سيناريو «المسلحّين في عرسال»: محاولة لاستدراج الجيش اللبناني ضدّهم

الجيش اللبناني في عرسال
بعد بدء ملامح معركة القلمون الدموية، تتّجه الصحف اليوم في التركيز على وجود خطر في المستقبل على الداخل اللبناني نتيجة احتمال أو حتمية تمركز المسلحين في جرود عرسال. فما صحّة لجوء المسلحين إلى عرسال؟ وما هو موقف أهالي البلدة اذا صحت هذه المعلومات. هنا حديث مع رئيس بلدية عرسال السابق باسل الحجيري.

شهدنا منذ أيام تهويلا وتخويفا من معارك ضارية متوقعة في جرود القلمون، لكن بعد ايام قليلة تشرذمت هذه المعركة الكبرى والمفترضة إلى كرّ وفرّ ومناوشات بين المسلحين وحزب الله. أما اليوم فالسيناريو البارز تسوّق له صحف الممناعة ومواقعها الإلكترونية أنه، وعلى وقع تقدّم حزب الله والجيش السوري في القلمون، يتّجه المسلحون نحو جرود عرسال والقاع متخذين منها مواقع استراتيجية لهم. وبالتالي، يصبح المخطط هو الإعداد لمشروع غزو الأراضي اللبنانية باتجاه الساحل، بعدما كانوا موزعين على نحو ألف كيلومتر مربع من الجرود السورية واللبنانية، بطريقة لا تجعل مواجهتهم في تلك الجرود (جرود عرسال) اليوم بالصعوبة التي ستكون عليها في المستقبل بعد تجمعهم فيها.

يتجه المسلحون نحو جرود عرسال والقاع متخذين منها مواقع استراتيجية لهم

الصحف القريبة من “حزب الله” سوّقت هذا السيناريو الذي يضحك حين يسمعه مراقبون قريبون من مجموعات المعارضة السورية.

رئيس بلدية عرسال السابق باسل الحجيري اعتبر أنّ “هذا السيناريو موجود قبل معركة القلمون وهذه الأخبار المتداولة غير صحيحة على الإطلاق”، وقال في حديث لـ”جنوبية” أنّ هناك “بعض الجهات التي تصرّ على توريط عرسال والتي عملت كثيرا على الترويج لسيناريو أنّ عرسال ستكون مأوى المسلحين السوريين وداعمة لهم بوجه الجيش اللبناني. وهذا الكلام عارٍ عن الصحة ومسيئ للبلدة”.

ورأى الحجيري أن ما يسوّق له البعض هو “مزايدات ومبالغات من الصحف” معتبرا أنه “من الممكن دخول أعداد قليلة من هؤلاء المسلحين ولكن ليس كما يتم تداوله عن أعداد كبيرة وأسلحة مهولة لأن الحدود ممسوكة من قبل الجيش اللبناني بإحكام “. وبالتالي استبعد ان تطور الأمور بهذه السهولة، خصوصا في ظلّ “مساعي دولية منذ البداية لإبعاد لبنان عن الصراعات الاقليمية“.

وفي حال صَدقت هذه الفرضية أكّد الحجيري أن” حماية الحدود تبقى مسؤولية الجيش اللبناني. وأهالي عرسال لن يكونوا جزء من المعركة، كما أن جميع المسلحين بالنسبة لهم بما فيهم حزب الله هم أعداء لهم”.

«جبهة النصرة» و «داعش» يستغلان الحسابات والتوازنات اللبنانية الدقيقة لذا تلجأ هذه المجموعات المسلحة إلى جرود عرسال

ويرى مراقبون أنّ الهدف من هذه السيناريوهات هو جرّ الجيش إلى مشاركة “حزب الله” في الهجوم على المجموعات السورية المعارضة للأسد التي يريد “حزب الله” القضاء عليها. وهي المجموعات البعيدة عن “داعش”. إذ يتفّف “حزب الله”، بحسب ناشطين في جرود القلمون، عن مواجهة مقاتلي “داعش” ويلاحق المجموعات المعتدلة محاولاً القضاء عليها.
وفي المقابل، ورد في جريدة “المستقبل” أن مصادر نقلت في هذا المجال عن قائد الجيش العماد جان قهوجي أنّه “طمأن المعنيين خلال الاجتماع إلى متانة وصلابة الانتشار العسكري على الجبهة الحدودية” مع سوريا، مؤكداً أن “لا خوف على الحدود وأنّ الجيش يمسك بالوضع جيداً وقادر على التعامل مع أي خطر قد يطرأ على هذه الجبهة”.

اهالي عرسال لن يكونوا جزء من المعركة

في وقت أشار قهوجي كذلك في معرض إضاءته على التحديات المحتملة إلى إمكانية إقدام بعض المجموعات السورية المسلحة على التسلل إلى عرسال إذا ما اضطرّ مقاتلوها إلى الانكفاء والانسحاب من معارك القلمون باتجاه الأراضي اللبنانية، مشدداً في المقابل على أنّ “وحدات الجيش اللبناني بجهوزية تامة وسوف تتصدى بحزم لأي تطوّر ومستجدّ من هذا القبيل حمايةً للحدود وتحصيناً للساحة الداخلية”.

السابق
باسيل يهدّد بفرط الحكومة: عديلي روكز أو الفراغ
التالي
الراي: الحكومة نأت بنفسها عن معارك القلمون تجنباً لإثارة خلافات لن تقوى على مواجهتها