لماذا نأت القوات اللبنانية بنفسها عن تحرّك عون العبثي؟

إنتهت مهزلة التيار العوني ومن بعدها توالت المواقف الرافضة لما حصل من تعدّ على عناصر الجيش اللبناني من قبل مناصري التيار. إضافة الى التعدي على صلاحيات رئيس الحكومة من قبل الوزير باسيل. ولكن ما هو موقف القوات من كل ما جرى؟ ولماذا نأت بنفسها؟

بعدما هدّد الجنرال ميشال عون أكثر من مرّة أنّه سيلجأ الى الشارع إن لم تُسترد «حقوق المسيحيين»، جاءت ساعة الصفر، فدعا عون أنصاره للتحرك الموعود.

وعلى الرغم من بروفا السيناريو الذي نفّذه وزير الخارجية جبران باسيل قبل افتتاح جلسة مجلس الوزراء أمام كاميرات الصحافيين لتجييش الشارع، وتحميل رئيس الحكومة تمام سلام مسؤولية التعدي على صلاحيات رئيس الجمهورية أي على حقوق المسيحيين، وبالتزامن مع مهمة موقع Tayar.org الذي دعا المسيحيين للنزول الى الشارع واستخدم اسلوب طائفي ومذهبي بالقول: «يا شعب لبنان العظيم..الداعشي سلام يهين الوزراء المسيحيين» لم يستطع رئيس أكبر كتلة نيابية والذي يصف نفسه انه الزعيم المسيحي الأوّل في لبنان من جمع أكثر من 150 متظاهراً. فكان التحرك عنوانا للمهزلة بكل ما للكلمة من معنى.

فقد توافقت وسائل الاعلام بالاعلان عن أنّ عدد المتظاهرين لم يتعدّ الــ 150 نفرا انقسموا الى مجموعتين، وتعدوا على الجيش اللبناني لمحاولة اختراق الحاجز الذي أقامه الجيش أمام السراي الحكومي، واستكملت المهزلة في الرابية عند انتقاد المؤسسة العسكرية من قبل عون واتهامها بالتعدي على المتظاهرين.

كل هذا السيناريو المحبوك كشف حقيقة العونيين الذين يعلنون مرارا وتكرارا أنّهم أبناء المؤسسة العسكرية، فسقط القناع وسقط معه عون في الشارع.

في هذه المعمعة العونية، أين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي وصل حواره مع الجنرال عون الى مراحل متقدمة وما موقفه من كل ما جرى؟

الصحافي والمحلل السياسي القريب من 14 آذار شارل جبّور قال في حديث لـ«جنوبية» إنّ «القوات اللبنانية غير معنية بما حصل أمس في الشارع، لأن تحرّك الأمس لا يمت بصلة للعنوان الذي طرح فيه. فهم لم يتحركوا في الشارع من أجل حقوق المسيحيين بل نزلوا الى الشارع من أجل تعيين صهر النائب ميشال عون العميد شامل روكز قائداً للجيش».

وتابع جبّور: «التعيينات هي من صلاحيات الحكومة والقوات اللبنانية هي أصلاً خارج الحكومة، ولكن تدعم الحكومة طالما هي تيسر أمور الناس».

ورأى جبّور أنّ «تيار المستقبل هو المسؤول ولو بطريقة غير مباشرة، فهو تولّى المفاوضات مع عون للإتفاق على بند التعييات. كما أنّ المسؤولية المباشرة تقع على الحكومة».

ولفت جبّور إلى أنّ «القوات اللبنانية ممثلة في الأمانة العامة لـ 14 آذار، وهي جزء من أحزابها لذلك كل ما يصدر عن الأمانة العامة هو دعم لرئيس الحكومة تمام سلام، والمؤسسة العسكرية ورفض ما حصل أمس في الشارع هو يمثّل رأي القوات اللبنانية».

وختم جبّور أنّ «ما حصل أمس من استدراج رئيس الحكومة تمام سلام أمام الكاميرات لم يكن على مستوى المقاربة السياسية، كما واستدراج الجيش اللبناني في الشارع أثبت أن الخيارات والمقاربات هي خاطئة وغير مقبولة من قبل التيار العوني».

السابق
رحل عمر الشريف ولم يخلفه أحد في ‘العالمية’…
التالي
انهيار جزء من قلعة حلب بعد تفجير نفق يحيط بها