من الناحية الأخرى: هكذا «قمع» المتظاهرون قوى الأمن وأهانوهم

انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي فيديو لا يتعدّى الدقيقتين، وثِّقت فيه مشاهد بعض من اشكال العنف الكلامي والمعنوي الذي تعرض له بعضًا من القوى الأمنية ورجال الشرطة أثناء المظاهرات والإعتصامات في وسط بيروت. ونحن في هذا الخبر هنا لا نتبنّى وجهة نظر أي طرف بقدر ما ننقل وجهة نظر الطرف الآخر.

وسط زحمة الاحتجاجات والإعتصامات التي يشهدها وسط بيروت، ومع كل صرخة مواطن نزل إلى الشارع للمطالبة بحقوقه والتي قوبلت في كثير من الأوقات بقمع القوى الأمنية والإعتداء من جهة، وتجاهل السلطة من جهة أخرى. مشهد آخر لم يسلّط الضوء عليه، فكل من تسمّر على شاشات التلفزة وتابع الحراك منذ بداياته تعاطف مع هؤلاء المواطنين الذين افترشوا الطرقات ضد الطبقة السياسية الفاسدة، لكن مقابل هذا المشهد،  وفي الساحة نفسها جسّد فيديو انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي العنف والاعتداءات على القوى الأمنية من قبل المعتصمين.

مشاهد مؤلم شاهدنا فيها أبناء الوطن الواحد يتضاربون. فسمعنا وشاهدنا في هذا الفيديو عنفا كلاميّا ومعنويّا على رجال الشرطة، فهؤلاء ضربوا أيضًا واعتدي عليهم ونعتوا بالـ “شبيحة” وكأن المعتصمين نسوا أن هؤلاء أيضًا من الشعب وإلى الشعب ونسوا أنّ هؤلاء أيضًا يعانون من سوء

عنصر من قوى الامنالمعيشة والقحط المالي ولديهم مطالب وحقوقا مسلوبة، والأهم أنّهم ينفذون عملهم.

إقرأ أيضًا: اعتداء مناصري حركة أمل على المتظاهرين… مخطط أم عفوي ؟

ونحن هنا لا نتبنّى وجهة نظر من وثّق هذه الصور والمشاهد بقدر ما ننقل مشهدا من الناحية الأخرى، والتي لم تلق أي إهتمام من قبل وسائل الاعلام فلم تستقبل البرامج الحوارية بعض من رجال الشرطة، لم تعجّ الشاشات بالمقابلات معهم، لم يؤخذ برأيهم في هذا الحراك ولم يسألوا عن مطالبهم ولا عن كيفيّة تعرضهم للإعتداءات، كما استضافت هذه الشاشات الناشطين في الحرك ومن تعرّض منهم للضرب خصوصًا. فهؤلاء المعتصمون كانوا بمواجهة طرف آخر، وهذا الطرف من الشعب أيضًا وليس عدوّا اسرائيليّا مثلاً . فلا القوى الأمنية مسؤولة عن وضع اللبنانيين المعيشي المتردّي ولا عن أزمة النفايات  ولا عن أزمة الكهرباء وغيرها…

ومع كلّ التأكيد على إحترام صرخة المتظاهرين الصادقة بوجه الفساد والمفسدين ومع كل التأييد لمطالبهم المحقّة  إلاّ أنهم كما أصابوا أخفقوا أيضًا عندما وقع تخريب وتضارب واشكالات أثناء بعض التظاهرات … كما أخطأت كذلك القوى الأمنية في بعض الأحيان.

 

السابق
بالصور: اطلاق «سوق أبو رخوصة» في ساحة رياض الصلح
التالي
مقدمات نشرات الاخبار التلفزيونية المسائية ليوم السبت 19-9-2015