لبنان يتلقف نتائج التقارب الاميركي الروسي في ملف سوريا

تبدي اوساط سياسية متابعة تفاؤلا نسبيا بامكان اقتراب الحل الدولي او الاقليمي للازمة الرئاسية في لبنان، باعتبار ان حظوظ التوافق الداخلي في هذا الشأن معدومة بعد تخطي الشغور عامه الاول. وتقول لـ”المركزية” انها تستند في تفاؤلها المشوب بالحذر الى مجموعة عوامل بدأت تتظهر اخيرا على الساحة الدولية يمكن البناء على اساسها للاستبشار خيرا ، وفي شكل خاص عودة الحرارة الى خطوط الاتصال الاميركية –الروسية وبدء التقارب لإيجاد حل للازمة السورية، بحسب ما اعلن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف امس، مدفوعا بخطر التقدّم الذي يحققه تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش” في سوريا والعراق على امل ان ينتج تسوية سياسية تنهي الصراع الدموي المزمن.

وتوضح الاوساط ان التوصل الى التسوية– الحل في سوريا يعني حكما الانفراج في الداخل اللبناني، اذ ان اي تسوية لا يمكن الا ان تأتي من ضمن سلة حلول لملفات المنطقة المتنازع عليها من سوريا الى العراق فاليمن، تنبثق من اتفاق دولي يولد تسويات اقليمية لعل ابرزها بين المملكة العربية السعودية وايران الممسكتين بورقة الرئاسة اللبنانية. وتشير الى معلومات بدأت تتردد في الكواليس السياسية عن ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيسعى مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف في لقائهما المرتقب غدا في جنيف في اطار المفاوضات حول الملف النووي الايراني، قبل شهر من الموعد المحدد للتوصل الى اتفاق نهائي، الى اقناع الدبلوماسي الايراني باعادة التواصل مع السعودية من خلال زيارة يقوم بها الى الرياض لتقديم التهنئة للقيادة الجديدة بما يساهم في تبريد الاجواء خصوصا ان الهدوء ساد في اليمن اثر التزام الحوثيين وقف اطلاق النار بعد تحرك المعارضة الداخلية والجيش لاعادة الامور الى نصابها الشرعي.

وتكشف الاوساط في هذا الاتجاه ان اجتماعات أمنية- سياسية تعقد في عمان يشارك فيها ممثلون عن دول غربية واقليمية وممثلون عن جماعة الحوثي بحثا عن صيغة اتفاق لحل الازمة في البلاد بمشاركة المكونات السياسية اليمنية كافة في السلطة وفق الاحجام، بعيدا من منطق التسلط والهيمنة. وتشير الى ان وتيرة هذه الاجتماعات قد تتكثف وتتتحول من شبه سرية الى علنية اذا ما نضجت ظروفها.

اما في سوريا ، فتنقل الاوساط عن قيادي لبناني حزبي زار موسكو منذ مدة غير بعيدة ان شبه قناعة تولدت لدى الرئيس فلاديمير بوتين بوجوب وضع حد للنزف الدموي بعدما استنزف نظام الرئيس بشار الاسد رصيده السياسي والامني خلال اربع سنوات من المواجهات مع المعارضة التي حققت انتصارات مهمة وتمكنت امس من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد، ويبدو ان التوجه بات يميل لمصلحة الاتفاق على صيغة حل عبر توحيد صيغة جنيف ، مع وضع طرح “المرحلة الانتقالية ” جانبا في ضوء اشتراط المعارضة للقبول بالتسوية تنحي الرئيس الاسد وخروجه من سوريا وتسليم السلطة الى هيئة تعيد تكوين السلطة .

اما مصير الرئيس السوري، فتقول الاوساط انه قد يلجأ الى بيلا روسيا او ايران او كوريا الشمالية مع ضمانة عدم التعرض له ولافراد عائلته ومعاونيه.

وتبعا لهذه التطورات، فإن دول المنطقة المشتعلة تبدو متجهة نحو الحلول السلمية عبر التفاوض والحوار وفق خريطة طريق ترسم في عواصم القرار لفرز مشهد اقليمي جديد، سيتلقف لبنان نتائجه الايجابية لفك عقد سبحة ازماته السياسية وفي مقدمها الفراغ الرئاسي.

(المركزية)

السابق
إيران حليفة أوباما في الحرب على «داعش»
التالي
طارق أبوزينب يكتب: شيعة السفارة