بعد نجاح الثورة الإيرانية في الاطاحة بشاه إيران عام 1979 بقيادة الإمام الخميني الراحل، أضيفت على هذه الثورة شعارات عدة دسمة بالمعاني العدائية والرنانة على المسامع ضد الولايات المتحدة الأميركية. ومن أهم هذه الشعارات، “الموت لأميركا”، “أميركا الشياطين الأكبر”، الويل لمن يعقد آماله على أميركا”، “لا للاستكبار الأميركي”.
إيران، جمهورية الملالي الإسلامية الشمولية، التي تعمد دائماً على سياسة رفع الشعارات الجياشة المزيفة والرنانة بالنوتة “الثورجية”، والخطابات الركيكة الفارغة من أي مضمون ضد الولايات المتحدة الأميركية، التي لا تتقن إلا العنتريات للعراضات العسكرية والسياسية. ها هي اليوم وبإيعاز من حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، تقدم على خطوة إزالة هذه الشعارات وعلى رأسها شعار”الموت لأميركا” من على جدران العاصمة طهران ومساجدها، بما في ذلك مبنى سفارة الولايات المتحدة الأميركية المغلق في طهران والملقب بمبنى “وكر التجسس”.
إزالة شعار “الموت لأميركا” من على جدران العاصمة طهران إرضاء للشيطان الأكبر أميركا
هذه الخطوة التي اقدمت عليها طهران تأتي أولا ً من باب المصلحة الإيرانية العليا، وثانيا ً من باب الإرضاء وحسن النية والإنفتاح الإيراني تجاه الادارة الأميركية، وايضا من أجل إطمئنان وإفهام أولائك المشككين من صقور الادارة، عن مدى صدقية وجديّة إيران هذه المرة لناحية تنفيذها للإتفاق النووي بعد ان تكللت بالنجاح.
أما على مستوى لبنان المشغول شعبيا ً وإعلاميا ً بحراك “طلعت ريحتكم“، لم ينتبه احد لهذا التطور الإيجابي من قبل إيران تجاه الإدارة الأميركية، باستثناء “حزب الله” الحليف اللصيق لإيران الذي يعلم علم اليقين بهذا الحدث لكنه صامت، المنغمس في ولائه الأعمى لجمهورية الملالي في طهران بعد أن ترعرع وتربى على شعارات الحرس الثوري وعلى رأسها شعار “الموت لأميركا”، بعد أن أزيلت من على جدران العاصمة طهران إرضاء للشيطان الأكبر أميركا، ضاربين عرض الحائط بتعهداتهم لأتباعهم، وغير آبهين لشعور الحليف الموالي لولي الفقيه “حزب الله”.
هذه هي الجمهورية الإيرانية صاحبة الدجل والنفاق السياسي، تحرّم على غيرها وتحلّل لنفسها بعد أن اثبتت السنون أنها كانت تمارس الشعارات المزيفة والضالة، وترفعها ليس إلا من أجل الاستهلاك الاعلامي والاصطفاف السياسي والتموضع الدبلوماسي.
هذه هي الجمهورية الإيرانية صاحبة الدجل والنفاق السياسي، تحرّم على غيرها وتحلّل لنفسها
هذه هي الجمهورية الإيرانية، جمهورية النفاق في فبركة وتجارة الشعارات الشمولية السياسية والدينية الضالة، جمهورية المتاجرة بعناوين لقضايا نضالية ثورية وهمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، جمهورية الابواق في إطلاق إسطوانة الشعارات من أجل المظلومين على الأرض من الجبروت المتكبر الأمريكي، التي لم تنطل إلاّ على الحلفاء والأتباع فقط ….ونقطة عالسطر.