الجنرال يحتفل في ذكرى هزيمته

العماد ميشال عون
دعا رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون مناصريه لاحتفال اليوم في ذكرى معركة 13 تشرين الاول 1990 التي دخل على اثرها الجيش السوري قصر بعبدا بعد 4 ساعات من بدء هجومه على قصر الرئاسة. وقد اختار عون ان يكون مكان الاحتفال عند طريق قصر بعبدا الرئاسي. فهل يحتفل بهزيمته؟

في عهد فخامة الشغور لمنصب رئاسة الجمهورية اللبنانية لأكثر من 500 يوم، دعا العماد ميشال عون اللبنانيين إلى التجمهر على طريق بعبدا المؤدي إلى القصر الجمهوري للاحتفال بذكرى 13 تشرين قائلا ً: انتظر اللبنانيين يوم الأحد بتاريخ 11، ومنوّها ً بتضحيات الجيش اللبناني ذاكرا ً “أن الجيش اللبناني قدّم تضحيات كبيرة في هذا اليوم”، ثم أضاف قائلا ً “من استشهد لنبقى نحن أحياء واقل شيء هو استذكارهم”.

العماد ميشال عون في 13 تشرين الاول بالعام 90، وقبل هروبه من القصر الجمهوري بساعات قال جملته الشهيرة وباللهجة العامية، “أنا آخر واحد بيطلع من هون ولن أطلع… بفضل أن أموت هنا”، ها هو الآن يدعو اللبنانيين إلى الاحتفال بذكرى هزيمته بـ “آخر واحد بيطلع من هون” ترجمت بهروبه من القصر الجمهوري داخل ملالة عسكرية من نوع “أم 113” الى السفارة الفرنسية تاركا ً وراءه زوجته وبناته الثلاثة يواجهون المصير المجهول. وفي حقيقة الأمر ذكرى 13 تشرين التي دعا إليها الجنرال عون على طريق القصر الجمهوري ليست من اجل الذكرى ولا من اجل الشهداء كما ادعى الجنرال، بل لتكون شرارة لبداية اعتصام عبر مناصريه، كي يتلطى الجنرال عون وراءهم من اجل انتخابه لرئاسة الجمهورية، ومن اجل أيضا التضييق على وزارة الدفاع للمطالبة بإسقاط أو بتنحي قائد الجيش جان قهوجي عن قيادة الجيش اللبناني.

الغريب في دعوة سيادة الفوهرر ميشال عون بذكرى 13 تشرين، انه تجنب عن ذكر سبب هذه الذكرى عندما قامت حينها دبابات النظام السوري باجتياح لمناطق بعبدا وعلى رأسها القصر الجمهوري ووزارة الدفاع، ثم تمكنت تلك القوات من الدخول إلى مركز أرشيف وملفات مخابرات الجيش اللبناني والاستيلاء عليها جميعا ً، ما سمح ومكّن النظام السوري القبض على جميع مفاصل الدولة اللبنانية ومؤسساتها المدنية والعسكرية والأمنية، منهية بذلك حلم “يا شعب لبنان العظيم”، بعدما احتلت أيضا جميع المناطق الشرقية وارتكبت المجازر بحق المدنيين اللبنانيين المسيحيين بشكل عام، والعسكريين في الجيش اللبناني الذين كانوا مولجين بحماية القصر الجمهوري والجنرال المغوار الفار ميشال عون آنذاك بشكل خاص.

الفوهرر العماد ميشال عون يريد ان يفهم الشعب اللبناني ان تضحيات العسكريين في الجيش اللبناني الذين استشهدوا في 13 تشرين لا تزل بفكره ووجدانه وضميره الوطني، ولكن في حقيقة الأمر ما هي الا شعار يستخدمه الجنرال عون فقط كعنوان للمتاجرة السياسية من اجل حلمه لرئاسة الجمهورية، وهذا لن تنطلي على الشعب اللبناني باستثناء الغوغائيين المناصرين أصحاب الـ”زمامير” والفولارات الاورنج، والدليل على ذلك تنكر ونسيان عون لجنود وضباط الجيش اللبناني المعتقلين والمنفيين في السجون السورية، الذي لم يسأل الجنرال القيادة السورية عن مصيرهم خلال زياراته المتكررة إلى قصر الشعب ومقابلة الرئيس بشار الأسد بعد الارتماء بأحضانه سوى الطلب من الشعب اللبناني الاعتذار من سوريا.

هذا هو الجنرال، هذا هو الفوهرر ميشال عون ومسيرته النضالية المليئة بالهزائم العسكرية والسياسية.

السابق
كان غير شكل الزيتون.. موسما للعمالة النسائية مجددا
التالي
عون في ذكرى 13 تشرين: أبواب الجحيم لن تقوى علينا