ما حقيقة الخلاف داخل حزب الله في البقاع بسبب سوريا؟

تداولت في الايام الأخيرة مواقع الكترونية أخبارا عن أزمة تواجه حزب الله في القرى البقاعية، وعن حالات تمرّد في صفوف أنصاره، فماذا يحصل في البقاع؟ وما صحّة هذه الأخبار؟

مع مضي حزب الله في حربه السورية، لم تعد الأزمة محصورة في سوريا ولبنان على المستوى الوطني فحسب، بل وصلت تداعياتها إلى البيئة الحاضنة لحزب الله وفي البقاع اللبناني تحديدا.

فشعارات حماية المقدسات، ومحاربة خطر الارهابيين المحدّق بلبنان لم يعد دافعا قويّا يزيد إيمان أنصار حزب الله بعقيدتهم. بل أنتجت ذعرا وتململا من هذا الاستنزاف الحاصل في صفوف الحزب بشكل غير مسبوق لم يشهده لبنان طيلة فترة ثلاثين عاماً من الصراع مع إسرائيل.

إن شعارات حماية الطائفة من المخطط الصهيو- أمريكي، وخوض الحرب الاستباقية على الارهابيين، لم تعد قادرة على الصمود أكثر من هذا الحدّ. سيّما أن  “جمهور الحزب” بدأ يلتمس خطورة الوضع وأنه بعيد عن النصر الموعود في هذه  الحرب التي زجّ فيها الأبناء، والمفترض انها فرضت لحمايتهم بالدرجة الأولى على حدّ زعم قيادتهم لا لقتلهم جملة كما هو حاصل.

 وفي البقاع، منذ سنتين، أشير إلى أزمة القرى البقاعية  وتم التحدث عن أن لجنة من رجال الدين الشيعة تقوم بالاتصالات ما بين الأهالي وقيادة حزب الله وذلك لاحتواء الموقف ومنعا لتفاقمه. فضلاّ عن بروز أيضًا في خضم هذه الأزمة النعرة الجنوبية – البقاعية، حيث تذمّر البقاعيون لتضاعف أعداد شبابهم الذين قضوا في سوريا  نسبة لقتلى الحزب من الجنوبيين. ممّا دعا حزب الله إلى تنفيذ استراتيجية توازن في استدعاء وحداته المقاتله في سوريا بين الجنوب والبقاع.

ومنذ مدّة قريبة، أثيرت أيضًا أخبارعن حالات تمرّد  في صفوف التعبئة البقاعية، وامتناع الأنصار والمؤيدين وأفراد التعبئة من الإنضمام إلى تشكيلات الحزب. والآن عادت هذه الأزمة إلى الواجهة.

ويذكر أكثر من مصدر من أوساط البقاع لـ”جنوبية” عن برودة  وشعور بعدم الاكتراث يعمّ  صفوف المقاتلين، فلم تعد موجودة الحماسة الّتي كانت مع بداية الحرب قوية؟ لا عند الشباب ولا عند أهاليهم.

كما أجمعت المصادر التي سألها موقع جنوبية على أن هذه التململات الحاصلة ما زالت همسًا داخل أوساط القرى، خصوصا أن حزب الله يشكّل الممثّل الرسمي لها في ظلّ انعدام فرص العمل في صفوف الشباب وعزلة العديد من القرى الشيعيّة. فلا ملاذ لأبناء هذه القرى سوى الإستسلام إلى الأمر الواقع الذي يجسّده الحزب من حماية وفرص عمل.

وكانت قد تطرق موقع “أورينت” ااسوري المعارض إلى هذه الأمر كاشفًا عن أن اجتماعا جمع كلّ من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع نواب الحزب محمد رعد، نواف الموسوي وحسن فضل الله، الوزير حسين الحاج حسن، والوزير السابق طراد حمادة، المعني الأساس بملف امن البقاع. وتخلل الاجتماع، بحسب الموقع السوري، نقاشات تتعلق بالوضع السوري،

وذلك حول غضب ابناء البقاع ورفضهم الحرب في سوريا في ظل ارتفاع عدد القتلى بشكل غير مسبوق، وعدم قدرتهم على تحمّل التبعات الاقتصادية لهذه الحرب. ويقول الموقع إن النقاش وصل في بعض جوانبه إلى حدّ الاعتراض على التدخل، تحديداً من الوزير الحاج حسن والنائب الموسوي، وتهديدهما القيادة بتقديم استقالتيهما.

وقد تناقلت مواقع عديدة هذا الخبر، إلّا أن مصادر “جنوبية” استبعدت صحّة ما ورد في هذا المقال عن اجتماع شخصيات بهذه الحيثية في حزب الله، إلاّ أنهم أكدوا وجود حالة التململ وطلب طراد حمادة زيادة المخصصات المالية على صعيد الملف الامني.

السابق
اصابة عنصرين من الجيش في حادث سير على اوتوستراد البترون
التالي
طائرة استطلاع معادية خرقت الأجواء من فوق رميش