من هو أبرز داعمي فكرة تأسيس «حزب الله»؟

آخر المعلومات المتداولة عن اللواء محمد ناصيف الذي توفي اليوم كانت عن مرضه. مطلع هذا الشهر أفادت تقارير أنه دخل المركز الطبي في كليمنصو في بيروت للعلاج من مرض السرطان، وزارته شخصيات سياسية لبنانية. وقبلها، قالت وسائل إعلام محلية إن اللواء المستشار الامني للرئيس بشار وأحد أشهر رجال المخابرات في عهد آل الأسد، نقل إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت.وهو كان أخضع لعملية قلب مفتوح قبل سنوات.

أمضى “أبو وائل” أكثر من 20 سنة في رئاسة إدارة المخابرات العامة، في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، حيث أنه واحد من أفراد الدائرة المقربة للأسد الأب.وعام 2006 انتقل من عالم المخابرات الى “العمل السياسي” ،عندما أصدر الرئيس السوري بشار الأسد قراراً اعتبر استثنائياً بتعيين جنرال مخابرات متقاعد في منصب رفيع المستوى في الرئاسة السورية.

وفي حينه، أصدر الأسد مرسوما قضى بإحداث منصب “معاون نائب رئيس الجمهورية” بمرتبـة وزيـــر ولم يحدد المرسوم عدد المعاونين لكل نائب، وكان اللواء المتقاعد محمد ناصيف خير بك أول المستفيدين منه كمعاون للنائب الأول للرئيس فاروق الشرع .

يلقب”أبو وائل” رغم أن هناك معلومات ليست مؤكدة تقول أنه غير متزوج، ويعد أحد أبرز جنرالات المخابرات السورية في عهد حافظ الأسد عندما كان يمسك بملف العلاقات السورية الأميركية والعلاقات السورية مع الثورة الإيرانية.

ويعتقد مراقبون أن تعيينه معاوناً لنائب رئيس الجمهورية رمى خصوصاً الى تضميد بعض الجراح التي كانت لحقت بالعلاقات السورية الأميركية، إذ يتمتع الرجل بعلاقات واسعة في الولايات المتحدة الأميركية، وهو الشخصية الأمنية السورية البارزة التي عرف عنها توطيد العلاقات السورية مع الشيعة في لبنان وإيران منذ قيام الثورة الإيرانية.

وقبل تسلمه هذا المنصب، عمل اللواء ناصيف كرئيس للفرع الداخلي ( 251 ) وهو فرع الأمن الداخلي جهاز أمن الدولة (المخابرات العامة) واستمر في هذا المنصب قبل أن يتولاه اللواء بهجت سليمان.وبعد ذلك صار اللواء ناصيف نائبا لمدير إدارة المخابرات العامة حتى عام 2005 وجاء مكانه اللواء حسن خلوف.

علوي يتحدر من الساحل السوري لكن عائلته استطونت في منطقة الغاب ومصياف في حماة منذ منتصف القرن الماضي وهو من قرية اللقبي في ريف مصياف التابعة لمدينة حماة.

تقارير كثيرة تحدثت عن زيارات له لواشنطن بين 2004 و2006 الا أن محللين كانوا يربطون هذه الزيارات بـ”إجراء فحوصات طبية”.
وعلى صعيد العلاقات السورية مع الشيعة في لبنان وإيران، تجمع مصادر المعارضة أن ناصيف كان المسؤول الأمني السوري الذي يمسك بملف العلاقات مع “حزب الله” والثورة الإيرانية والنظام الإيراني القائم بعد الثورة.

وثمة معلومات تقول أن الرئيس الراحل حافظ الأسد كان قد سلم ملف شيعة لبنان إلى محمد ناصيف الذي كان يتولى أيضا شؤون أبناء حافظ الأسد باسل وبشار وماهر خلال مراحل طفولتهم وصباهم وشبابهم. وهو من أبرز الشخصيات التي روجت لتشكيل “حزب الله ” بعدما توترت العلاقة بين نظام الأسد و”حركة أمل” في لبنان.

و في كتاب سيرة الرئيس حافظ الأسد، يقول الكاتب البريطاني الراحل باتريك سيل: “كان محمد ناصيف متكتماً أكثر من الجميع إلى درجة أنه كان يعيش في مكتبه، وكان واحداً من القليلين جداً من الناس المسموح لهم بالمبادرة إلى التحدث مع الرئيس الأسد هاتفياً في أي وقت. فبالإضافة إلى ترؤسه لما كان في واقع الأمر بوليساً سياسياً، كان واحداً من أهم مستشاري الأسد في شؤون الشيعة سواء في لبنان أو في إيران. وكان مقرباً من موسى الصدر والقادة الثوريين الإيرانيين…وكان غالباً ما يسافر من دمشق إلى بون وسويسرا اللتين كانتا قطبي الشبكات الإيرانية في الغرب”.
ويضيف سيل إلى ناصيف اسم كل من محمد الخولي مدير مخابرات القوات الجوية، وعلي دوبا مدير المخابرات العسكرية ثم يقول: “كان هؤلاء هم الدعائم الثلاث الخفية للنظام”.

(النهار)

السابق
توقيف 14 سوريا في جرمنايا الحدودية لعدم حيازتهم اوراقاً ثبوتية
التالي
داعش لم يبتكر شيئاً