أكثر من جهة فتكت بـ«مقاتلي حزب الله»

حزب الله
ماذا استفدنا من مئات آلاف القتلى في سوريا.. قتال حزب الله إلى جانب الأسد؟ مجموعات من شتى الجنسيات تقاتل في صفوف المعارضة السورية، فرق موت شبيهة بالبلاك وتر كـ«أبا فضل العباس» و«عصائب الحق» تأتي لتنفيذ بعض المهمات القذرة ثم ترحل. الأحد عشر عراقياً، أعدمتهم الدولة الإسلامية وهم يرتدون رداء أزرق. مئات الضربات الجوية للتحالف الدولي على العراق وسوريا. هل هذه التفاصيل من أجل السلام ومنع الحرب؟ إنها الحرب بعينها.

 

كيف يمكن لنصرالله فهم أوضاع باتت أخطر مما كان يظن؟ حيث لا يمكن تشتيت انظار متتبعي الاحداث بخطاباته المتكررة أو بزج المزيد من الجنود المهيئين للقتال دائماً. حصل مرة ان سألت أحدهم: كم تظن عدد مقاتلي حزب الله في سوريا. أجابني: الكثير.

الكثير؟ نعم ويفوق ما تتوقعين. وذلك رغم اهتمامه بحياة كل عنصر ينتمي إليه. فهو صرف ويصرف مبالغ طائلة من أجل تدريبهم ويقدم لهم خلال المعارك خدمات تصنف بـ«حسنٌ جداً».

عدد مقاتليه الحزب المشاركين آلان في معركة القلمون باعترافه عشرات الآلاف

من هو ذلك الجندي الذي يأكل داخل خندقه لوح حلوة يصل سعره إلى النصف دولار؟ من المؤكد ان وضع جنود حزب الله افضل بكثير من باقي المقاتلين المتوزعين بين أصدقاء وأعداء، حيث تستطيع قيادتهم بين فترة وآخرى تأمين مياه دافئة لهم من أجل الإستحمام.

عن مقاتل احتسى القهوة قبل ساعات قليلة من ذهابه للمعركة.

بتاريخ 18 نسيان 2015، إنه نهار السبت، كنت قد استيقظت باكراً بتمام الخامسة صباحاً وعند الساعة السادسة وصلتني رسالة على هاتفي الجوال، «استيقظي، اود لو نشرب القهوة في مكاننا المعتاد»، ومكاننا المعتاد عبارة عن مقهى صغير جداً اجزائه تعاني من نقص في الترتيب وفوضى في طاولاته وكراسيه لكن ميزته الجميلة انه يبقى مفتوح ومأهول بالزوار حتى في ساعات الفجر الأولى. وصلت إلى المقهى في تمام الساعة سابعة صباحاً، كان المقاتل جالساً، وكان قد وضع امامه كوبان صغيراً من القهوة. وعلى عجل سألني «ما هو نوع خطكِ» اجبته: «ألفا»، «هل لديكِ ما يكفي من الدولارات»، «اظنني امتلك خمس دولارات»، «ارسلي إليَّ واحداً»، أرسلت له الدولار ثم ذهب بعيداً إلى زاوية المقهى واجرى اتصال بوالدته. أخبرها بأنه يفضل أستبدال اخر فطور صباحي معها بصحن فول وحمص عوضاً عن البيض كما كانت قد قررت. ثم صمت وضحك. إن المقاتلون يضحكون ويحبون أخذ فطور أخير مع عائلاتهم. ثم أنهى إتصاله وجلس قبالتي متبسماً واردف قائلاً: تعلمتُ خلال الأشهر الماضية معنى الغربة والحب.

عودوا قليلاً إلى شوارع الضاحية الجنوبية المكتظة بالمقاهي وستشعرون بقدرة دفينة ومذهلة لديها للتحول إلى نسخات مصغرة عن مجمع سيد الشهداء، المكان الرسمي الذي تخرج منه قيادات هذا الحزب بالخطابات من الشيخ نعيم قاسم إلى الشيخ محمد يزبك وستجدون شبان متسمرين ـ امام شاشات بيضاء كبيرة كانت خصصت سابقاً لنقل مباريات كرة القدم الأوروبية ـ وهم يستمعون إلى خطاب السيد نصرالله ومستعدون للتحول من مدنيين يرتدون ملابس مدنية واحذية رياضية إلى عسكريين ببذاة أنيقة لونها عاجي يتداخل فيها خطوط رفيعة زيتية، واجتذابهم إلى عالم القتال كما يحصل في الأفلام التي تنتجها هوليوود، المكان الوحيد القادر على الابقاء على حياة الابطال والمتحاربين إلى ما لا نهاية وتناقل الروايات التي شهدوا عليها، وقصص تخطيهم المصاعب، والنجاة من القذائف المتطايرة من أعدائهم نحو مواقع تجمعهم.

بدا واضحاً القلق على نصرالله في خطابه الأخير لكنه سيرسل المزيد من الجنود إلى القلمون وريف دمشق واللاذقية وأي أرضٍ يشتم بها رائحة عدو وبفخر. كان من الضروري لحزب الله أن يسرب رقم شبه واقعي إلى وسائل الإعلام عن عدد مقاتليه المشاركين آلان في المعركة. عشرات الآلاف. صفوفهم متراصة مع اسلحتهم الفتاكة المتنوعة بين صواريخ بركان ومدفعيات طَوّر أدائها بنفسه وهذا يُعد كافٍ لإخافة الثائرين وجبهة النصرة.

صحيح أن حزب الله يعرف أعدائه: «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، «جبهة النصرة»، «جيش الفتح»، جماعات شيشانية من أصول اسلامية لبوا دعوة الجماعات الاسلامية المتطرفة هناك. افغانيون وباكستانيون تلقوا تدريبات على حمل سلاح خفيف ومتوسط الحجم في معسكرات القاعدة وفارون من المعتقلات السرية التابعة لرئيس الوزراء السابق نور المالكي في بغداد.

أعداءٌ كثر إذاً قتلى كثر.

دخل حزب الله حرب تموز بعدد أقل بأضعاف من الآن. كان حينها القتال بينه وبين اسرائيل فقط.

وبظرف 33 يوماً قتل له المئات، وللحين لم يصرح عن عدد يسجل كوثيقة دقيقة في كتب التاريخ. كذلك لم يتكلم عن رتبهم العسكرية إذ انه يشعر بالعار عند تلقي ضربة مؤذية تماماً كعدوه اسرائيل. لقد ماتوا مجاهدين في سبيل الله فقط.

حرب تموز 2006
حرب تموز 2006 بلدة عيتا الشعب

يجدر مطالبة وزير التربية والتعليم اللبناني إلياس أبو صعب بإجابة صريحة حول حقيقة إلغاء إصدار نتائج الإمتحانات الرسمية لدورة 2013 – 2014 ويبدو تكرار التجربة مع العام الدراسي الحالي أمراً وارداً وتوضيح علاقة الأمر بمشاركة شبان لبنانيون دون الثامنة عشر من عمرهم في القتال الدائر بسوريا.

دخل حزب الله حرب تموز بعدد أقل بأضعاف من الآن كان حينها القتال بينه وبين اسرائيل فقط

وللعلم، فإن شارع عبد النور الواقع في منطقة الرويس تنتشر على جدران ابنيته صور ست قتلى تابعين لحزب الله. بينما كانت حصة الشارع العريض في منطقة حارة حريك ثماني قتلى. بالإمكان رسم شجرة لقتلى هذا الحزب وتحديد الجهة القاتلة وسيعد الأمر ممتعاً. كل ما يحتاجه المشروع، مجموعة مؤرخين يعملون كعابري سبيل داخل أزقة الضاحية الضيقة. على سبيل المثال، «حسن علي دعبول» قتلته جبهة النصرة، «حسين انيس ايوب» قتلته اسرائيل، «حسن خليل مالك» قتل على يد المجموعات الإرهابية المسلحة، «محمد دمشق» اصيب بجروح خطيرة بعد إلتحامه مع الجنود الاسرائيليين وقتل على اثرها. ستشاهدون كل هذه الصور في منطقة بئر العبد والرويس فقط، كما ولن يصيبكم الذهول عندما تقع اعينكم في الأزقة نفسها على صور تعود لمصور قناة الجديد «علي شعيب» الذي قتلته رصاصات القوات الحكومية السورية.

السابق
ابنة هيفاء وهبي ليست ابنتها؟!
التالي
معلوماتٌ صادمة لا تعرفونها عن الواقي الأنثوي