كيف يقرأ اللبنانيون التدخل الروسي المستجد في سوريا

روسيا في سوريا
بينما ينشغل المشهد الدولي بالتدخل الروسي في سوريا، فان لبنان الواقع على فالق الزلازل الإقليمي ينقسم حسب الاصطفافات بين من يدعم النظام السوري، ومن يعارضه، وهو فرز انسحب تلقائياً على المواقف من التدخل الجوّي الروسي في سوريا، وهذه أبرز المواقف والقراءات اللبنانية التي رصدت حول هذا التدخل

قالت “السفير” أن عصف الغارات الروسية على أهداف للمجموعات المسلحة سيتجاوز المدى الجغرافي للعمليات العسكرية، ليتمدد في أنحاء المنطقة التي بات القيصر فلاديمير بوتين شريكاً في رسم توازناتها ومعادلاتها، بعد عقود من الوكالة الحصرية الأميركية. ولما كان لبنان يقع على فالق الزلازل الإقليمي، فإنه من الطبيعي أن يكون معنياً بما يجري في جواره، لا سيما أن أطرافه تنقسم أصلا بين من يدعم النظام السوري، ومن يعارضه، وهو فرز انسحب تلقائياً على المواقف من التدخل الجوّي الروسي في الحرب.

وليد جنبلاطوعلّق النائب وليد جنبلاط لـ”السفير”: إذا كانت الغارات الروسية ستستهدف “داعش” فهذا شيء، وإذا كانت ستستهدف المعارضة السورية أو ما تبقى منها فهذا شيء آخر أنبّه الى محاذيره. وفيما أشار الى أن موقفه معروف من الدعم الروسي للنظام السوري، اعتبر أنه من غير المقبول أن تصبح المعادلة، إما النظام وإما “داعش”، لافتاً الانتباه الى أن هناك شعباً سورياً موجوداً، خارج هذه الثنائية، يجب أن يكون هو الأساس.

وردا على سؤال عما إذا كان يتوقع أن تترك التطورات المستجدة في الساحة السورية انعكاسات على الداخل اللبناني، أجاب: نحن هنا نغرق في جدال بيزنطي عبثي، ونتخبط في النفايات السياسية والعضوية والتفسيرات الملتوية للدستور من قبل بعض كبار الجهابذة والهادفة الى تعطيل التسوية مع العماد ميشال عون.

الرئيس السنيورةبينما رأى رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة أن التخلص من “داعش” لا يتم بانخراط طائرات جديدة في الحرب، مشدداً على أن المجتمع السوري الذي ينبذ بطبيعته التطرف وحده القادر على مواجهة الإرهاب في سوريا واقتلاعه من جذوره، في سياق بناء دولة مدنية لا يكون فيها مكان لرأس النظام الذي تسبب بكل هذه الويلات.

 

ولفت الانتباه الى أن 99 بالمئة من المسلمين السنّة في سوريا هم ضد “داعش” ويريدون التخلص منه، لكن يجب التنبه في الوقت ذاته الى أن هؤلاء يعتبرون أن محاربة “داعش” يجب ألا تندرج في إطار فلش السجادة الحمراء أمام بشار الأسد. ورأى أنه لا تزال هناك فرصة أمام الروس كي يؤدوا دوراً مفيداً وإيجابياً، يلقى الترحيب والتجاوب من الشعب السوري، وهو دور المنقذ الذي يأخذ بعين الاعتبار تطلعات هذا الشعب، بحيث تصبح موسكو جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة. ورداً على سؤال حول موقع لبنان في جدول أعمال الخارج، وسط التطورات المتسارعة في الميدان السوري، أجاب: من الواضح أننا لسنا موجودين أو مُلتقطين على أي رادار خارجي حالياً، إنما المشكلة هي في من يربط الوضع اللبناني بالعربة السورية.

 

هذا وأكدت أوساط في “8 آذار” لـ”السفير” أن الدخول الروسي على خط الحرب السورية سيترك أثراً كبيراً على مسار الأحداث وسيشكل نقطة تحول استراتيجية في موازين القوى الميدانية والسياسية. وأشارت الأوساط الى أن الغارات الروسية لن تشبه من حيث مفاعيلها العملانية غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية التي أدت الى تمدد “داعش” في سوريا والعراق بدل تحجيمه، لافتة الانتباه الى أن التدخل الجوي الروسي سينطوي على فعالية كبرى، كما تبين من مؤشرات الدفعة الأولى على الحساب. واستغربت الأوساط مخاوف البعض في لبنان على مصير ما تسمى “المعارضة المعتدلة” في سوريا، معتبرة أن هذه المعارضة لم يعد لها أي وجود نوعي على الأرض، ولا أحد يحسب لها حساباً في المعادلات الميدانية. ورأت أن بدء الغارات الروسية على أهداف محددة للمجموعات المسلحة ينطوي على رسالة واضحة بأن ما بعد التدخل العسكري ليس كما قبله، وأن قواعد اللعبة تغيرت في سوريا، بل في المنطقة.

السابق
إعلان لحمالات الصدر ينتهي بمفاجئة غير متوقعة!!
التالي
بالفيديو: حسناء روسية ترحب بتدخل بوتين في سوريا «أريد مثل بوتين»