عن رياض الأسعد: المتظاهر ضدّ الفساد… وقد فاز بالمناقصة

رياض الأسعد
في وقت غرق لبنان بنفاياته وأرهق كاهل المواطن اللبناني بالأعباء الحياتية التي أصبحت لا تعدّ ولا تحصى، المواطنون الذين ضاقوا ذرعًا باستغلال الطبقة الحاكمة عندما انتفضوا، لم يسلموا أيضًا من استغلال قضاياهم باسم المجتمع المدني من زرع المندسين إلى زرع البرجوازيين ذوي المصالح الشخصية. منهم رياض الأسعد، المتظاهر الذي فاز بالمناقصة. هنا "بورتريه" لهذا النوع من الانتهازية.

بالنسبة إلى العديد فإنّ اسم صاحب شركة “الجنوب للإعمار” المهندس رياض الأسعد جديد على الساحة. قليلون يعرفونه على أنّه مرشّح دائما الى الانتخابات النيابية في الجنوب، تارة تحت عباءة حزب الله، وطوراً إلى جانب هذه العباءة. لكن من انتصب أمام شاشة التلفزيون في اليومين الماضيين لمتابعة تظاهرة #طلعت_ريحتكم في رياض الصلح لاحظ بالتأكيد أكثر المشاركين نشاطًا وأكثرهم حماسة بالمطالبة من بين الجموع بوضع حدٍ لأزمة النفايات: رياض الأسعد.

الأسعد المرشّح الدائم الى الانتخابات النيابية في الجنوب، تارة تحت عباءة حزب الله، وطوراً إلى جانب هذه العباءة

هو المهندس المقاول رياض الأسعد الذي كشف عن صدره “بوجه قمع قوى الأمن واحتجاجًا على مصادرة حرية الرأي والتعبير من قبل الحكومة”. هو الصديق الأكثر قرباً من النائب وليد جنبلاط والمتعهّد الأوّل في وزارة الأشغال العامة التي كانت في “عهدة” جنبلاط في العقد الأخير.

رياض الأسعد هو نفسه من فاز بعقد الشوف بمناقصات النفايات الّتـي أعلن عنها وزير البيئة محمد المشنوق أمس وألغيت اليوم. فقد استحوذت شركته على “شرف” رفع النفايات من المنطقة الخدماتية الثالثة (أي قسم من بعبدا، وعاليه، والشوف). إذ اجتازت المرحلة الإدارية والتقنية شركته وفازت بالمناقصة واسمها: المجموعة اللبنانية – الإسبانية (الجنوب للاعمار مع (Hera Holdings – Guinea Limpea وعرضها المالي هو التالي: 153 $ لطنّ النفايات. ويملكها ويديرها المهندس الأسعد الصديق والشريك الشخصي لوليد جنبلاط وولديه تيمور وأصلان.. وقد رفضت الشركة المنافسة لها.
المضحك المبكي أنّ الفائز بعقد الشوف رأى في مقابلة تلفزيونية على محطة “LBC” ليل أمس أنّ هذه المناقاصات “تفنيصة” لأنّ الأسعار “غير طبيعية”، معتبرًا أنّ “هناك شئا غير مقبول فالأسعار غير طبيعية”، داعيا إلى القيام بمناقصات جديدة، وإعادة دفتر شروط جديد وشفافية اكبر”.

الأسعد الصديق والشريك الشخصي لوليد جنبلاط وولديه تيمور وأصلان

كما قال الأسعد إنّ “المقاولين هم ربحوا فقط في مناقصات ملف النفايات والوطن خسر”. مشيراً إلى أنّ “الدولة لم تربح لأن دفتر الشروط كان محصوراً ببعض الشركات التي شكلت كومبينا فيما بينها”!

يقول العارفون بخفايا الأمور إنّ الأسعد، ومن وراءه جنبلاط، يريدان “بيروت” وليس الشوف وبعبدا، لأنّ نفايات بيروت كفيلة بأن تدرّ نحو 3 ملايين دولار من الأرباح شهريا، الأرباح الصافية، فيما لا تزيد هذه عن مليون في بعبدا والشوف.

وفي عودة، إلى بداية أزمة النفايات، الّتي كبرت نتيجة خلافات حول صفقات لتقاسم وتوزيع حصص كنز النفايات بين القوى السياسية، فإنّه منذ 17 تموز الماضي كثر الحديث عن اورّط إسم النائب وليد جنبلاط بمتاهات هذا الملف منذ انتهاء عقد سوكلين وإقفال مطمر الناعمة. ما ضاعف أزمة النفايات وجعل شركة سوكلين “كارت محروق”. وبالتوازي مع هذه الأزمة برز إلى الواجهة اسم الشركة الـتي قرّر وليد جنبلاط تأسيسها مع رجل الأعمال رياض الأسعد لمعالجة النفايات وفق تقنية الـRDF في عقار يملكه جنبلاط في بلدة سبلين، المعدّة لمنافسة شركة “سوكلين”.

سوكلين رياض الاسعد

الأسعد لم يستغل فقط “تظاهرة مطلبية” لتحقيق مآرب ومصالح شخصية ولم يستغل صفحته على فيسبوك لانتقاد ممارسات قوى الأمن بوجه المتظاهرين مؤخراً فقط. .. بل أيضًا لعب دورا واضحا بتسويد صفحة “سوكلين” منذ بداية أزمة النفايات (بغض النظر عن نزاهة هذه الشركة أو عدمها) مقابل تبييض صفحته. فتبنّى القضية وعرض سلسلة من 7 أجزاء كيف سلك ملف النفايات ومطمر الناعمة طريقه وتهكّم على سوكلين وفسادها “حتّى وصل بنا الأمر إلى ما وصل إليه” وقال:

“ميسرة (رئيس مجلس ادارة سوكلين) أو تغرق بيروت والضواحي بالزبالة. القصّة قصّة الصندوق الأسود ونهايته”. و”حتى ما حدا يلعب بالطحين وليد بك جنبلاط وانا في نفس المعركة. منذ 21/1/2014 لازم ننتهي من طريقة معالجة الزبالة ومن مكبّ الناعمة. لذا في ستاتوس الصباح كنت واضحا وأوضح مجددا القصة قصة الانتهاء من حوت سوكلين”.

رياض الأسعد
الأسعد نفسه الذي كان يتظاهر “ضدّ الطبقة السياسية” وصديق كثيرين من منظمي التحرّكات، فاز بمناقصة ويريد الفوز بمناقصة أكبر.

السابق
اكتشفي شخصيتك وفق الطريقة التي تقفلين بها حمّالة الصدر
التالي
جنازة التيار الوطني الحر: البرتقالة نصفين قريبا