي تم التوصل إليها في مراكز الاستماع. الدراسة تقول أن 20% من النساء تتعرضن للتحرّش الجنسي، في حين أن مراكز الاستماع أظهرت أن 18 – 20% من النساء اللواتي تجري المقابلات معهن تعرضن للتحرّش الجنسي. والتحرش يمكن أن يبدأ لفظياً وصولاً إلى الاغتصاب. وهذا الموضوع كان من غير المقبول الحديث عنه، الآن الوضع صار أفضل يمكن طرحه ونقاشه بطريقة أفضل.

هدف الدراسة

وتضيف سعد: “هدفت الدراسة إلى استكشاف خصائص التحرش الجنسي، وحجم المشكلة مع التركيز على النساء وقد اعتمدت الدراسة على شقين: إحصائي ونوعي، في الشق الأول استهدفنا 150 أسرة من الأسر المستفيدة من تقديمات جمعية النجدة الاجتماعية المقيمين في مخيم برج البراجنة عبر استبيان يتضمن أسئلة مفتوحة وأخرى مغلقة.. أما في الشق النوعي فاشتمل على سبع مقابلات معمّقة ومجموعة نقاشات مختلطة بين شباب وشابات من مستفيدي مركز التأهيل المهني في الجمعية واشتملت الأسئلة المطروحة على استقصاء التصورات حول حدوث التحرش وأنماط الحدوث والنتائج التي تترتب على التحرش.

وتزيد سعد: “أظهرت الدراسة الإحصائية أن 5.3% من كامل العينة قد تعرضن للتحرش 6% من الجمعيات و4.5% من المجيبين. وتراوحت أعمار النساء اللواتي تعرضن للتحرش ما بين 20 – 48 عاماً. وأن أربع نساء من أصل ست نساء، تعرّضن للتحرّش يخفن من التّجوّل في معظم المخيّم.

هدفت الدراسة إلى استكشاف خصائص التحرش الجنسي، وحجم المشكلة مع التركيز على النساء

أغلبية الذين أجابوا على الأسئلة رأوا التحرش الجنسي مسألة أخلاقية 90.7% وتدعم تجريمه 97%. وترى سعد أن تداعيات التحرش تتمثل في الأذى النفسي والإحساس بعدم الأمان ويمكن أن تؤدي إلى الاغتصاب الناتج عن التحرش المتكرر، ويعيد المجيبين والمجيبات تزايد حوادث التحرش إلى تعاطي المتحرّش (المخدرات والكحول) وانقطاع الكهرباء مع ظاهرة الجلوس عند جوانب الشارع ووجود حاجات خاصة (إعاقات) والمظهر الشخصي الملفت للنظر”.

العنف ضد المرأة

وعن النشاطات التي تقوم بها الجمعية رداً على الظاهرة، توضح سعد: “تنظيم نشاطات متنوعة مختلفة بالإضافة إلى تكوين مجموعات ثانية تجري حوارات ونقاشات من خلال عقد جلسات مفتوحة. كما أننا نطرح هذا الموضوع في عدد من المدارس بالإضافة إلى شباب في أحياء مختلفة.

وقد استهدفنا معظم المخيمات في خمس مناطق رئيسة (صور، صيدا، بيروت، الشمال، والبقاع)، وحتى هذه اللحظة وخلال ثلاثة أعوام وصلنا في أنشطتنا إلى نحو خمسة آلاف شخص (نساء، فتيات، رجال، شباب) وكان مخططاً لمشاركة 30% رجال لكن الحضور الفعلي لم يتجاوز الـ20%”.

وتقول سعد: “في اللقاءات الشبابية أوصى الحاضرون بضرورة إدخال التربية الجنسية في المدارس والقيام بأنشطة مختلطة”.

جمعية النجدة الاجتماعية

منذ تأسيسها عام 1976 وتسجيلها كمؤسسة أهلية لبنانية تعمل في المجال التنموي عام 1978، هدفت جمعية النجدة الاجتماعية وبرامجها إلى تمكين النساء اللاجئات الفلسطينيات في لبنان من أجل تعزيز دورهن في أسرهن وفي مجتمعهن بشكل عام على المستويات المختلفة: الاقتصادية، المهنية، التربوية، الاجتماعية، التوعوية والقانونية. انطلقت رؤية الجمعية تلك من أن التنمية المستدامة وحقوق النساء لا يمكن لها أن تتحقق ما لم تتمكن النساء من الوصول إلى حقوقهن الإنسانية الأساسية في كافة المجالات. لذلك تشكل مساواة النوع الاجتماعي عنصراً رئيسياً وجوهرياً في برامج جمعية النجدة الاجتماعية ومشاريعها المختلفة كافة. بالإضافة إلى ذلك فإن الجمعية عملت وتعمل من أجل نيل اللاجئين واللاجئات الفلسطينيين حقوقهم الوطنية والإنسانية وفي مقدمتها حق العودة، والحقوق الإنسانية والاجتماعية في لبنان.

اقرأ أيضاً: «لنا حق»: مشروع تنموي «للمساواة الجندريّة» في السياسة

يعمل في الجمعية حالياً ما يفوق 270 كادراً وما يقارب الـ50 متطوعاً منهم 81% نساء، وذلك في 34 مركزاً تقدم 6 برامج وأكثر من 20 مشروعاً في كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.

السابق
بالفيديو: نايا تهين المسيحيين بأغنيتها الجديدة
التالي
بالصُوَر.. حبيبة رونالدو الجديدة عارضة أزياء أيضا…