المقال.. لم يعد كافياً لمواجهة «حزب الله».. بدأ التحرك!

تحت شعار “عملاً للوحدة ورفضاً للفتنة وللانشقاق المذهبي وخطاب التخوين والحفاظ على الهويّة الوطنيّة الجامعة بوجه الهويّات العابرة للحدود”، دعت مجموعة من الناشطين وصحافيين تحت اسم “لبنانيّون” بصفتهم الشخصيّة، إلى وقفة حرّة ومسؤولة لتحييد لبنان عن خط الزلازل في المنطقة وذلك عند الخامسة من بعد ظهر اليوم الاربعاء في ساحة رياض الصلح – وسط بيروت.

هذه الدعوة انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، هي تأتي ضمن التحركات الإعتراضية التي بدأت تخرج في لبنان في الآونة الاخيرة للتعبير عن حال القلق الذي يعيشه الشعب اللبناني بكل أطيافه وتلاوينه المذهبيّة والسياسيّة من جرّاء إنغماس “حزب الله” المتواصل في الحرب السوريّة والإنعكاسات السلبيّة التي نتجت من مشاركته هذه على لبنان واللبنانيين، بعدما عمل الى جر الإرهاب الى الداخل اللبناني.

 

الأمين : لا حل للتقوقع بمنطق الدولة

الصحافي علي الأمين، هو احد اعضاء اللجنة التحضيرية لمجموعة “لبنانيّون” التي تنوي التحرّك اليوم ضمن الإطار الفردي البعيد عن تنميق الأحزاب السياسيّة، ويعتبر في حديث خاص لموقع “14 آذار” أن “هذا التحرك يأتي في إطار قول كلمة لمجموعة من الناشطين في الشأن العام في وجه تمدد المخاطر التى نراها على مستوى الوضع السوري والتي تنعكس على البلد، سواء إنعكاسها بما نراه من تعطيل اساسي بمسألة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية وما يجري على مستوى الحكومة اليوم، والخطر الذي نراه وكأن مؤسسات الدولة تتآكل على حساب ظواهر مرضية متمثلة في الحالة المذهبية التي تتقدم اليوم في السلوك وفي الأداء وفي السياسة على الهوية الوطنية”، مشيراً الى ان “طريقة التعاطي مع الأحداث السورية تزيد من خطر الإنقسام الداخلي وتزيد من مخاطر إنهيار الدولة وتلاشي الهوية الوطنية لحسابات الهويات الضيقة أو الهويات الدينية”.

 

العودة الى شروط الدولة

وشدد على “أننا كنشطاء وصحافيين نحاول أن نقول من خلال هذه الوقفة أن لا حل للتقوقع والهروب الى الأمام ولو عبر تجاوز الحدود وعبر خلق عناوين قد تبدو بلحظة ما مجال حماية وطمأنينة على طريقة الحديث عن الولاء المذهبي أو الهوية المذهبية التي تبرر تجاوز الحدود، فهذا المسار الذي نراه هو مدمر للجماعات اللبنانية الطائفية أو الطوائف اللبنانية ومدمر لفكرة المواطن والدولة، علماً أننا نريد أن نقول من خلال هذا التحرك أن لا خيار أمام اللبنانيين عموماً ولكل من خرج على قواعد وشروط الدولة، إلا في العودة الى الدولة وقواعدها الدستورية والقانونية، والإلتزام بمقتضيات الشراكة الوطنية”، لافتاً الى “أننا لا نريد من خلال هذا الكلام التحدي ولا المساجلة، ولكننا نطلق صرخة ونخاطب ضمير الجميع من دون إستثناء بأن المطلوب في هذه المرحلة وفي ظل المخاطر الوجودية على البلد، أن يكون هناك وقفة ضمير والعودة الى معايير وشورط المواطنة والدولة والمؤسسات الدستورية، لأنه بغير ذلك فإن الخطر لا يهدد فئة من اللبنانيين فحسب بل يهدد الجميع”.

 

وقفة ضمير

وأشار الى أن “السلوك السياسي ما بين الأحزاب اللبنانية لم يصل الى الذي يتعاطى مع المخاطر المحدقة بالبلد بما تقتضيه من وقفة على مستوى تأكيد وحدة البلد، وهذه الوحدة لا يمكن تأكيدها إلا من خلال الإلتزام بقواعد وشروط الدولة والدستور وبشروط الشراكة الوطنية”، مشدداً الى ان “هذه الدعوة موجهة لكل اللبنانيين الذين يشعرون بأنهم مثلنا لا ننتمي الى اي جهة سياسية أو حزبية، بل مواطنون لبنانيون عاديون خائفون على مصالح وطننا”.

 

بركات: المجزرة آتية لتأخذنا جميعاً

بدوره، يعتبر الصحافي محمد بركات، وهو أحد اعضاء اللجنة أيضاً، في حديث خاص لموقعنا، أن ” هذا التحرك ياتي ضمن سلسلة من التحركات نتيجة المجزرة الحاصلة في سوريا، في حق السوريين وجزء من الطائفة الشيعية، وهذه المجزرة مستمرة وفي أي وقت يمكننا التحرك”، مشيراً الى “أننا قررننا التحرك اليوم لأننا لم نعد مؤمنين بأن المقال يكفي والكتابة على مواقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك وتيتر” تكفي، وبرأينا ان لم نعلي الصوت أكثر فالمجزرة آتية لتأخذنا جميعاً”.

 

دفاعاً عن وجودنا

وشدد على أن “هذا التحرك هو للدفاع عن وجودنا كمعترضين في هذه البيئة، لأننا كما نرى من خلال البروباغندا الإعلامية وكلام إعلام “حزب الله” الذي يخون كل معترض داخل بيئتهم ويتهموه بالعمالة، وما حملة المقالات والكلام السياسي الأخير كأنه ينذر بموجة اغتيالات جديدة أو بموجة اعتداءات تحت أسماء وأشكال مبهمة ومتنوعة على كل من يعترض أو يرفع صوته”، مشيراً الى أن ” الحزب يلجأ الى هذا المسار لأنه أحس أن منطقه بدأ ينهار بالتزامن مع إنهياراتهم العسكرية ونظام الاسد في الداخل السوري، فنحن نريد أن نقول من خلال وقفتنا هذه أن هناك إمكانية لإستخدام العقل، وهناك إمكانية لحصول تراجع والعودة الى لبنان وإقامة مصالحة تاريخية مع الشعب السوري، قبل أن يصبح العمق الوحيد للبنانيين وللشيعة البقاع الغربي والشمال والجنوب تحديداً هو العدو الإسرائيلي في المقبل الثاني، لأن الجرح مع السوريين ومع اي نظام سوري جديد سيأتي سيكون كبير ولن يبقى أي منفذ لشيعة البقاع والجنوب سوى العدو الإسرائيلي”.

 

لينتبه الحزب الى اين هو ذاهب؟

ورأى أنه “قبل الوصول الى هذا المكان، نربد القول فلينتبهوا الى اين هم ذاهبون ونريد أن نسجل موقفاً تاريخياً أن هناك قلة قليلة من أبناء الجنوب والبقاع ليسوا مع الحرب في سوريا وتريد القول وترف صوتها من أجل أن تقول رأيها، وهي تريد أن تقول ان هذه الأقلية تدفع ثمنا كبيراً، ففي حال خسر حزب الله ستدفع الثمن معه وفي حال انتصر فستدفع الثمن أضعافً، فسيقوم بالهجوم علينا نتيجة فائض القوة لديه”، مشدداً على ان ” حزب الله عندما ينتصر، ينتصر وحده، وعندما يخسر يخسر لبنان بأكمله ويتدمر، وهذا ما حصل فعلاً إبان حرب تموز 2006 بعد وصفه أهالي الضاحية بأشرف الناس وأطهر الناس والصامدون، فيما الآخرون لم يصنفهم في صفوف هؤلاء بل في صفوف العملاء والخونة، فكل هذا المنطق مرفوض، فنحن لبنانيون بالدرجة الأولى والأخيرة وما يجمعنا هو الهوية الوطنية”.

 

دعوة لجميع اللبنانيين

ولفت الى أن “هذه الدعوة موجهة الى كل اللبنانيين من دون استثناء للمشاركة معنا اليوم، فنحن لا يهمنا العدد ولا يهمنا النوعية، بقدر ما تهمنا الرسالة التي سنوجهها من خلال هذا التحرك”، مشدداً على أننا نريد أن نقول لحزب الله وهو عائد من سوريا بعد ان أصبح اليوم في جرود عرسال في حين كان في السابق في جسر الشغور وفي درعا وإدلب، ألا يجلب الحرب معه إلينا، فكما دخل من دون أن يستشيرنا، فعليه ان لا يأتي بالحرب الى الداخل”.

(موقع 14 اذار)

السابق
ضبط أسعار السلع في رمضان بالتنسيق بين «الإقتصاد» والتجار
التالي
اتهام طفل في العاشرة باقامة علاقة مع امرأة متزوجة