حرب إعلامية عونية حريرية: ماذا يقول نوابهم؟

عون والحريري
اليوم، تبدل المشهد السياسي واتضحت معالمه. فالتقارب المؤقت بين العونين والمستقبل لم يكن مثمراً بالنسبة لعون وبعبارة أصح: "ما بطعمي خبز". لذا انقلبت الأمور من التودد إلى فتح النار على المستقبل كما رأينا أمس في نشرة الـ"otv". فهل تحوّل الخلاف من سني - شيعي إلى مسيحي - سني؟

يبدو أن التقارب بين التيارين الأزرق والبرتقالي لم يدم طويلاً، بعد التحسن المطّرد في العلاقة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر. منذ حفاوة الاستقبال الذي لقيه العماد ميشال عون في الرياض لدى زيارته للتعزية بالملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، مروراً بمشاركة التيار في ذكرى 14 شباط، وصولاً الى استقبال الرئيس سعد الحريري العماد عون في بيت الوسط في شباط الماضي.

وان كان هذا التقارب الذي شهدناه في الآونة الأخيرة نابعٌ من المصلحة بالدرجة الأولى، فرئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون قرّر الانفتاح على كلّ الأفرقاء، الخصوم منهم قبل الحلفاء، لعلّه بذلك يضمن الوصول إلى سدّة الرئاسة من جهة وعبور صهره نحو قيادة الجيش من جهة أخرى.

لكن اليوم تبدل المشهد السياسي واتضحت معالمه. فهذا التقارب المؤقت لم يكن مثمراً بالنسبة لعون وبعبارة أصح: “ما بطعمي خبز”. لذا انقلبت الأمور من التودد إلى التصعيد والتهديد بالشارع تحت ذريعة” استعادة الحقوق” محولاً الخلاف من سني – شيعي إلى مسيحي – سنّي.

وكان اللافت، الهجوم العنيف الذي شنّته قناة الـ”otv” مساء الأحد على “المستقبل”، مشيرة في مقدمة نشرتها الاخبارية إلى أن المستقلل “ينادون باتفاق الطائف، ويرفضون تطبيق المناصفة. يتبجّحون بالميثاق، ويسقطون بأدائهم مفهوم الشراكة. يخوضون حروب إلغائهم للدور المسيحي، ويواصلون جولات استئثارهم وهيمنتهم على الدولة ومفاصلها، ويرفضون حتى ان يرفع الضحية صوت الحق في وجه جريمتهم الوطنية. يدّعون الديموقراطية، ويرفضون صوت شعب”.

لم تكتف ال”OTV”، بهذه التوصيفات بل رفعت سقف الهجوم الى حد اتهام المستقبل بأنهم: “يذبحون شركاءهم سياسياً، يغتصبون حقوقهم… يريدونهم أهل ذمّة في إمارتهم الحريرية… فما الفارق بينهم وبين “داعش” في الأداء والنتائج… لا شيء يذكر”.

في المقابل كانت قناة “المستقبل” تقول في مقدمتها الإخبارية: “رغم اشتداد حرائق المنطقة، وتنقّل المعارك بين المدن العربية، واللهب الذي يُزَنّر لبنان، يَجد النائب ميشال عون الوقت ليُطلق تهديدات تفجيرية في حق لبنان واللبنانيين، بَدل العمل على تحصين الساحة لمنع امتداد النار إلينا”. مضيفةً: “يهدّد باللجوء الى الشارع، للتظاهر والاعتصام، يُلبس تهديداته لبوس الدفاع عن حقوق المسيحيين، ليعطّلَ آخر المؤسسات الدستورية، في ظل الشغور الرئاسي والشلل المجلسي”.

وأضافت: “لكنّ تهديداته وكلامَه عن الحقوق، جوبها بالرفض على أكثر من مستوىً وصعيد مسيحي ووطني، في اعتبار انّ دعوته ليست لمصلحة وطنية، بل لمصلحة شخصية ضيق”.

إلى ذلك، ردت أيضًا صحيفة “المستقبل” في افتتاحيتها، مشيرة إلى أنه “عَوْدٌ على نكء العصبيات الطائفية، يخوض العماد ميشال عون غمار حرب إلغائية جديدة تستهدف هذه المرة إخضاع الدولة بكافة مؤسساتها لطموحات سلطوية استئثارية يستلّ في سبيل تحقيقها سيف تجييش المسيحيين وتحريضهم على شركائهم في الوطن..”.

نائب مستقبلي
عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي قال لـ”جنوبية”: “نحن مع اتفاق مسيحي حول رئاسة الجمهورية لكن مبدأ عون هو: أنا أو لا أحد. كما أن تيار المستقبل له حلفاء مسيحيين ولا يستطيع تخطي رأيهم”.

وأضاف أن “المنطق العوني قائم على أنه إما نرضى بتسمية ميشال عون للرئاسة وصهره ميشال روكز لقيادة الجيش لنصبح شركاء في الوطن وإما نرفضنا ونطالب باتفاق وطني فنصبح أعداء ودواعش”.

وأشار عراجي إلى أن “التقارب العوني السابق من المستقبل كان نوعا من محاولة لارضائه لكن دون الوصول الى نتيجة، لذلك لجأ عون الى هذا الهجوم العنيف”.

وفي سؤال حول موقف المستقبل في حال حظي عون باجماع مسيحي حول توليه الرئاسة قال: “أعتقد أصبحت صعبة بالنسبة للمستقبل بعد هجوم أمس العنيف وهذه التوصيفات”.

وعن التحركات العونية التصعيدية قال عراجي: “بهذه الطرق لن تحل الأمور بالعكس ستزيدها تعقيدا، ستؤثر على استقرار البلد، ولن نرضخ بحال لجوئهم إلى الشارع”

واعتبر التصعيد العوني “لأجل كسب شعبية اكبر في 8 آذار من جهة ولكسب تأييد الناس في الشارع المسيحي من جهة ثانية كونه يطالب بحقوق المسيحيين”.

وردًا على هجوم أمس قال عراجي: “ردّي سيكون وطنيا فأتمنّى على التيار ألا يلجأوا الى التصعيد لأن الشارع اللبناني لا يحمل مزيدا من التعقيدات ولا احد يستطيع أن يضمن سلمية هذه التصعيدات”.

عضو كتلة التغيير والاصلاح النائب فادي الأعور رد بأن “الأمور وصلت الى درجة كبيرة من الخطورة واتضحت المواقف كلها ، لذا فالشيء الذي سيحدث أن هناك تحركات تصعيدية جادة”. ورأى أن “مرحلة التهديدات انتهت وأصبحنا في حيّز التنفيذ وسنراها خلال الأيام القادمة”.

وأضاف في حديث لموقع جنوبية: “هناك مجموعة من اللبناننين تريد الاصلاح والتغيير وبقاء الدولة وقسم آخر مستأثر بالسلطة ويستغيب شركاءه بالوطن”. مؤكداً أنه “بالنسبة للتيار الوطني، المسؤول ليس فقط تيار المستقبل بل الجميع وهذا التصعيد موجه ليس فقط بوجه المستقبل”.

السابق
إستطلاع عون: وهل حقوق المسيحيين غير حقوق اللبنانيين؟
التالي
عون يستعد للشارع والخصوم والحلفاء يتغنون بالحكمة