القوى الأمنية تضايق مراسلة حكي جالس وتهدّدها بمصادرة هاتفها

حكي جالس جو معلوف
منذ أيّام تعرضت الزميلة ميرنا رضوان مراسلة برنامج حكي جالس لمضايقة من قبل عناصر قوى الامن الداخلي وصلت بهم الى منعها من التحرك وطلبها لمخفر الشرطة وتهديدها بمصادرة هاتفها.

عندما شاهدنا دعاية حلقة امس من برنامج حكي جالس على قناة الـ LBCI، ظننا أن ميرنا تخطت قواعد المهنة او تطاولت على القانون حتى يتم توقيفها، انتظرنا وشاهدنا الحلقة ليتضح ان الصحافية قامت أوّلًا بواجبها المهني تجاه القضية فوثقت تقريرها بالوقائع وتحدثت مع اكثر من ضحية لهذه العصابات في صيدا، كما تمكنت من اضافة معلومات عن وجود ضحايا في بيروت وعدة مناطق لبنانية.

اذا كانت ميرنا التزمت بمعايير المهنة متى سيتعلم بعض رجال الامن احترام مهنة الصحافة

أمّا بالنسة لما حصل مع قوى الامن فاتضح من التقرير الذي ترونه عبر الرابط ان ميرنا عرّفت عن نفسها قبل البدء بعملها الذي كان عبارة عن سؤال الناس في صيدا اذا كانوا على علم بهذه العصابات، وقام عنصر من قوى الامن بايقافها بعد دقائق طالبا منها التوجه الى المخفر، وعندما رفضت موضحة له ان عملها ضمن اطار العمل الصحافي، استدعى عناصر اخرى ومسؤولين، وبدا واضح انهم يصرون على اخذها الى المخفر، ورغم محاولتها التفاهم معهم وابرازها بطاقتها الصحافية لم يعدلوا عن قرارهم. ولو لم تقم ميرنا بمراجعة ادارة البرنامج كما اوضح مقدمه جو معلوف، ولو لم تعمد على توثيق ما يدور بينها وبين الدرك لكان حقها ضاع، خصوصاً انهم حاولوا تضليل المسؤولين عنهم ووضعها بصورة الصحافية المشاغبة.

ويبقى السؤال اذا كانت ميرنا التزمت بمعايير المهنة متى سيتعلم بعض رجال الامن احترام مهنة الصحافة؟ خصوصاً ان ميرنا هي احدى الزميلات التي اثبتت، خلال عملها كصحافية في جريدة البلد وكمراسلة لبرنامج استقصائي يحارب الفساد والظلم، بانها شجاعة، واثبتت من خلال تقاريرها انها تعمل لتوعية الناس على المخاطرالتي تحدق بحياتهم اليومية. وباختصار لو لم تكن هذه الصحافية واثقة من خطوتها وذات عزيمة قوية لكان مصيرها مصير الكثير من الزملاء اللذين تعرضوا للضرب والشتيمة خلال عملهم.

ولا بد ان نعترف بتميز هذه الصحافية عن اللواتي استعملن انوثتهن لتأمين الشهرة، عساها تكون خير مثال لغيرها، ونبقى بانتظار اخذ الدولة اللبنانية الاجراءات اللازمة بحق من تعرض لها بلا سبب قانوني او منطقي.

السابق
غانم: لا يمكن الاستمرار من دون انتخاب رئيس والظروف تلزم والضرورات تبيح المحظورات
التالي
طابع بريدي في الذكرى الثانية لغياب بيار صادق وحرب تساءل: كيف كان سيتعاطى مع الفراغ الرئاسي وكرسي بعبدا الشاغرة؟