جريمة شقرا: أزعجه وقت السحور… فقتله

وقعت فجر اليوم جريمة في بلدة شقراء الجنوبية قضاء بنت جبيل أودت بحياة أحد أبنائها ووالده الذي لم يحتمل هول صدمة مقتل ابنه، فما هي تفاصيل هذه الجريمة الآثمة؟

أطلق فجر اليوم الثلاثاء 30 حزيران المدعو “حسين محمود ذيب” 55 عاماً النار على جاره “مختار محمد ويزاني” 20 عاما فأرداه قتيلا وأصاب شقيقه بجرح طفيف في قدمه.

وفي التفاصيل، فقد علمت “جنوبية” من بلدة شقراء، أن القاتل والمقتول هما جاران يعملان في نفس المهنة تقريبا ويملكان شاحنات وجرافات لزوم نقل مواد البناء واستصلاح الاراضي، توترت العلاقة بينهما منذ مدة لاسباب غير معروفة.

وفجر أمس الساعة الرابعة بعد وقت الإمساك عن الطعام الذي يلي السحور عادة في شهر رمضان، وبينما كان المغدور مختار ويزاني يقوم بتحريك جرافته من مكان الى آخر قرب منزله ومنزل جاره الجاني حسين ذيب، بادره الأخير بالشتائم والإهانات لأنه انزعج على حدّ زعمه، ومنعه من النوم. ولما استنكر المجني عليه تهجّم جاره عليه وشتمه دون سبب وجيه وردّ له الإهانات بمثلها، قام ذيب باحضار سلاح حربي “كلاشنكوف” من منزله، وخرج ثم أطلق النار على ويزاني فأرداه برصاصتين، وأصابت رصاصة ثالثة قدم شقيقه الذي خرج يستطلع ما يحدث بعد سماعه صوت الرصاص.

ليس للحادث أي خلفية حزبية فالقاتل والمقتول لا ينتميان لحركة أمل ولا لحزب الله

شقيق المجني عليه لفت انتباه اهالي البلدة، فحضر بعضهم ونقل الشقيقين المصابين الى المستشفى، ثم حضرت القوى الأمنية من مخفر تبنين وقامت باعتقال الجاني حسين ذيب الذي لم يقاوم معتقليه ونقل الى مفرزة أمنية لم تحدّد بعد.

شقرا

ويعد أن علم والد ويزاني “محمد حسين ويزاني” 77 عاماً بوفاة ابنه مختار في مستشفى تبنين، اصيب بسكتة قلبية وتوفي على الفور وقد حضرت الادلة الجنائية الى المستشفى لمعاينة الجثة ومتابعة التحقيق.

وصباحا، حضر عدد من أفراد عائلة ويزاني التي فقدت إثنين من أبنائها وجرح آخر من نفس الأسرة نتيجة لهذا الحادث المفجع وتجمّعوا قرب مكان حصول الجريمة، وقام بعضهم بتشغيل جرافة القتيل ووجهوها الى منزل الجار القاتل وبدأوا بمحاولة هدمه بعد أن غادروه ساكنوه.

إلاّ أنّ القوى الأمنية منعتهم بعد تمكن الجرافة من هدم أحد الجدران، ثم تمكن بعض الشبان المراهقين من التسلل والدخول الى المنزل وأضرموا النار فيه وأحرقوا جزءا كبيرا منه قبل أن تتمكن سيارات اطفاء الدفاع المدني التابع لبلدة تبنين من إطفائه.

أطلق فجر اليوم الثلاثاء 30 حزيران المدعو “حسين محمود ذيب” 55 عاماً النار على جاره “مختار محمد ويزاني”20 عاما فأرداه قتيلا وأصاب شقيقه بجرح طفيف في قدمه

لم تنم بلدة شقرا منذ الرابعة فجر اليوم، وما زالت حالة من الاستنفار والتوتر تسود البلدة وسط مساع حثيثة من قبل الوجهاء والأعيان ورجال الدين لتطويق هذا الحادث الأليم الذي لم تشهد له البلدة مثيلا بتاريخها. فالمعروف أن أهالي شقرا بمختلف عائلاتهم هم مسالمين لم يقع بينهم دم أبدا، لا قديما ولا حديثا.

شقرا

ومن جهة ثانية فانه ليس للحادث أي خلفية حزبية فالقاتل والمقتول لا ينتميان لحركة أمل ولا لحزب الله، لذلك فإن الطابع الفردي هو الطاغي على تلك الجريمة بشكل كبير. وهذا ما سوف يسهّل، برأي عقلاء البلدة ورجال الدين فيها، عملية تطويق هذا الحادث المأساوي لعودة الأمور الى ما كانت عليه من سلام ووئام داخل البلدة.

السابق
جلسة الخميس: إمّا تأجيل أو أزمة سياسية
التالي
الجوهري والأمين يلتقيان الشعار في طرابلس: جولة رفضا للفتنة