صحوة مدنية عربية أو ردّة فعل؟

منع رجال الدين من العمل بالسياسة في المغرب وإغلاق 80 مسجدا “تحريضياً” في تونس وإقفال فضائيات تحريضية في الخليج، ومنع دخول كتب ابن تيمية وإخوانه إلى الأردن ومصر… لا يكفي. فإطفاء بعض مكبّرات الصوت لا يغيّر الفكرة، ولا يلغي الصوت. المشكلة في مكان آخر. كل القذارات التي تَقتل من العراق إلى سوريا ولبنان، إنّما تقتل باسم إله القرآن. المشكلة هناك بلا لفّ ولا دوران.

لا يبدو أنّ تحرّكات السلطات في مصر وتونس والأردن والخليج والمغرب ضدّ “منابع الإرهاب” الثقافية والشعبية تأتي في سياق، ونتيجة، “صحوة” ثقافية وشعبية، بل هي أقرب إلى ردّة الفعل. لذلك فهي لا تكفي. إذ بات ملحّاً تأمين حدّ أدنى من الحريّات للمفكّرين والكتّاب والباحثين للبدء في تفكيك الخطاب الديني، من التفاسير والأحاديث وصولاً إلى جعل “النصّ” تحت مقصلة النقد.

السابق
هل بدأت الصحوة العربية ضدّ الدين وتطرّفه؟
التالي
التعليمات الجهادية نفذت بحذافيرها في اعتداء فرنسا